لأول مرة.. الطبيب الذى حاول إنقاذ “أميرة القلوب” من الموت يتقدم بشهادته
كتبت: أسماء خليل
في مقابلة حصرية تم استدعاؤه لها من قِبَل مستشفى Pitié-Salpêtrière، قدم الطبيب الجراح، منصف دهمان، شهادته الدقيقة، عن محاولاته فى إنقاذ حياة “الأميرة ديانا”، أميرة ويلز والزوجة السابقة للأمير تشارلز، والتي أصيبت في حادث السيارة الشهير بباريس، بصحبة صديقها العربى دودى الفايد، في صباح يوم 31 أغسطس من عام ، وتوفت على أثر هذا الحادث.
وجاء فى تقرير أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن الحادث أن الطبيب الذى يبلغ الآن من العمر 56 عاما، قدم أول شهادة له على الإطلاق، وصف فيها دقيقة بدقيقة كيفية محاولاته، وتجريبه كل الطرق لجعل قلب الأميرة ديانا الشهيرة بـ “أميرة القلوب” ينبض.
وأضاف تقرير الصحيفة أن شهادة الطبيب تقضي على الافتراءات القاسية التى تعرضت لها الأميرة، قبل الموت.
وتحدث دهمان لدحض جزءًا من نظرية المؤامرة القاتلة، التى تعلقت بموت الأميرة، إذ لعب الجراح دهمان دورًا في القتال لإنقاذ حياتها، وأوضح كيف بذل الطاقم الطبي المخصص فى المستشفى لـ(حالات الطوارئ) والذى استقبل الأميرة وهى مصابة قصارى جهده لإنقاذ ديانا.
وأحد أسباب حديث داهمان – كما قالت الصحيفة – هو التأكيد على عكس نظرية المؤامرة، التى خرجت من قبل المؤسسة البريطانية، والتى تدعى أن طاقم الطوارئ الطبي الفرنسي الموجود في تلك الليلة بالمستشفى، لم يبذل جهده لإنقاذ الأميرة، والحقيقة أنه فعل كل ما بوسعه جاهدًا كي يمنحها الحياة.
وحكي دهمان بشيء من التبسيط مؤكدا أنه لم يتلقَ أي أجر مقابل حديثه هذا، قائلا : “ لقد استغرق الأمر تلك اللحظة فقط جهدا فوق المعتاد لإنقاذ هذه المرأة الشابة وهي على الحالة التى وصلت عليها للمستشفى، مضيغا: “لم أكن أرغب في وصف جوانب معينة من العلاج الذي تلقته لأسباب تتعلق بسرية المريض،لكن من المهم الآن توضيح مدى صعوبة الفريق الذي ناضل لإنقاذ حياتها”.
وأكمل الطبيب الجراح : “ تم تصوير ديانا بالأشعة السينية عند وصولها المستشفى، وأظهرت صور الأشعة أنها تعاني من “نزيف داخلي فى منطقة الصدر خطير للغاية”، ونتيجة لذلك ، خضعت لعملية بذل، وتمت إزالة السوائل الزائدة من تجويف صدرها”.
واستطرد : “ لكن استمر النزيف وكانت ديانا تتلقى عمليات نقل دم من فصيلة “أو نيجاتيف O-Negative” في غرفة الطوارئ ، حيث لم يتم تحديد فصيلة دمها بعد، وفي حوالي الساعة 2.15 صباحًا ، أصيبت بنوبة قلبية أخرى، وأصبح الوضع أكثر خطورة”.
وأضاف: “وخضعت الأميرة لإجراء تدليك القلب الخارجي، وهنا طلب منى إجراء عملية جراحية، وكان عليّ أن أمضى فى ذلك بينما كانت ديانا لا تزال مستلقية على نقالة في غرفة الطوارئ، وكان هذا الظرف استثنائيًا حقًا، ومؤشرًا على مدى خطورة وضعها”.
وأوضح دهمان: “ لقد قمت بهذا (الإجراء) لتمكينها من التنفس، فقلبها كان لا يعمل بشكل صحيح لأنه كان ينقصه الدم”. وواصلت الصحيفة: “اكتشف دهمان حينها، أن ديانا أصيبت بتمزق كبير في التامور الذي يحمي القلب، وازدادت الحالة سوءًا، كانت الساعة حينها 2.30 صباحًا، والحالة تحتاج إلى معجزة، وانضم إلى إلى فريق غرفة الطوارئ الجراح دهمان والبروفيسور آلان بافي أفضل جراح قلب في فرنسا، وتم استدعاؤه من سريره في المنزل فى ذلك الوقت، وطبيب آخر، للاستعانة بأي شخص يمكن إنقاذها، ولكنها إرادة الله.
يقول بيتي سالبيتريير هو طبيب وأحد شهود العيان أيضا: “ تم علاج الأميرة في مبنى كان فيه مرضى آخرون في المستشفى، رأينا أشخاصًا يتنكرون في زي طاقم طبي، ويدفعون العربات، ويحاولون الحصول على معلومات، وكان هناك الكثير من الضغط على أمننا”.
ويذكر دهمان ملحوظة واحدة ، لم يتحدث عنها من قبل، على الرغم من أنها عالقة في ذهنه، وقال : “عندما كنت أعالج ديانا، كنت ألبس فى قدمى حذاء طبي يشبه القبقاب، ومن الواضح في هذه الحالة أنك لا تهتم بأي شيء سوى محاولة إنقاذ المريض، ولاحظت في صباح اليوم التالي – فقط – أن قبقابي كان ملطخا بدماء الأميرة”.
وأكمل الطبيب الجراح : “ على أي حال ، المستشفى كبير جدًا وكنت أسير بين المباني، وعندما اقترب مني رجل فرنسي وقال ، آه ، “قباقيبك”، أنا مهتم بها، أريد أن أشتريهمامنك بأى ثمن، فإن عليها دم ملكي وهو دم الأميرة ديانا” رفضت عرضه مذعورًا وبأسرع ما يمكن قمت بتنظيف “القبقاب” الذى كنت أرتديه.”
واختتم دهمان حديثه قائلا: “ لكن ليست تلك هى النهاية، وعلينا هنا أن ندرك فلسفة الحياة، حيث لا يمكنك الهروب منها، والاعتقاد بأنك فقدت شخصًا مهمًا كنت تهتم به، يؤثر فيك طوال حياتك”.