الرواية الغربية عن الانتخابات الإيرانية: لم يشارك فيها سوى 10%.. مزورة.. والفائز منتهك لحقوق الإنسان

كتب: عاطف عبد الغنى


بغض النظر عن موقفك كعربى من إيران، وحكم الملالى، والرئيس الذى أسفرت الانتخابات التى تم الإعلان عن نتيجتها منذ ساعات، وفاز فيها المتشدد الدينى، إبراهيم رئيسى، فأنه على الجانب الآخر هناك رؤية الغرب الصادرة عن موقف عدائى كاره، وشهادته عنها مجروحة على الدوام، ولا تركز أو تتتناول إلا الجانب السيىء فى هذه الدولة.
اليوم السبت، تم إعلان فوز رئيس القضاء الإيراني السابق رئيسى، الذى يوصف بأنه ينتمى إلى التيار والجناح المتشدد، فى الجمهورية الإيرانية، بمنصب رئيس البلاد حيث ذكرت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية نقلاً عن رئيس لجنة الانتخابات أنه بعد فرز 90% من الأصوات، فاز رئيسي بـ17 مليون صوت من أصل 28 مليون شاركوا فى الانتخابات.
واليوم السبت أعلن وزير الداخلية الإيرانى، عبدالرضا رحماني، نتائج الانتخابات رسميا بفوز رئيسي بعدد 17.8 مليون صوتا من أصل 28.9 مليون شخص صوتوا في الانتخابات، ونسبة فوزه تبلغ 61.95% من الناخبين.
وأضاف وزير الداخلية أن 28.9 مليون شخص صوتوا في الانتخابات أي ما نسبته 48.8% من الإيرانيين الذين يحق لهم الاقتراع.
رئيسي البلغ من العمر 60 عاما، كان المرشح المفضل للمرشد علي خامنئي، ويعتبره المرشد خليفته المحتمل.
لكن صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، شككت فى كل الروايات الرسمية الصادرة من داخل إيران، ومن المعارضة فى الخارج، وبدأت التشكيك من خلال أقوال نسبتها للإيرانيين أنفسهم، فقالت فى تقرير لها إن “عدد كبير من الإيرانيين المعتدلين، قالوا إن الحملة قد صممت لتعيين رئيسي، وإن التصويت لن يُحدث فرقًا يذكر”.
ونقلت الصحيفة عن “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” فى الخارج بيان أمانة المجلس الذى جاء فيه أن نسبة التصيوت لم تتخط الـ10%، وذلك استناداً إلى “تقارير أكثر من 1200 صحافي ومراسل لقناة سيماي آزادي من 400 مدينة في إيران، وأكثر من 3500 مقطع فيديو متوفر لتقديمه على المراجع الدولية والرأي العام”.
وأضافت الصحيفة أنه “كان من المتوقع أن يفوز رئيسي بسهولة على الرغم من المحاولات المتأخرة من قبل المعسكر الإصلاحي لتوطيد الدعم خلف مرشحهم الرئيسي عبد الناصر همتي، محافظ البنك المركزي السابق”.
ولم ترد أنباء فورية عن نسبة إقبال الناخبين، ولكن قيام 28 مليون شخص بالمشاركة بعد فرز 90% من الأصوات، يعني أن حوالي 31 مليون شخص فقط صوتوا، ويعتبر هذا انخفاضًا كبيرًا عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عام 2017 والتي شارك بها 41 مليون صوت.
ومن نتائج الانتخابات والتشكيك الكبير فيها إلى شخصية الفائز “رئيسى” والطعن فبه انطلاقا من الملف الأثير للغرب الأمريكى وهو ملف حقوق الإنسان.
وفى هذا الصدد قالت صحيفة “نيويورك تايمز” التى نتخذها هنا مثالا إن لدى رئيسي سجل مروع من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك اتهامات بلعب دور في الإعدام الجماعي للمعارضين السياسيين في عام 1988، وهو يخضع حاليًا لعقوبات من الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أنه من غير المرجح أن تعيق أي تفاصيل (مما سبق) استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن استعادة اتفاقية عام 2015 للحد من برامج إيران النووية والصاروخية مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية، وقال رئيسي إنه سيظل ملتزماً بالصفقة ويبذل كل ما في وسعه لإزالة العقوبات، فالسياسات الرئيسية مثل الاتفاق النووي يتم تحديدها من قبل المرشد الإيراني، الذي يملك الكلمة الأخيرة في جميع المسائل المهمة للدولة.
لكن “نيويورك تايمز” استدركت بالقول “إن وجهات نظر رئيسي المحافظة ستجعل من الصعب على الولايات المتحدة التوصل إلى صفقات إضافية مع إيران وانتزاع تنازلات بشأن القضايا الحاسمة مثل برنامج الصواريخ الإيراني، ودعم إيران للميليشيات التي تعمل لها بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فضلا عن ملف حقوق الإنسان”.

زر الذهاب إلى الأعلى