7 نصائح لتخليص ابنك الطفل أو المراهق من مشاهدة وإدمان المواد الإباحية

كتبت: أسماء خليل
ما برحت وسائل الإعلام تعرض علينا – بشكل يومي – تلك الجرائم تحرش الشباب المراهقين بالفتيات، كادت تصبح مادة يومية ثابتة فى وسائل الإعلام، المختلفة، المرئية والمقروئة من كثرة ما تعرضه عن وقوع هذه الجريمة، أو حولها.
ومع انتشار تلك الظاهرة، أو حجم طرح هذا الخطر الذي نسمع دق ناقوسه، لا ينتبه أحد إلى أن حجم طرحه فى الإعلام لا يتناسب مع الحلول التى تقدم لعلاجه.. وربما يستثني قارئ هذه السطور نفسه من تلك القضية لتيقنه الموهوم أن الجريمة لا يمكن أن تطل أولاده لمدى ثقته في تربيتهم.
والأهم – الآن – أننا أمام حقيقة صادمة وهي أن ازدياد جرائم التحرش الجنسي من أخطر نتائج مشاهدة الأطفال للأفلام الإباحية.
وتؤكد كل الإحصائيات أن الدول الأجنبية أكثر تسجيلًا لمعدلات الجرائم المتعلقة بالتحرش الجنسي مقارنة بالدول العربية.
والمجتمعات هي المسؤولة، إذ لابد عليها من التصدي لتلك الظاهرة بمنع أبنائها من الانسياق الفكري وراء مشاهدة تلك الأفلام؛ وذلك بمساعدتهم بالتوجه للمشاركة في الالعاب البدنية.. والقراءة.. وممارسة الهوايات.. فهم بحق الزهور التي يتم نشر عبيرها بواد غير ذي زرع.
دراسات وتوصيات
تقول أحدث الدراسات التي تم إنجازها في بريطانيا حول “ الأطفال والمحتوى الإباحي” إن 94% من الأطفال الذين خضعوا للدراسة شاهدوا محتوى جنسيا على صفحات الإنترنت، وهم لم يتجاوزا سن الرابعة عشرة من العمر.
وتخلص الدراسة التي تم إنجازها من طرف جامعة ميدلسيكس، وبطلب من الجمعية البريطانية لحماية الطفولة من العنف، إلى أن هؤلاء الأطفال الذين يشاهدون محتوى إباحيا في سن مبكرة، معرضون لفقدان الأحساس بالحميمية فيما بعد.
كما أكد مفوض الأطفال في إنجلترا على ضرورة فرض قيود على وصول الأطفال إلى المواد الإباحية على الإنترنت بشكل عاجل لوقف انتشار التحرش الجنسي في المدارس.
وفى سياق قريب حثت “راشيل دي سوزا” وهى باحثة تربوية بريطانية، الحكومات وشركات التكنولوجيا على إدخال فحوصات التحقق من العمر، محذرة من أن الوصول إلى المواد الإباحية الفاضحة يشكل توقعات الأطفال للعلاقات، وهذه المشاهدات كانت المسئولة جزئيًّا عن الآلاف من أفعال التحرش الجنسي من قبل تلاميذ المدارس، حسب شهادات الأشخاص المنشورة “على الأنترنت” على مدار الأشهر القليلة الماضية.
وتقول دي سوزا : “إنَّ المواد شديدة الإباحية، التى تبث عبر الإنترنت، تشوه توقعات الأولاد للعلاقات الطبيعية وتطبع السلوكيات التي يُتوقع من الفتيات قبولها بعد ذلك، ومن السهل جدًا على الأطفال الوصول إليها”.
ودرأ لهذا السبب أوصت “إلينا مارتيلوزو” الأستاذة المساعدة في علم الجريمة بجامعة ميدلسكس، بأن تقوم الحكومة بإدراج المحتوى الإباحي في مشروع قانون الأمان القادم على الإنترنت ، مما يحتمل أن يكرر التشريع الذي يمنع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من الوصول إلى المواقع الإباحية.
أضرار مشاهدة الأطفال للأفلام الإباحية
تؤكد الأبحاث العلمية أن مشاهدة الأطفال لتلك الأفلام تيسر التحرش بطرق مختلفة وتجعل الأطفال فريسة للعنف الجنسي، وتجعلهم يعتقدون أن تعري المرأة أمرًا عاديًّا؛ وهو ما يؤثر على مفهوم العادات والتقاليد ويجعل الطفل غير مسؤول عن محارمه في المستقبل حينما يصبح رجلًا، وكذلك تجعل الأطفال يمارسون أنشطة جنسية؛ مما يعمل على زيادة فرص إصابتهم بالأمراض التناسلية المعدية.
كما تفقد مشاهدة تلك الأفلام الحس باللذة الجنسية مع مرور الزمن، ولا يصبح الجنس العادي ذا قيمة عندهم، بل يميلون إلى سلوك جنسي أكثر انحرافًا وأكثر شذوذا وأكثر عنفا.
وكذلك الإدمان علي تلك المواد، هو مثل تناول المخدرات والكحول، فتجعلهم يفتقدون روح الحميمية بين الرجل والمرأة والأسرة بشكل عام؛ إذ أن تعامل مدمن هذه المواد من الرجال للمرأة يشعره كأنها “ دُمية”.
بالإضافة إلى الانحراف السلوكي، وعدم طاعة الوالدين؛ لأن نظرته ستتغير تجاههم وسيشعر من داخله أنهم يرتكبون الخطيئة باعتباره يتخفى من العالم كي يشاهد تلك الأفلام.
وتلك الأفلام الإباحية الفاضحة، تنمى لدى الأطفال سلوكيات جنسية شديدة القسوة بالنسبة للمرأة، وإدراك مشوه عن الجنس، وتجعلهم لا ينظرون إلى الاغتصاب على أنه اعتداء إجرامي، بل لا يعُدُّونَه جريمة.
حلول
ولا كثير ممن تصدوا لهذه الظاهرة أن منع الأطفال من مشاهدة الأفلام الإباحية سيكون هو الحل السحري، لعلاجهم، إنه فقط واحد من أهم الحلول.
ويوجه كثير من الخبراء والمتخصصين الآباء بضرورة الاهتمام واتباع منهج تربوي لعلاج أولادهم إذا لاحظوا عليهم بوادر تشير إلى مشاهدتهم لتلك الأفلام.
وينصح الكاتب الصحفي د. جاسم المطوع الآباء، بالقيام بسبع خطوات من أجل إبعاد الأبناء عن مشاهدة الأفلام المخلّة بالأدب، مطالبًا بضرورة اللجوء لمختص أو استشاري، إذا فشل الأبناء فى التخلص من هذا النوع من الإدمان، ولافتًا إلى أن دور الآباء هو المساعدة وتقديم العون للأبناء للتخلص من هذا السلوك الخاطئ.
وينصح المطوع بالآتى:
أولًا: التأكد من صدق ورغبة الطفل أو المراهق الجادة في أن يترك هذا السلوك، فهذه أهم خطوة لا بد أن نركز عليها، ولابد أن يعطيك الطفل أو المراهق وعدًا بالإضافة إلى متابعته ومرافقتك له.
ثانيًا: لابد من الحرص على تشجيعه على تنمية هواياته ومواهبه؛ لأن الفراغ هو أكبر مشكلة تواجه الابن فيصرف وقته لمثل هذه الأفلام، فإذا استطاع الوالدان أن يشغلا وقت فراغه بالرياضة والهواية والحركة فقد ساعداه على تجاوز المشكلة.
ثالثًا: تعليمه كيف يتعامل مع نفسه عندما تحدثه نفسه الأماّرة بالسوء إلى ارتكاب الخطأ، وإخباره بأن يعاند نفسه، ويصرف الأفكار الشيطانية بألا يستسلم لها، فيرفضها ويردد عبارات يحدّث بها نفسه مثل: (أنا قوي ولن أهزم أمام الأفكار السلبية)
رابعًا: أن يوجهه الآباء إذا فشل أكثر من مرة وهو يعالج نفسه، فلا يستسلم للفشل، ويظن أنه لا فائدة من المحاولات.
خامسًا: توجيهه أن يحرص على مرافقة ومصادقة الشباب المخلص والصالح الذى يعينه على نفسه.
سادسًا: تشجيعه على تقوية الجانب الإيماني عنده مثل الصيام والصلاة والذكر والقرآن، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
سابعًا: تحذيره من الوحدة، فلا يجلس وحده أبدًا، وخاصة في بداية طريق العلاج.