«لقينى وغدينى» نظرية سورية غزت قلوب المصريين

سردية يكتبها : على طه

“أقرب طريق لقلب جوزك معدته” مثل مصرى بامتياز، يبدو أن السوريين قبل قدومهم إلى مصر بكثافة فى أعقاب القلاقل والاضطربات التى نتجت عن الأحداث التى ضربت سوريا، كان يعرفون جيدا هذا المثل، لذلك قرروا أن يصلوا إلى قلب المصريينـ، وينالوا محبتهم عن طريق غزو معدتهم بالطعام السورى الشهى.

11 عاما مرت على بداية غزو الطعام السورى لمعدة المصريين بقوة، وفرض ذائقة جديدة على المصريين، وما زالت نجاحات محلات الطعام السورية تسجل كل يوم فى هذا المضمار المزيد والجديد من النجاحات.

ليست سهلة

“اللعبة مش سهلة.. والأكل في الأصل لعبة حلوة يا تتلعب صح يا تبطلوها” هذه كانت رسالة من عديد من الرسائل المنشورة على صفحة أحد أشهر محلات الأكل السورية فى “الفيسبوك”.
رسالة أخرى من نفس المصدر صاحب سلاسل محلات “الشاورما” الشهيرة، موجهة لرواد الصفحة يقول فيها …. السورى: “جربت تعشق الأكل ؟!.. الشتا محتاج تاخد الصنيه وتخش علي اهل البيت تدفيهم في سهرة عشاء ساحرة من…. السورية الأصلي”.


على لسانهم

ومن كلام صفحات التواصل إلى الكلام المباشر على لسان السوريين، الذين سجلوا قصص نجاحهم فى مصر بالجهد والعرق، وما أكثر القصص التى تروى فى هذا الصدد، ومن هذه القصص قصة الشاب فراس، صاحب محل للأكل السورى بمدينة 6 أكتوبر الشهيرة بتواجد السوريين فيها.
فراس غادر بلده سوريا عام 2011 وجاء إلى بلده الثانى مصر واستأجر محلا، واستعان بعدد من السوريين ليساعدوه فى عمله، وحقق المحل نجاحا مكبيرا وأقبل الزبائن على الطعام السورى الشهى من الفلافل السورية، والكبيبة، وغيرها، وزاد عدد العمال فى المحل الذى صار يعمل على مدار ورديتين، كل منها 8 ساعات.

أشهر الأصناف.. والأماكن

أشهر أصناف الطعام السورية تتمثل فى الشاورما بالخبز الصاج السوري، أو اللبناني، وفتة الشاورما، والفلافل، والمناقيش بأنواعها، والكنافة بالجبنة (الكنافة النابلسية) وغيرها من أصناف الطعام السورية المشهورة
ليست فقط مدينة 6 أكتوبر التى ينتشر فيها محلات السوريين، فمحلات الطعام التى تحمل أسماء سورية باتت ملمحا من ملامح شوارع مصر الرئيسية التجارية، مثل شارع عبتس العقاد بمدينة نصر، وشارع التحرير بالدقى، وفيصل بالهرم.
ويتواجد السوريون بشكل ملحوظ فى مدينة الرحاب، الذى يسكنه الأثرياء من السوريين في حي لا يقل فيه سعر الشقة الصغيرة للسكنى عن مليون جنيه، وإيجارها لا يقل عن 8 آلاف جنيه.

“لقينى وغدينى”

ونستشهدمرة أخرى بالمثل المصرى: “لاقينى ولا تغدين” ونقول أن السوريين حذف أداة النفى من هذا المثل، وصار بالنسبة لهم “لاقينى وغدينى” وترجمته العملية تبدأ بالكلمة الطيبة، الصادرة عن وجه بشوش، وأدب جم، وهذا هو السر، والقدرة العجيبة التى يمتلكها السوريون، بل ويبرعوا فيها، والتى تجتذب الزبائن، فإذا ما خطت أرجلهم عتبة المحل السورى، يفتح نفسهم روح الدعابة اللطيفة وعبارة “تكرم عينك” التي تترد فى المكان وكأنها دعاء ودعوة للود والتآلف.
وإذا كان بعض الجهال قد استاء فى وقت من الأوقات من نجاح السوريين في بلدهم الثانى مصر، وحاولوا الإساءة إليهم بادعاءات مزيفة حول تأثيرهم وتغلغلهم الاقتصادي، إلا أن المصريين شعبا وقيادة، هبوا مبادرين للدفاع عن الأشقاء السوريين والرد على الأصوات المضللة، وعبرت جموع من المصريين عن حبها وتعاطفها ودعمها لهم بـ “هاشتاج” حمل عنوان “السوريين منورين مصر” ولاقى “الهاشتاج” تفاعلاً كبيراً وترحيباً ومشاركة من كل طوائف المجتمع المصرى.
وأخيرا عزيزى القارىء إذا وصلت إلى نهاية هذا الموضوع، نقول لك: “تكرم عينك”

زر الذهاب إلى الأعلى