طائفة مسيحية تعيش منعزلة فى مجاهل الماضى.. المينوناتية من هم؟!
سردية يكتبها: على طه
طائفة مسيحية، أينما وجد أفرادها يعيشون فى جماعة منعزلة عن العالم، حياة القرون الوسطى، تلك التى يفرضونها على أنفسهم للحفاظ على إيمانهم المسيحى النقى كما يعتقدون.
إنهم اتباع الحركة المينوناتية، وهى طائفة مسيحية أنشأها قس هولندى يدعى مينو سيمونز (1496-1561) في القرن السادس عشر، ونشأت كطائفة معترضة على حكم الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، فى هذا الوقت.
وجماعة المينوناتية، أو المينوناتيين فى بدايتهم كانوا كنيسة بروتستانتية معترضة على الكنيسة الرومانية الكاثوليكية (الغربية)، وهاجر أكثرهم من أوروبا إلى الولايات المتحدة، وأماكن أخرى من العالم بسبب الاضطهاد الذى لاقوه هناك من الآميش.
لا يزال أتباع الطائفة المينوناتية يعيشون فى عدة مناطق حول العالم، حياة محافظة تقية بعيدا عن العالم، يرفضون الحياة الحديثة ويعيشون كما كان أجدادهم يعيشون الحياة قبل 200 عام، ويعتكفون في مستوطنات منعزلة، فى عدد من الدول حول العالم، وقد فرضوا على أنفسهم هذه العزلة المختارة ذاتيا ليحصنوا مجتمعهم الصغير ضد إغراءات مجتمع اليوم الكبير (حسب تصوراتهم). مينو سيمونز (1496-1561)
طالع المزيد:
-
القضاء على جماعة «مجاهدي تيمور» الإرهابية الإندونيسية بشكل كامل
-
إرهاب حركة الشباب المجاهدين وحلم الخلافة في أفريقيا.. تقرير حقوقى
عددهم فى العالم حوالى 1,700,000 شخص موزعين على مختلف دول الهند وأثيوبيا وكينيا والكونغو الديمقراطية، والكونغو، وكندا، والولايات المتحدة.
وأينما وجدت جماعة المينوناتية، لا يؤمن أفرادها بشىء من مظاهر الحياة الحديثة، أو التمتع بوسائل الراحة التى وفرتها الحداثة، ومن ثم لا يعرفون آلات الاتصال والتواصل، مثل التليفونات، ولا وسائل الإعلام والترفيه مثل الراديو والتليفزيون، والسينما، إلى الموسيقى أو العزف على الآلات، أو التصوير، أو استخدام مساحيق التجميل، حتى الدمى التي تلعب بها بناتهم ليس لها ملامح وجه!يؤمنون أنهم يحافظون على أنفسهم من العالم، أي من الأشياء الغريبة مثل قيادة السيارات، أو ركوب الطائرات، وتغيب عن ثقافاتهم الفنون الحديثة.
ترتدى نسائهم الحجاب على الرأس، ويتحدثون فيما بينهم لهجة قديمة مشتقة من اللغة الألمانية هى اللهجة البيرنيه التى لم يعد أحد يستخدمها في أوروبا غيرهم.
لا يؤمنون بالتأمين الصحي لأنهم يعتبرون أن كل شيء قضاء وقدر، حتى المرض نفسه
يستخدمون مولّدات الطاقة البسيطة التي تعتمد على الرياح للحصول على الطاقة لتشغيل معدّاتهم، ويستخدمون الخيول لجر عربات الركوب والتنقل، وكذا جر المحاريث بدلا عن الجرارات الزراعية.
إنهم يريدون أن يظلوا قادرين على أن يعيشوا إيمانهم بالقرب من الله بحسب تصورهم دون إزعاج.
فى أمريكا الوسطى، وفي مستوطنة تسمى “بليز الصغيرة” يعيش بعضا من أفراد الحركة، ضاربين أسوار العزلة حول أنفسهم، متمسكون بدستور الجماعة فى الحياة، وعاداتها وتقاليها، لكن لوحظ أن التكنولوجيا تتسرب بشكل تدريجي إلى مستوطنة “بليز الصغيرة” أيضا، وعلى سبيل المثال فأن فيلهلم، طبيب الجماعة السابق اشترى لنفسه هاتفا محمولا، فتم حرمانه كنسيا، وطرده من الجماعة.
وبسبب المثال السابق قرر بعض السكان الأكثر تشددا إنشاء مستوطنة جديدة لهم كي يعيشوا في عزلة أكثر في غابات البيرو بسبب قلقهم من انخفاض نسبة الأخلاق الدينية وسط أتباعهم.
واستطاع فريق قناة “دويتش فيلة” الألمانية اختراق الأسوار التى ضربتها الجماعة حول نفسها، ودخلت كاميرات التصوير المكان، لتنقل وقائع حياة أتباع المينوناتية، ومن ثم تعرّفنا عليها.. فى الفيديو التالى: