لمى المفتى تكتب: « في بيتنا مراية » !
وفي كل بيت مرايه، تكون عادة من المستلزمات الأساسية.. نسعى منذ بداية تأسيس المنزل لوجودها فهى حاجه ضرورية لكل فرد من أفراد الأسرة.
وهي كضرورة تلعب دورها مع كل فرد .. وتقيم معهم علاقة خاصة.
فهي لا تكتفي أحيانا بأن تعكس صورنا بل تعكس دواخلنا ..
فتارة تكون الصديق المحب فترى فيها نفسك صورة تناسبك وترضيك ..
وتارة تدير معك حواراً متناقضاً مابين ظاهرك والباطن .
وتارة تقوم بدور المرصد الحقيقي لأخطائك …فاسألوا المرايا في بيوتكم ؟؟
فالوقوف أمام المرايا ركن أساسي يومي تقوم به كل سيدة منذ الصباح وتعكس صورة تسعى أن تكون فيها الجميلة في عين نفسها أولا من ثم أعين أفراد أسرتها،ليسرهم النظر الى حسن تدبرها لما يبدو لهم منها ..
فكل سيدة أو ربة بيت هي الموكلة والمسؤولة عن سعادة وسرور زوجها وأولادها بالدرجة الاولى ، فهى المنظم والمدير لكل برامج الحياة اليومية الخاصه بهم .
عليها أن تجعل بدورها كل فرد من أفراد الاسرة جاهزاً للوقوف أمام المرآة.. ويجد نفسه بالصورة الصحيحة المطلوبة.
فعلى ربة البيت مسؤولية التنشئة وما تحمله في مضمونها من دور هام في الحفاظ على الثقافة الإجتماعية المتوارثة وإبعاد كل ما يدخل علينا من عادات مستحدثة تنقلها ,, حمى التقليد ,, وتُمرِض بيوتنا بالعادات الخاطئة.. كعادات الاستهلاك المبزر الذي يقصد به التباهي والتفاخر، أو عدوى الشراء النزوي والكثير الكثير من الظواهر السلوكية التى اقتحمت عاداتنا وأصبحت مؤثرة على المعيشة وسعة العيش الذي قد لايدوم مع أي ظرف صعب ممكن لأي أسرة أن تمر به .
بل يجب تركيز النظر دائما إلى المستقبل والسعى إليه بالاتزان وهي كربة أسرة بالتعاون مع زوجها يجب أن تحسن الإدارة المالية للمصرفات وذلك حسب الظروف والأحوال، بأن تتبع دور الوسطية والاعتدال في النفقات والحياد التام عن التقليد الأعمى المغيب عن واقع الأسرة.
ويجب عليها أن تزرع في عقول أبنائها نظرية: ” لا تشترى ما لا حاجه لك به “، والابتعاد عن النفقات غير الضرورية وتقنين الإستهلاك في الكماليات والسعي لتأمين احتياجات البيت بالجهود الذاتية وتكاتف أفراد الأسرة في أعمال المنزل .
ولابد أننا تعلمنا من جداتنا صناعة المخبوزات أو المربات والمخلالات وحفظ الأطعمة وصناعة الألبان والأجبان وربما حياكة الملابس، هذا ما يجعلنا نقتصد بالمصرفات ويمنحنا فرصة أحسن للحصول على الأجود وبهذا التعاون نجدد روح التواصل بين أفراد الأسرة ونحافظ على عادات أجدادنا وهوية الأسرة من التقليد.
وبذلك تغرس مفهوم المسؤولية بين الجميع وتوعيهم إلى عدم الإهدار وقيمة الشيئ فالجميع هنا مسؤول الأب والأم والأبناء.. وعليها أن تغرس قيم الثقافة الدينية وتؤكد عليها في الحياة اليومية فقد أمرنا الله بعدم الإسراف ..
فقال في كتابه العزيز: ” وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” (الأعراف 31)
فهذا ما يجعل الأسرة بعيدة عن أي ضيق تحت أي ظرف وأي حال ..
والمرآة الحقيقية لكل سيدة وربة بيت هي أن ترى نفسها في أسرتها مستورة الحال مجّمله بالرضى وحسن العيش والتفاهم
فاسألوا المرايا في بيوتكم !! …