شبيه الشيطان.. ابن صدام حسين الذى ليس من صلبه يروى حكايته المثيرة

كتب: على طه وشيماء وائل

تعود الأضواء تسلط من جديد على لطيف يحيي النقيب السابق في الجيش العراقي، صاحب الحكايات العجيبة، والغريبة، التى دعت هوليوود لأن تنتج له فيلما، بعنوان: “شبيه الشيطان” ، وجاء الفيلم اعتمادا على كتاب، قام بتأليفه، أو تم تأليفه ووضعوا اسمه عليه، حمل نفس عنوان: “شبيه الشيطان”، غير كتب أخرى، يروى فيها الأخير ما حدث معه، وله من صدام حسين الرئيس العراقى الأسطورى الأسبق، وابنه عدى، الذى لعب لطيف دور “الدوبلير” له فى حياته، حتى يواجه الموت بدلا عنه، فى المواقف المهلكة.

شاهد العرض التشويقى لفيلم “شبيه الشيطان”:

نبدأ الحكاية من عند مقدمة كتاب “الثقب الأسود” حيث يقول ناشره:

” قلة من الناس على هذا الكوكب عاشوا حياة استثنائية مثل الدكتور لطيف يحيى وما زالوا على قيد الحياة ليرويوا الحكاية.

ولد لطيف عام 1964 لأب لرجل أعمال عراقي ثري. حضر المدرسة الأكثر تميزا في بغداد حيث كان يزامله تلميذ أخر هو عدي صدام حسين، نجل رئيس المستقبل فى العراق.

لاحظ الجميع أن الولدين (لطيف وعدى) يجمعهما تشابه غريب مع بعضهم البعض.

عدى ولطيف هل تستطيع أن تفرق بينهما ؟!
عدى ولطيف هل تستطيع أن تفرق بينهما ؟!

وبينما كان لطيف ضابطًا شابًا في الجيش يقاتل في الحرب الإيرانية / العراقية ، تم استدعاؤه إلى القصر الرئاسي وأبلغه عدي ابن الرئيس صدام، أنه يريد أن يصبح فداؤه.

بعد فترة سجن وتهديدات لعائلته، أُجبر لطيف على الموافقة، وخضع لعملية جراحية تجميلية فى فكه ليبدو مثل عدي وتم تدريبه على التصرف مثله في كل شيء.

لسنوات، مثل لطيف عدي في جميع أنواع الوظائف والواجبات، وعاش في قصر رئاسي في حياة لا تصدق من البذخ والرفاهية، لكن لطيف شهد أيضًا قسوة شديدة من نظام صدام.

عانى بشدة من مزاج عدي الذهاني المريض، وحفلات الاغتصاب، وحفلات العربدة، وعمليات التعذيب الوحشية، والقتل السادي.

كان لطيف مضطرباً نفسياً لفقدانه هويته والدور الذي أجبر على لعبه حتى أنه حاول الانتحار.

ونجا من إحدى عشرة محاولة اغتيال، وأصيب تسع مرات برصاص اغتيال عدي.

وعندما أطلق عليه عدي النار في نوبة مزاجية، فر بعدها لطيف من العراق بمساعدة وكالة المخابرات المركزية.

كانت وكالة المخابرات المركزية تريد توظيف لطيف جاسوسا لها على النظام العراقى، لكن ، بما أن عائلته كانت ما تزال في العراق، رفض لطيف وانتقل إلى النمسا حيث كان يأمل أن يعيش حياة سلمية، لكسب دخل يعيش عليه.

لطيف والممثل الأمريكى الذى جسد شخصيته على الشاشة
لطيف والممثل الأمريكى الذى جسد شخصيته على الشاشة

كتب لطيف النسخة الأولى من كتابه: “الشيطان.. The Devil” يكشف دوره كمزدوج، ويفضح أحلك أسرار نظام صدام، فأصاب العالم بصدمة، ولرفضه العمل معهم ، قبض عليه الأمريكان ورحلوه من النمسا، وتم سجنه سرًا لمدة تسعة أشهر من قبل وكالة المخابرات المركزية.

وعند إطلاق سراحه وجد قنبلة تحت سيارته، وكان على يقين أنها مزروعة بأوامر من عدي الذي حاول قتل والد لطيف فيما بعد.

خلال السنوات القليلة التالية، واصل لطيف الهرب في جميع أنحاء أوروبا، ونجا من محاولات اغتيال أخرى وحاول أن يعيش دون إزعاج بهوية مزيفة.

خلال هذا الوقت، استطاع أن يجمع ثروة قدرها مليون دولار وخسرها كلها عندما سحبتها المرأة التي هربت من العراق معه حسابها المصرفي المشترك معه خلال فترة سجنه.

وأثناء وجوده في لندن في التسعينيات، عرضت عليه أجدى دول الخليج مبلغا كبيرا من المال وجواز سفر بريطاني إذا قام بقتل صديقًا له وكان منشقًا سعوديًا.

كما تم قطع رأس أميرة سعودية كان على علاقة بها عندما عادت إلى المملكة العربية السعودية لطلب الطلاق.

انتقل لطيف في النهاية إلى أيرلندا حيث وجد نفسه، بعد مصادمات مع الجيش الجمهوري الإيرلندي وتجار المخدرات، يعيش متسولًا في الشارع، وفى هذا المكان الذي التقى فيه بزوجته كارين التي ساعدته في إعادة بناء حياته.

ألف ثلاثة كتب تروى قصة حياته منها The Devil’s Double الذي يستند إليه الفيلم الروائي ، The Black Hole ويحكى فصل من سيرته وهو تحت ضغط من وكالة المخابرات المركزية، كما ألف كتابًا رابعًا بعنوان “جلاد أبو غريب” لم يُنشر بعد. اليوم الدكتور لطيف يحيى هو الآن محام دولي في مجال حقوق الإنسان.

وفى لقاء حديث أجرته معه قناة “العربية” حكى لطيف مجددا، شذرات، من قصة حياته الغريبة، والعجيبة، أهم فصولها الآتى:

تعرض لعمليات تعذيب عديدة على يد عُدي في معتقل الرضوانية عام 1991 .

أجبره عدي صدام حسين في عام 1987 أن يعمل شبيهاً له ويذهب بدلاً منه إلى الأماكن الخطرة، وأجرى الأطباء عملية جراحية لفكه العلوي لكي يتطابق مع الفك المشوه لعُدي ولكي لا يستطيع ان ينطق حرف الراء.

طالع المزيد:

خرج من العراق وهو يملك 25 دولار عام 1992، واجه عدي صدام حسين 1992، ولم يلجأ لدول الخليج أو أجهزة المخابرات، وتم تدمير حياته من عام 1992، وإلى يومنا هذا لعدم تعامله مع المخابرات الأمريكية.

‏كان صدام حسين مهووسا ولديه فوبيا من التسمم وكان قلق من لطيف يحيي في أول مقابلة بينهما، وكان هناك الكثير من الدول التي تحاول اغتيال هذا الرئيس ولهذا له الحق أن يصاب بفوبيا الاغتيال لأنه أيضا كان مؤسس جهاز حنين الذي تحول بعد ذلك لجهاز مخابرات بالعراق.

‏كان هناك اتفاق بين لطيف يحيي وبين المخابرات الأمريكية بعد التحقق من شخصيته وفحصه عدة مرات بجهاز الكذب وإثبات شخصيته، وهو أن يخرجوا من العراق، ويكون هو معهم في عمل خاص ولرغبته الشديد للخروج من العراق لم يرفض مما جعلهم يعتقدوا أنه من المعارضين الموجودين في الخارج وسوف يسير على نفس طريق المخابرات الأمريكية مع المعارضة.

‏عند خروجه إلى النمسا رفض التعامل معهم مما دفعهم إلى المحاولة معه مرة اخرى عن طريق الترغيب والترهيب والتهديد لحين الشهر الثامن من عام 1993 وتم اختطافه من قبل المخابرات الأمريكية في النمسا ووضعه في السجن وكان يتم التحقيق معه بشتى أنواع التعذيب.

وتم تعذيبه بطريقة وحشية من قبل المخابرات الأمريكية، في بلد يعتبر ديمقراطية وتهتم بحقوق الإنسان، واستمر هذا التعذيب لمدة 10 أشهر ونصف، وكان هذا التعذيب أشد قسوة من التعذيب الذي لاقاه من عدي صدام حسين.

‏يروي كتاب الحفرة السوداء قصة هروبه من العراق بمساعدة عميل فى “سي آي إيه.. CIA” وتم منع هذا الكتاب في أمريكا وبريطانيا وأوروبا بأكملها ولم تمتلك أي دار نشر الشجاعة لتنشر هذا الكتاب.

 

تؤثر الولايات المتحدة في السياسة العراقية، ولا أحد يستطيع أن يخطو خطوة بدون موافقة أمريكا ورءوس الأموال التي يتم تهريبها من العراق إلى امريكا وبريطانيا تؤكد سيطرة أمريكا على العراق سيطرة اقتصادية وأمنية، ويأتي بالمرحلة الثانية إيران (البعبع) التي هي نمر من ورق ووظفتها أمريكا لإرعاب دول الخليج.

يصاب لطيف يحيي بفوبيا من المفاتيح ومن كل شخص يمشي بقوة على الأرض، لأن هذا يذكره بالسجن والتعذيب والإهانة، الذي تعرض لهم في معتقل الرضوانية من 30 عام، من أشخاص متواجدين حتى الآن في العراق وفي نفس المناصب.

‏ويتمنى لطيف يحيي أن يدفن في العراق ولكن وضع العراق لا يساعده، فهو مطلوب من الميليشيات ومهدد خارج العراق وتم إطلاق النار عليه عام 2014 في ايرلندا وتم إصابته مما أدى إلى حدوث إعاقة.

ومازال لطيف يحيي يتنقل من بلد إلى آخر هروباً من محاولات الاغتيال وبحثا عن الأمان ومايندم عليه أنه صدق أن هناك في الغرب حرية وحرية تعبير، وما زال يندم أنه ترك العراق، حتى وإن وصل الأمر إلى إطلاق عدي صدام حسين الرصاص عليه في رأسه، لكي يدفن في بلده، وأيضاً ما زال يندم على عدم قتله لـ عدي صدام حسين.

زر الذهاب إلى الأعلى