الربيع الرحيمة يكتب: المفهوم الذي شجعني على مشاركة الأفكار !
ما الذي يجعل كاتب كتاب ” العادات الذرية” يخوض مخاطرة تأليف كتاب في العادات و هناك عشرات الكتب في ذات الموضوع ؟ ألا يعتبر الأمر مغامرة ؟!.
ولما تفكر أنت في تصوير كورس عن “السعادة” أو “البرمجة” مثلاً و هناك العشرات من الكورسات في المجال؟!.
أذكر و لا أنسى في مدخل العام 2020 و مع بداية الجائحة كنت قد كتبت “سكريبت” حلقة يوتيوب لأحد الأصدقاء، ورغم حماسه الشديد لتقديم الحلقة إلا أنني تفاجأت في اليوم التالي بعزوفه عن الفكرة بسبب أن “زول كافيه” وهو يوتيوبر آخر قد “حرق الحلقة” على حسب قوله، أي تناول الموضوع مسبقاً فتعجبت وقتها لكنني لم أنبس ببنت شفة رغم يقيني التام أنه لا يزال هناك متسع لمشاركة أفكار الحلقة.
لربما لأنني لم أفطن بعد وقتها أن الطرح هو ما يهم و ليس السبق الصحفي.
وهذا هو سر المفهوم الذي أود مشاركتك إياه، والذي كما جعلني أعيد النظر في مشاركة المحتوى ربما سيجعلك تعيد النظر في تلك القصاصات التي ألقيتها جانباً لأنها إستُهلكت حسب منظورك.
عن كتاب قوة العادات مثلاً يقول Iman Gadhi :”حينما قرأت هذا الكتاب عرفت أنه ليس المهم من تناول الأمر مسبقاً ، بل من تناوله بصورة أفضل”.
وتلك هي اخلاصة المقال عزيزي القارئ ، سواء في عالم الأعمال او مشاركة المحتوى ” لايهم من الرائد في المجال، بل من الأفضل حالياً ؟ ”
فمشاركة الأفكار لا تخضع لمفهوم السبق الصحفي، فهي ليست أخباراً عاجلة ، بل ما يهم كيف استطعت صياغتها و مشاركتها.
خذ جولة للبحث في جوجل مثلا لكورس عن “الثقة بالنفس” ، ستجد أن عشرات الكورسات، أتحسب بذلك أنك إن قمت بإعداد كورسك الخاص عن الثقة بالنفس لن يُشترى أو يشاهد ؟!.
كلا ! إنه ذات الفخ الذي كنت أعتقده مسبقاً عن كتابة المحتوى، و هو محدودية الفكرة وأن هناك من تناولها مسبقاً لكنني بعد إدراك هذا المفهوم تيقنت أن المغزى لا يكمن في ما تم تناوله سابقاً، بل في كيفية الطرح ، أو من تناوله بصورة أفضل، ابسط و أشمل.
أنا أجزم بصورة شخصية أن كتاب “العادات الذرية” هو أفضل ما كتب عن العادات ، لكن لا يزال بالحياة متسع لمشاركة ذات الأفكار بصورة أفضل، و لن أستغرب إن خرج لنا بالغد كتاب آخر أكثر شمولية في ذات الموضوع.
لا تتوانى بعد اليوم بمشاركة أفكارك و إعداد طبختك حتى لو أُعِدّت مسبقاً من قبل آخرين ، فلتكن لك بصمتك الخاصة وفقاً لتجربتك المتفردة و التي قطعاً ستجعل من طرحك مختلفاً و هذا لوحده كافياً بالنسبة لي لأقرأ لك ذات المقال الذي قرأتُ فحوى موضوعه للتو في مدونة أخرى.
و هو ذات السبب الذي كنت بناءاً عليه سأشاهد تلك الحلقة التي كتبتها ل صديقي آنف الذكر ، رغم تناولها مسبقاً من زول كافيه ، لأنني أعلم أن ل”صديقي ” طرح و حضور مختلف.
اقرأ ايضا للكاتب:
الربيع رحيمة إسماعيل يكتب: ومن حرم الكلام في الحب؟ قراءة في الحب للشيخ علي الطنطاوي