احتفال العالم بالإذاعة.. يستدعى ذكريات النداء الشهير « هنا القاهرة »

كتبت: شيماء وائل

حددت منظمة اليونسكو 13 من فبراير من كل عام، أن يكون اليوم العالمي للإذاعة، وذلك تزامنا مع إطلاق إذاعة الأمم المتحدة عام 1946.

يحمل اليوم العالمى للإذاعة لهذا العام 2023، شعار “الإذاعة والسلام”، لكونها تؤدي دور مهم ومحوري فى الحفاظ على السلام بين الدول، كما أنها تهتم بالقضايا المهمة التي تثير اهتمام المواطنين.

الهدف من الاحتفال

ويأتي الهدف من وراء الاحتفال وإحياء الإذاعة، زيادة الوعي بين الناس والتعريف بأهمية الردايو ودوره الهام والمثمر في حياة الشعوب.

من المعروف أن الإذاعة كانت وما زالت أداة فعالة لتنوير عقول الناس، حيث لم يقتصر دورها على الإخبار ومتابعة الأحداث فقط بل امتد تأثيرها لتصبح أداة رفع الوعي للمواطنين من خلال ترسيخ القيم والعادات والتقاليد السليمة، بالإضافة إلى أنها تعلم فن الإصغاء السليم.

أحمد سالم يطلق النداء الشهير هنا القاهرة
أحمد سالم يطلق النداء الشهير هنا القاهرة

الإذاعة فى مصر

وفي هذه المناسبة لا يجب أن ننسى، الإذاعة المصرية أقدم إذاعة عربية.. التى تقترب من إكمال 87 عاما فى عمرها المديد، حيث انطلق النداء الشهير “هنا القاهرة” لأول مرة بصوت أحمد سالم المذيع الأشهر فى تاريخ الإذاعة المصرية، فى يوم 31 مايو عام 1934، لتبدأ الإذاعة الحكومية المصرية بث إرسالها بعده، بآيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ محمد رفعت.
ولم يكن تاريخ 31 مايو 1934، هو البث الأول لمحطات الإذاعة في مصر، ولكن البث الأول كان فى منتصف العشرينيات من القرن العشرين، عبر المحطات الأهلية، وكانت أول محطة إذاعية فى العالم، قد سبقتها بـ5 سنوات.

مرسوم ملكى

وفي شهر مايو من عام 1926، صدر المرسوم الملكي يحدد شروط استخراج تراخيص الأجهزة اللاسلكية، طبقا للاتفاقيات الدولية، وبدأت هذه المحطات الأهلية تذيع بالعديد من اللغات؛ كاللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية.
وانطلقت المحطات الإذاعية الأهلية يملكها بعض الهواة وتعتمد فى تمويلها على الإعلانات التجارية، ومن أمثلتها: “راديو فاروق، وراديو فؤاد، وراديو فوزية، وراديو سابو”، ولكن بعض هذه المحطات انحرفت مع الوقت فى تأدية رسالتها، وانحرفت بخطابها الإعلامى لينتهى الأمر ببعضها للانزلاق فى التفاهة والسوقية، والأغراض الشخصية، وراح القائمون عليها يسعون فقط للربح دون أى معايير، ووصل الأمر إلى استغلال الهواء لبث رسائل الغرام للحبيبة المجهولة أو للرسائل الخاصة والموجهة إلى الأصدقاء، وكان إرسال أى إذاعة لا يتعدى 4 ساعات يوميا.
وحاولت الحكومة المصرية، آنذاك، تنظيم الإذاعات الأهلية والسيطرة عليها، لكنها لم تنجح فى ذلك، إلى أن اتخذت قرارا بالقضاء على فوضى التجارب الأولى للإذاعات الأهلية، بوقف إرسالها لتترك مكانها للمحطة الحكومية، التي بدأت إرسالها في ‏31‏ مايو ‏1934، هذا اليوم الذى أصبح عيدا، تحتفل بذكراه الإذاعة المصرية.

 المستقبل

ورغم التطور التكنولوجي استطاعت الإذاعة أن تحتفظ بمستمعيها لتظل صديقة العالم، التي لا يمكن التخلي عنها كوسيلة تواصل وتعبير عن الرأي ومتابعة ما تقدمه من أخبار وترفيه وتثقيف، ولذلك نصل إلى تصديق مقولة “الأذن تعشق قبل العين أحياناً”.

زر الذهاب إلى الأعلى