د. عصام المغربي يكتب: خطورة الانحراف الفكري على المجتمع

يُعد الانحراف الفكري مرض خطير يستهدف كافة شرائح المجتمع، وتعتبر شريحة الشباب هي أكثر الشرائح المتأثرة بهذا الفكر الدخيل على المجتمع، وهو من القضايا التي ابتليت بها الأمم في سائر الأزمان؛ حيث إنه في عصرنا من أهم القضايا التي تشغل بال المجتمع الإنساني بكل أجناسه ودياناته، بل ومن أهم التحديات التي تواجهه بسبب ماينتج عنه من قتل وتشريد وتدمير،،

لقد طال شرارها الكثير من الدول ومس ضررها العديد من الأفراد والمجتمعات..إن الفكر المنحرف هو أخطر صور الانحراف؛ لأنه مصدر كل اعتداء وتخريب ويحمل صاحبه على الافتراء، وظلم الناس والاعتداء على أرواحهم واستباحة دمائهم وإبراز التطرف في وقت مبكر من المجتمع البشري، حتى قبل أن تتعقد التركيبة الاجتماعية سواءً منظومتها الفكرية أو في وسائلها الحياتية..

مظاهر الانحراف الفكري:

1- القدرة على التضليل و الخداع: إن بعض الرموز الفكرية المنحرفة، تضلل وتخدع صغار السن و الجهلاء من العامة و تغرر بهم باستعمال اللغة الانفعالية في التأثير عليهم و تغييرهم و يحرصون أن يربونهم و يعلمونهم من صغرهم على خلق الاقتناع في نفوسهم، بأن ما يقوله هذا الشيخ أو هذا الزعيم من المسلمات وغير قابل للنقاش.

2- تشويه الحقائق: الفكر المنحرف يتسم دائماً بقدرته على قلب المفاهيم وتشويه الحقائق و طمسها، وتقديم أدلة وبراهين غير كافية أو مناقضة للواقع، واستعمال الكلمات بمعان مُبهمة غير محددة أو بمعان متقلبة ومختلفة..

3- تبرير الغايات: يتحقق التصور الشرعي من التكليف بامتثال أوامر الشارع واجتناب نواهيه، و لكنهم في خلاف ذلك تراهم يقدمون النصح لقادتهم أو أتباعهم، باستخدام أي وسيلة متاحة في الصراع على السلطة، و يبررون لهم سفك الدماء على إنه جهاد في سبيل الله أو يكفرون الناس ليستحلوا دمائهم وأعراضهم..

4- التبسيط المختل: المنحرف فإنه يعالج الأمور والأشياء بنظرة غير متوازنة، فينظر إلى توافه الأمور نظرة جدية وصارمة، ويرى عظائم الأحداث بسطحية وتسفيه.

أثر الانحراف الفكري على الجانب الفكري والعقائدي،،

– يقود إلى معصية الله تعالى ومعصية رسوله..

– يؤدي إلى الإضرار بعقيدة الأمة، ودين المجتمع ومخالفته..

– يخرجه عن الوسطية والاعتدال، إما بالتفريط أو الإفراط والجماعة..

– يقوده إلى الغلو والتطرف في الأفكار والأقوال..

– يتسبب في إخراج النصوص الشرعيَّة عن سياقاتها..

– يؤدي إلى تحريف المفاهيم والمعتقدات، وتسهيل انتشار البدع..

– تشويه صورة الإسلام والتشكيك في ثوابت الأمَّة..

– يؤدي إلى التشرذم، والفرقة، ويُضعف الصف..

– الإسهام في التشكيك في ثوابت الأمة..

– إحداث الفتن وانتشارها، وظهور الفرق والجماعات والمنظمات الإرهابية..

– الوقوف ضد مسار ونجاح الدعوة الإسلامية الصحيحة..

– الخروج والافتئات على السلطة، وشق وحدة الصف..

– صرف اهتمام المسلمين عن الأمور الهامة، واستنفار جهودهم في صراعات دينية فكرية..

– استباحة دماء المسلمين وأموالهم، والسقوط في هاوية تكفير المسلمين..

آثار الانحراف الفكري على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والأمنية:

– إثارة الفتن ومقاومة السلطة والخروج عليها وإحلال الفوضى..

– التضليل والتغرير بالنشء..

– الإفساد في الأرض، وتهديد الضرورات الخمس التي أمر الإسلام بحفظها..

– إرهاب الآمنين وترويعهم، بل قتلهم، وقتل كل من خالفهم..

– انتهاك حقوق الآخرين بالاعتداء على ممتلكاتهم..

– إفساد القيم الاجتماعية والعلاقات الأسرية والاجتماعية..

– فقدان الأمن والاستقرار والإخلال بأمن المجتمع..

………………………………………………………………………

كاتب المقال: خبير علم النفس السلوكي والتنمية البشرية.

اقرأ أيضا للكاتب:

– د. عصام المغربي يكتب: روشتة لـ « الصلابة النفسية » في مواجهة الحياة

زر الذهاب إلى الأعلى