د. ناجح إبراهيم يكتب: يوميات عيادتي (23) .. صباح جميل
• تلقيت اتصالاً في الصباح بعد استيقاظي بقليل, أتوجس من اتصالات الصباح الباكر أو الليل المتأخر , ولكني وجدته يمطرني بوابل جميل من الدعاء لي ولأسرتي , كنت في أمس الحاجة إليه , دعاء مع شكر , شعر أنني نسيته ذكرني بالموقف قال : ابنتي شفيت ولله الحمد علي يديك , أردف قائلاً : أنا الذي قابلتك في الشارع وشرحت لك حالة ابنتي الجلدية , تذكرته , شعرت وقتها أنه لا يملك أجر الكشف , قلت له : أشرح لي حالتها بالتفصيل , هي حالة اكزيما واضحة فوق الجفون, قلت له : اذهب للصيدلية وسأمليها العلاج .
• قلت لنفسي : هذه الدعوات الجميلة أغلي من ثمن الكشف مرات .
• ذهبت إلي صديق آخر جميل متخرج فى الجامعة ولكن ظروف العمل اضطرته للعمل عند محل جزارة , كنت وعدته بعلاج من العينات المجانية التي لا تكلفني شيئاً , أعطيتها له , ظل يدعو لي ولأسرتي بدعوات جميلة في نفس الصباح.
• أمثالنا من أهل التقصير والغفلة وقلة العبادات والطاعات لا يسترون ويعافون ويعيشون كراماً في الحياة إلا بمثل هذه الدعوات الجميلة التي لم تكلفنا شيئاً , وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم في مقولته الرائعة: ” الْبِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ ؛ وَجْهٌ طَلِيقٌ ، وَكَلَامٌ لَيِّنٌ” رواه البيهقي في شُعب الإيمان”.
• صنع المعروف ولو بكلمة طيبة أو هدهدة النفوس المكلومة أو البسمة الصافية أو زيارة مريض أو مساعدة مكروب بما تستطيع , كل هذا وأمثاله يطيب الحياة ويخفف من غلوائها ومصاعبها .
• كلنا يحتاج للرفق والحنان والطبطبة , الكل هدته الحياة والاقتصاد والمشاكل الاجتماعية والإنسانية , كلنا نحتاج أن يرحم بعضنا بعضاً .
• تحية لمن يشكر الناس فهو من شكر الله , لن تخسر شيئاً إذا رحمت الآخرين بما تستطيع بل ستربح الكثير في الدنيا والآخرة , فإسعادك ورحمتك للآخرين ستسعدك وترحمك ,” الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ “, كما ورد في الحديث الرائع للنبي الرحيم.
• الشعب المصري مرهق وتعبان ويحتاج للرفق والعطف والتراحم.