هاجر سليمان لـ«بيان» : « المتحدة » تقود المشهد الإعلامي.. والسوق مفتوح للمنافسة
- طرقت باب الإعلام بالصدفة.. ولم يكن للواسطة دور فى مشوارى المهنى - تلقيت خبر وفاة الصحفى الكبير هيكل وأنا على الهواء مباشرة - ماسبيرو نافذة إعلامية للوطن العربى ومدرسة مهمة لكل الإعلاميين - تعلمت من الإذاعى الكبير غضنفر عبد المجيد وقدوتى فى المهنية الصحفى بشير حسن - قناة النهار تمرض ولا تموت وبرامج التوك شو فقدت تأثيرها
حوار: إسلام فليفل
أكدت الإعلامية هاجر سليمان فى حوارها مع “بيان” أن عملها فى مجال الإعلام يتواكب مع ما كان بداخلها من طموح، وأن الصدفة لعبت دورها حينما قرأت اعلانًا يطلب مذيعات لإحدى القنوات، ومن هذه اللحظة كانت البداية ليستمر النشاط لبضع سنوات قدمت خلالها تقريبا كافة أنواع البرامج، وقالت “سليمان” أيضا إنها تتطلع إلى تقديم برنامج فنى جديد تقدم من خلاله شخصيتها الطبيعية الحقيقة.
وتجيب سليمان فى هذا الحوار عن عدد من الأسئلة التى تلخص مشوارها الإعلامى، وتكشف عن قدوتها، ومن تعلمت منهم، والأحداث التى مرت عليها، والمواقف التى صادفتها وهى على الهواء مباشرة، وكذا الصعوبات التى واجهتها فيما مضى من مشوارها.. هذه كانت أهم الأسئلة التى تم توجيهها لنجمة هذا الحوار، وفى التالى إجاباتها .. دون الأسئلة.. تقول هاجر سليمان:
البداية
– بدأت مشوارى الإعلامى صدفة، وكان حلمى الإعلامى دفين بداخلى، وكلما رأيت المذيعات على شاشة التلفاز كنت أتمنى أن أكون مثلهن فى يوم من الأيام، وكنت لا أعرف كيف يحدث هذا؟، خاصة أننى بعيدة عن المجال ولا أعرف اللغة العربية بشكل جيد.
وجاءت فرصة أن أكون إعلامية بالصدفة عندما قرأت إعلانا عن فرصة لعمل – مذيعات – بشرط ألا تكون متزوجة وصغيرة فى السن وتجيد التحدث باللغة العربية، وكانت الشروط لا تنطبق كاملة، لكننى ذهبت وحضرت المقابلة الشخصية فى أحدى القنوات، وأعطوني الفرصة ومن هنا كانت البداية.
كان استغلال الفرصة لصالحى لإثبات الجدارة فى العمل كمذيعة، ومن هنا بدأت أخذ دورات دراسية وتدريبية متخصصة، وأيضا عملت على دراسة اللغة العربية من البداية بشكل جيد لتحقيق النجاح فى الهدف والحلم الذى أريده من خلال الفرصة التى أتيحت لى.
على الهواء
من أهم الأحداث التى عشتها، ثورة 25 يناير وكنت وقتها اعمل فى أحدى القنوات الفضائية وبالرغم من الحظر والإنفلات الأمنى كنت أذهب للتغطية الإعلامية، والبث المباشر على الهواء.
ومن أهم الأحداث فى مشوارى الإعلامى أيضاً خبر وفاة الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، وتلقيت خبر وفاته رحمة الله عليه، وأنا على الهواء مباشرة، وتحولت النشرة إلى متابعة خبرية لظروف الوفاة والاتصال بمجموعة من الشخصيات المقربة منه للحديث عنه وعن آخر فترة فى عمره، وسيرة حياته.
حينما وقع انفجارين هائلين فى كنيستين، كنت – أيضا – على الهواء مباشرة أيضا فى قناة اكسترا نيوز، وتم التوقف عما كان مُخطط له، وتحولنا إلى متابعة أحداث الانفجارين اللذان وقعا فى كنيستين فى مصر، وكان ذلك من أقسى المشاهد التى شاهدتها وانا أتابع التغطية أولا بأول للحدث.
الصعوبات
واجهت صعوبات عدة لتحقيق هدفى، خاصة وأننى كنت أريد أن أكون مذيعة أخبار فى البداية، وأتذكر حينما كنت فى قناة الفراعين مع الدكتور توفيق عكاشة، وبدأت مراسلة أولا فى تلك القناة، كان يرى أننى سأكون مذيعة أخبار بدرجة جيدة فى يوم من الأيام، ولذا رأى أن أبدأ السلم من أوله وأبدا فى المراسلة وصولا الى مذيعة الأخبار، وتلك كانت وجهة نظر صحيحة وسليمة وكنت أحترمها جدا.
كانت تلك المرحلة مفيدة جدا، وبالطبع عمل المراسل مفيد، وكان مرهقا جدا، ولم يكن سهلا، والحمد لله ما وصلت إليه فى أى مرحلة لم تكن للواسطة دور فيه، وما تم بفضل الله ثم مجهودى وكفاءتى التى وضعتنى فى أى مكان فى أى شاشة كبرت أو صغرت، واعتبر ما حدث من صعوبات كان لإثبات التواجد، واعتبر الشطارة والكفاءة فى التواجد عل الشاشة انتصارا كبيرا فى ظل الواضع الراهن فى الإعلام.
التجارب
تجربتى فى الفراعين أفادتنى جدًا كمراسلة، وأعتقد أن المراسلة هى التى تضع حجر الأساس لمذيع أخبار شاطر وفاهم.
أما تجربتى فى القنوات العربية (قناتى الحدث الاخبارية، والبغدادية) فقد أفادتنى جدًا على مستوى اللغة العربية، وتعلمت كثيرا من الإذاعى العراقى الكبير غضنفر عبد المجيد، من حيث النطق والأداء والتمكن من قواعد اللغة العربية ومهارة النطق والإلقاء.
أما قناة النهار، فاعتبرها مدرستى وبدايتى الحقيقية فى القنوات الاخبارية المصرية، وتعلمت من أساتذتى عمرو الكحكى وخالد مرسى، وهما اختارانى مع المجموعة التى كانت معى وقتها، وقاما بتدريبى أنا والزملاء، من أجل النهوض بالقناة وذلك كان فى عامى 2015-2016، وكانت تجربة مهمة جدا جدا فى حياتى.
أما قناة “اكسترا نيوز” فقد كانت نقلة كبيرة فى حياتى، ووجدت نفسى فى جزء من قناة هى بالفعل مولودة كبيرة، وصرح إعلامى قوى، وأنا جزء مؤسس فيه، وافتخر بها.
تجربة قناة النهار
قناة النهار ينطبق عليها مقولة تمرض ولا تموت، مثلها مثل ما يقال عن السياحة أو الاقتصاد أو أى شئ فى العالم، يمرض ثم يقف على رجليه مرة أخرى.
واعتقد أن المستقبل القريب لقناة النهار سيكون قوى، خاصة أنها تدخل مرحلة التطوير فى ظل قيادة عظيمة التى يقودها رئيس الشبكة ايهاب أبو زيد.
مَن قدوتك؟
بالنسبة لقدوتى فى مجال الإعلام فهناك فيما سأذكر أسمائهم جزء أقتدى به منهم:
خديجة بن قنة الجزائرية فى قراءة النشرات على قناة الجزيرة القطرية، واحب أن أجلس أمامها واتعلم منها الهدوء والرزانة والنطق السليم، والطلة -أى الظهور- بسيطة جدا، واحبها فى الجزء الخاص بقراءة النشرات.
أما فى المهنية العالية قدوتى الصحفى الكبير بشير حسن، وتأسست على يديه كمراسلة، أما قدوتى فى طريقة طرح الفكرة هو الكاتب الصحفى أحمد المسلمانى ويمتاز بعرض فكرة الموضوع والتسلسل بطريقة منظمة وبسيطة جداجدا.
ماسبيرو ؟!!!
يُعد ماسبيرو نافذة اعلامية فى الوطن العربى، ومدرسة مهمة جدا لكل الإعلاميين، ومؤثرة فى الإعلام بشكل عام، مصر أولى أن تكون لها قناة إخبارية دولية واعتقد أن خطة المتحدة نجحت بوجود قناة القاهرة الإخبارية.
المظهر الخارجى
اعتبر أن المظهر مهم فى الظهور فى القنوات، أما من يرى الجمال شرط حاسم فى اختيار المذيعات فى القنوات فهذا كلام (غلط) أى خطأ مائة فى المائة، ولا يمت للمهنية بأى صلة.
الرؤية والمظهر مهم بنسبة تتراوح ما ين 60-70%، والنسبة الباقية مهمة كذلك بالنسبة للصوت والثقافة واللباقة ومخارج الألفاظ فى النطق، كل هذا مهم بالنسبة للمذيعة.
أما من تعتمد على الشكل الجمالى فقط سواء كانت المذيعة أو القناة نفسها بالطبع لن تفلح ولن تنجح، ما دام الاعتماد على ذلك دون الكفاءة، لأنها ليست موديل ولا ممثلة لتعتمد فقط على الجمال، والممثلة الناجحة تعتمد على ثقافتها وموهبتها مع جمالها.
وهناك ممثلات جمالهن عادى، انجح كثيرا من ممثلات جميلات فقط، كذلك المذيعات، إذن لا بد أن تكون المذيعة أو الممثلة جميلة وعلى كفاءة مهنية وثقافية عالية، وليس الجمال هو الاختيار أو المعيار القوى فى اختيار المذيعات، ومن يعتمد على الجمال فقط فهو الفاشل.
رسالتك لخريجى إعلام
رسالتى للخريجين الجدد الذين يريدون الالتحاق بالمجال الإعلامى أن يكون هدفهم ليس مجرد الظهور أو الشهرة، ليس هذا هو الهدف لمجرد الظهور أو أدفع من جيبى لشراء وقت الظهور على الشاشة لا بد أن تكون بداخلك دوافع وأنك بالفعل موهوب، وليس بأنك تريد أن تكون مذيع لأنها دراستك، والتركيز على الموهبة مهم جدا.
دور الواسطة
المبدأ عندى واحد سواء فى مجال الإعلام أو غيره من الأعمال التى قمت بها مثل عملى فى الضيافة الجوية بالطيران وأنا صغيرة، لم أذهب لصاحب شركة أو مسؤول لأعمل، ..وأنا من طرف فلان كواسطة من أحد قريب أو غريب، هذا لم يحدث، أحب دائما تقييمى بكفاءتي وقدراتى، ولم أظهر على أى شاشة بتوصية من أحد.
فى كل القوالب.. مبدع
المذيع ليس مطلوبا منه أن يكون مبدعا فى كل القوالب الإوعلامية، لكن مطلوب منه العلم من كل شئ عن كل شئ، يكون فاهم الخطوط العريضة فى الرياضة، ملم بأهم الأحداث الاقتصادية والفنية، أما إذا تخصص فى الرياضة أو الفن فهو اختياره.
“التوك شو” الحالى
برامج “التوك شو” أصبحت كثيرة جدا وعلى قنوات معروفة أو غير معروفة، لن أقول أنها فقدت تأثيرها لكن ليس كلها تُصدق، القليل منها فقط اثنان أو ثلاثة، ومعظم هذه البرامج لا تطرح قضايا مهمة أو صادقة، ومن البرامج التى اتابعها واعطى أذنى لها برنامج الحكاية لعمرو أديب.
الطريقة
فى تقديمى أميل للطريقة الإيجابية الحيادية، وفى إلقاء نشرات الأخبار التى أميل إليها لعدم تحديد هوية وجنسية مذيع النشرة.
وتعلمنا أن المذيع الناجح هو الذى لا يعرف أحد من مستمعيه ما هى جنسيته بحيث لا يتحدث بلهجة معينة فيعرف المستمع من أى دولة هو.
وما سبق هو ما يتبعه أى قارئ للقرآن من أى دولة، ومن الصعب تحديده إن لم يكن يعرف من أين هذا الشيخ قارئ القرآن، وقارئ النشره لابد له من قراءة الحروف بوضوح مثل الضاد، والدال، والجيم، مع تعطيش الجيم.
الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية
المشهد الإعلامي فى مصر مفتوح، والمنافسة موجودة، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من ضمن الشركات التي تنافس فى السوق المصري وتقدم إعلاما يحظى بقبول المجتمع المصرى، وأقوى دليل على أنها شركة ناجحة وجودها على مدار سنوات وقيادتها للمشهد الإعلامي فى مصر بنجاح وبمتابعة جماهيرية كبيرة.
الوثائقية
قرار المتحدة للخدمات الإعلامية بإنشاء قناة وثائقية أمر هام للغاية وذلك لتوثيق التراث المصري المتنوع سواء فنيا أو حضاريا أو ثقافيا، وذلك لأن مصر هي من صنعت الإعلام في الوطن العربي وقادرة على منافسة الجميع.
تمكين المرأة
تمكين المرأة قضية محورية فى رؤية مصر 2030، فالمرأة المصرية تتمتع بوجود إرادة سياسية تدعمها وتساند وصولها إلى جميع المواقع القيادية والحصول على كافة حقوقها التى نص عليها القانون والدستور، وأنا كامرأة أعشق التحدى وليس لدى مجال للفشل، لذلك نعمل بكل جد ولا نتهاون فى أي تقصير فى العمل.
أشهر الألقاب
أشهر ألقابى جوجو، بين اصحابى واقاربى واصدقائى ينادونى به.
عالم الإعلانات؟
احب مجال الإعلانات وكنت فى سنة أولى فى الكلية اعمل بها، وهذا ليس مناسبا مدى الحياة، وأرى أنه ليس الأهم فى الحياة حيث أحب أن أعمل ما هو مفيد أكثر من هذا،
وليس لدى اعتراض إذا كان هناك عرض جيد بمعايير محددة، ولو لم أكن مذيعة كنت أفضل أن أظل مضيفة جوية و “معنديش حاجة تالتة أعملها”.
الختام:
أطمح فى المستقبل أن يكون لدى برنامج فنى أطرح فيه شخصيتى الحقيقية الطبيعية، لقد قدمت برامج عديدة فى مجالات الإعلام : الأخبار، المنوعات، المرأة، الرياضة، السياسة والاقتصاد، ونجحت فيها كلها، وما تم تقديمه من برامج سابقة كان يتم فرضه على شخصيتى.
لذلك أتمنى أن أقديم برنامج جديد فى الفن قريبًا، لأقدم فيه ما يتواكب مع ما بداخلى وشخصيتى الحقيقية التي لا تظهر على شاشة الاخبار.