إسلام كمال يكتب: نابلس قنبلة الإقليم !
نابلس .. بؤرة متفجرة منذ شهور، والآن مستوى التصعيد وصل لحدود غير مسبوقة، بعد المجزرة التى إرتكبها جيش الاحتلال بالتعاون مع العملاء الخونة، ورد الفلسطينيون بعمليات ضد المستوطنين، فرد عصابات المستوطنين بقتل جماعى وحرق عام لممتلكات الفلسطينيين في نابلس، وسط سكوت عالمى وعربي
الغريب إن هناك مواجهات وقعت بين المستوطنين وقيادات وجنود من جيش الاحتلال، وصلت لحد محاولات دهس مستوطن لجنرال بسيارته، وحدث تبادل إطلاق نار بينهم، رغم أن الجيش يقوم بدوره بالقتل والاعتقالات والاقتحامات اليومية، لكن المستوطنون يرونه مقصر في مواجهة الفلسطينيين ويطالبونه بالأكثر من ذلك، والشاباك والجيش يخشيان التدخل ضد المستوطنين لأنهم قادة الحكومة الآن، وهناك خلافات كبيرة في كواليس حيال مواجهة النزيف الإسرائيلي، حيث نفق ١٥ مستوطن وإسرائيلى خلال شهرين فقط، وهو رقم كبير، لم يتكرر منذ فترة.
وبالفعل بدأت الاستقالات باستقالة رئيس حزب نوعام المتطرف الحاخام بوعاز، نائب الوزير، اعتراضا على عدم مواجهة الفلسطينيين بالقوة الكافية ، وعدم تسريع الاستيطان واقتحامات الأقصي بالشكل الذي تريده الفاشية الصهيونية، وهناك انتقادات كبيرة ضد الوزيرين الفاشيين بن جفير وسموطتيرش، حيث يتهمونهم أنصارهم بالتقصير أيضا، رغم أنهما قادا الحكومة والكنيست للتصويت لصالح إعدام الأسرى منفذى العمليات الفدائية.
وهناك خلافات كبيرة بين نتنياهو وبن جفير وسموطتيرش، الذي يريد تمرير رمضان بدون تصعيدات مبالغ فيها إرضاء للأمريكان المركزين في الملف الأوكرانى أكثر من أى شئ آخر، ووصل الأمر لدرجة محاولة نتنياهو التهرب من النقاش في القضايا الأمنية أمام بن جفير وسموطرتيش رغم إن الأول وزير الأمن القومى المسؤول عن الشرطة والشاباك، والثانى المسئول الفعلى عن قوى الاحتلال في الضفة.
وكل هذا وسط استمرار الاحتجاجات العارمة ضد مذبحة القضاء التى يقودها نتنياهو لحماية نفسه من السجن في قضايا فساد تلاحقه، تؤهل لانهيار إسرائيلى داخلى وسط حالة استقطاب غير مسبوقة بين الشارع والمعارضة من وراءه، لا العكس، وبين نتنياهو وبلوك اليمين والفاشية الدينية.
وعلى الجانب الفلسطينى، الأمر لا يختلف كثيرا، فالفصائل في حالة خلاف كبير مع فتح بالذات بعد المشاركة في قمة العقبة الأمنية عقب ساعات من مجزرة نابلس والإعلان عن تقنين البؤر الاستيطانية والترويج لخطة استيطان جديدة.
ويبدو أننا أمام فترة متفجرة، لن تنتهى بأى خير على المنطقة، وسط عدم تقدير عربي للتطورات المتصاعدة بشكل أو آخر، ووسط ردود فعل أمريكية وأوروبية تقليدية حيال أزمات غير تقليدية بالمرة.