صاحب الصوت الشجي.. محطات في حياة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد 

كتب:  إسلام فليفل

في كل عام من شهر رمضان يحلو للناس الاستماع إلى  فضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وفى اليوم الثانى من  شهر رمضان الجارى قدمت إذاعة القرآن الكريم  بعض التلاوة النادرة  له من سورتى مريم والبلد.

اقرأ أيضا.. استمع إلى الصوت الذى يصلى بالناس التراويح فى المسجد الحرام.. من هو الشيخ الدوسرى؟

وإذا ما قلت من هو صاحب الصوت الشجي الندي؟. فإنهم يقولون إنه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وهو أحد أشهر القراء المصريين في العالم العربي والإسلامي والذي جاب بلاد العالم سفيرا لكتاب الله، وكان يتم استقباله في كافة الدول التى زارها استقبالا حارا من الجميع وبما يليق به.

مولده ونشأته

ولد الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد سليم سنة 1927م بقرية المراعزة  في أرمنت محافظة قنا بجنوبى صعيد مصر، ونشأ في أسرة تهتم بالقرآن الكريم حفظا وتجويدًا، فجده وأبوه كانا من الحفظة المشهود لهم، ولحق عبد الباسط بشقيقيه محمود وعبد الحميد في الكتَّاب وهو في السادسة من عمره.

يقول الشيخ عبدالباسط في مذكراته: “كان سني عشر سنوات أتممت خلالها حفظ القرآن الذي كان يتدفق على لساني كالنهر الجاري وكان والدي موظفاً بوزارة المواصلات، وكان جدي من العلماء .. فطلبت منهما أن أتعلم القراءات فأشارا علي أن أذهب إلى مدينة طنطا بالوجه البحري لأتلقى علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ “محمد سليم”، ولكن المسافة بين أرمنت في جنوب مصر وبين طنطا في الوجه البحري بعيدة جداً.

أضاف يرحمه الله في مذكراته:  ولكن الأمر كان متعلقاً بصياغة مستقبلي, وقبل التوجه إلى طنطا بيوم واحد علمنا بوصول الشيخ محمد سليم إلى “أرمنت” ليستقر بها مدرساً للقراءات بالمعهد الديني بأرمنت.. وأقام له أهل البلدة جمعية للمحافظة على القرآن الكريم؛ فكان يُحَفِظُ القرآن ويعلم علومه والقراءات، فذهبت إليه وراجعت عليه القرآن كله ثم حفظت الشاطبية”.

التحاقه بالإذاعة
وعندما  قدم الشيخ عبد الباسط إلى القاهرة سنة (1370هـ / 1950م)، ودخل الإذاعة المصرية سنة 1951م، وكانت أول تلاواته من سورة فاطر، وعُيّن قارئاً لمسجد الإمام الشافعى سنة 1952م، ثم لمسجد الإمام الحسين سنة 1985م خلفاً للشيخ محمود على البنا.

وبعد التحاقه بالإذاعة انتقل الشيخ بأسرته من الصعيد إلى حي السيدة زينب، وبسبب التحاقه بالإذاعة زاد الإقبال على شراء أجهزة الراديو، وانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا، واستقبل في كل بلد يذهب إليه استقبالاً شعبيا ورسميا حافلاً؛ حيث استقبله الرئيس الباكستاني في أرض المطار وصافحه وهو ينزل من الطائرة.

وفي جاكرتا بدولة أندونيسيا قرأ القرآن الكريم بأكبر مساجدها فامتلأت جنبات المسجد بالحاضرين وامتد المجلس خارج المسجد لمسافة كيلو متر مربع فامتلأ الميدان المقابل للمسجد بأكثر من ربع مليون مسلم يستمعون إليه وقوفا على الأقدام حتى مطلع الفجر.

وفي جنوب أفريقيا عندما علم المسئولون بوصوله أرسلوا إليه فريق عمل إعلامي من رجال الصحافة والإذاعة والتليفزيون لإجراء لقاءات معه.

 

أشهر المساجد التي قرأ بها

وبالنسبة لأشهر المساجد التي قرأ بها القرآن هي: المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بالقدس، والمسجد الإبراهيمي بالخليل بفلسطين، والمسجد الأموي بدمشق،  بالإضافة إلى أشهر المساجد بآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة وفرنسا ولندن والهند ومعظم دول العالم.

وقد كرمته سوريا عام 1956م بمنحه وسام الاستحقاق، كما كرمته لبنان بمنحه وسام الأرز، كما منح الوسام الذهبي من ماليزيا، ووسام من السنغال، وآخر من المغرب، وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان بعد رحيله من مصر في الاحتفال بليلة القدر عام 1990م.

تاريخ الوفاة

بعد مسيرة طيبة من تلاوة القرآن توفي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يرحمه الله تعالى يوم الأربعاء 21 ربيع الآخر 1409هـ ، الموافق 30 ديسمبر 1988م.

وبالرغم من رحيله عن دنيانا إلى أنه ترك الشيخ عبد الباسط للإذاعة ثروة من التسجيلات إلى جانب المصحفين المرتّل والمجوّد، كما جاب بلاد العالم سفيراً لكتاب الله، وخصه الملوك والأمراء بالأوسمة والنياشين؛ تكريمًا له وللقرآن، وكان له فضل إنشاء نقابة محفّظي القرآن الكريم، وانتُخب كأوَّل نقيب لقراء مصر سنة (1405هـ – 1984م).

زر الذهاب إلى الأعلى