30 يونيو.. بناء الدولة والإنسان (الحلقة الأولى)

كتبت: منال قاسم

يأتى الاحتفال بثورة 30 يونيو هذا العام وقد أنجز الشعب المصرى الكثير فى بناء”الدولة الوطنية”.. دولة 30 يونيو، والتى قامت عبر مظاهرات شعبية كانت الأكبر فى تاريخ مصر والعالم من حيث التظاهرات المدنية التى دعمها الجيش والشرطة.

 واستطاعت الدولة خلال السنوات الماضية تحقيق العديد من الإنجازات والمشروعات القومية، وقد حان الوقت الآن لبناء الإنسان الذي يضمن لهذه الدولة  البقاء قوية متماسكة، فبناء الإنسان هو جوهر بناء الحضارة ذاتها.

وتعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام مجلس النواب بمنح الأولوية في سنوات ولايته الثانية للعمل علي إعادة بناء الإنسان المصري عن طريق برامج ومشروعات كبري للتحديث والتنمية في ملفات هامة هى ” التعليم والصحة والثقافة “،  لأن حماية الوطن يبدأ من حماية الأفراد من خلال رفع الوعى وزيادة الإدراك بالقضايا المثارة، ومن خلال الانفتاح على الثقافات والتجارب فى الدول المختلفة. 

ثورة استعادة الهوية

تعد ثورة 30 يونيو نموذجًا فريدًا في تاريخ الثورات الشعبية، حيث يثور الشعب ويعلن إرادته واضحة جلية، فتستجيب له مؤسسات دولته الوطنية، في مشهد تاريخي، لن يمحى من ذاكرة من عايشوه، وقد مضت الثورة في ثلاثة مسارات هي “التصدي للإرهاب، ومواجهة القوى الخارجية الداعمة له، وتحقيق التنمية السياسية والاقتصادية.

وكانت بداية المسار عبر “رفض الحكم الفاشي الديني، ورفض الاستئثار بالسلطة، ومواجهة ما يترتب على هذا الرفض من إرهاب وعنف، وتضحيات جسام قدمها أبناء المصريين من الجيش والشرطة.

“لم يكن فى مقدور القوات المسلحة أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب التى استدعت دورها الوطنى، وليس دورها السياسى ولقد استشعرت القوات المسلحة – انطلاقا من رؤيتها الثاقبة – أن الشعب الذى يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته.. وتلك هى الرسالة التى تلقتها القوات المسلحة من كل حواضر مصر ومدنها وقراها، وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضرورتها واقتربت من المشهد السياسى آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة»، هكذا قال المشير عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة حينئذ، في بيان 3 يوليو 2013” .


كانت مظاهرات عارمة قد خرجت في 30 يونيو 2013، في كافة محافظات الجمهورية، دعت إليها حركة (تمرد) التي قامت بجمع توقيعات شخصية تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكان خروج الشعب في ذلك اليوم المشهود محصلة طبيعية للعديد من الوقائع والأحداث التي سبقته وأدت إليه، بحيث أصبح هو الخيار الوحيد والوسيلة المتاحة أمام الشعب لاسترداد دولته وكيانه وهويته، وفي اليوم التالي أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية بياناً أذاعته وسائل الإعلام تمهل فيه جميع الأطراف 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن، وفي 2 يوليو ألقى مرسي خطابه الأخير الذي لم يستجب فيه لمطالب المتظاهرين أو بيان القوات المسلحة.

القوى الوطنية

وفي 3 يوليو ألقى الفريق عبد الفتاح السياسي وزير الدفاع (آنذاك) خطاباً على الهواء محاطاً بالقوى الوطنية، أعلن فيه عن خارطة طريق جديدة تبدأ بتعطيل الدستور وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت لحين انتخاب رئيس جديد.

 وقد شهد العالم التزام مصر بتلك الخريطة ومراحلها، سواء من حيث أهدافها أو المدى الزمنى، فتم وضع دستور عصرى يقود نحو إقامة الدولة المدنية الحديثة .. دستورتجد فيه كل المؤسسات مكانا لها، حيث تحترم الحريات والديانات ومبادئ حقوق الإنسان، وأجريت الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية . 

مازالت ثورة 30 يونيو تعلم من حولنا كيف تكون الديموقراطية و الحرية و بناء الدول بل ايضا تعلم العالم أجمع ان الارادة البشرية المصرية التي صنعت المعجزات استطاعت أن تذهل التاريخ بأكبر تجمع بشري.

زر الذهاب إلى الأعلى