إسلام كمال يكتب: تصورى للرد على الواشنطن بوست واخواتها!
شعرت بمنتهى الغيرة ” المهنية”، وأنا أطالع تحقيق الواشنطن بوست، عن القصة الملفقة حول الصفقة التى نفاها كل الأطراف المعنية من موسكو للقاهرة، حول أكذوبة تصنيع ال٤٠ ألف صاروخ مصري لصالح روسيا، على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية!
اقرأ أيضا.. إسلام كمال يكتب: الخطر المحدق على مصر.. كيف نواجهه؟!
الحبكة الدرامية لهذه القصة الملفقة، احترافية للغاية، لدهاءها، فرغم إنها مبنية على ترويجات مزعومة ومعلومات كاذبة، إلا أنه أوجد لها أصل وأساس مزعوم، من الصعب التشكيك فيه وفق تصور البعض، أو بالأحرى سيتم استنزاف وقت للتشكيك فيها، حيث نسبت لما عرف إعلاميا وصحفيا بوثائق البنتاجون المسربة، التى طالت عدة أطراف لا مصر فقط، فهناك قصص تتعلق ببريطانيا وإسرائيل ودول أخرى، نفت لندن ما يتعلق بها، ووعدت واشنطن تل أبيب بعدم التوسع فيما يتعلق بتسريبات الصفقات العسكرية الإسرائيلية الأوكرانية، حتى لا يضر هذا من الموقف الإسرائيلي داخليا لنتنياهو بالذات، وأيضا على المستوى الإقليمى في سوريا وفي مواجهة إيران، وعلى خلفية التوتر الروسي الإسرائيلي الأخير، بعد توطيد التعاون العسكرى الروسي الإيرانى والتحالف الأوكراني الإسرائيلي!
وبالتالى أصبح للقصة الملفقة أصل مهما كان التشكيك فيه، وخاصة أن معهم القوة والسيطرة والتواجد الدولى، وإنطلاقا من ذلك، طلب فريق المحققين في الواشنطن بوست، ردود من كل الأطراف المعنية، محفزين الجهات الأمريكية المختصة بتصعيد الأمر من البنتاجون للكونجرس وغيره، وللأسف هذا ما حادث حتى الآن بالفعل، حيث دعت عدة لجان في الكونجرس للتحقيق في الأمر، والتهديد ليس فقط بالمساعدات العسكرية الأمريكية، بل وشكل التحالف المصري الأمريكى وأيضا من الممكن أن تصل للعقوبات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة، كما هو الحال مع حلفاء روسيا مثل بيلا روسيا.
ومن جانبها ردت القاهرة وموسكو في التحقيق الصحفي الأمريكى الذي إهتزت له جنبات الشرق الأوسط والمعسكرين الشرقي والغربي خلال الساعات الأخيرة، ونفت كل من القاهرة وموسكو هذه القصة الملفقة واعتبروها “عبث معلوماتى” ، وهو بالمناسبة توصيف جيد لكل هذه المادة المعلوماتية المزعومة، لكن خطورتها في الجدل الذي تثيره في وقت حاكم بالقاهرة والمنطقة وموسكو، ولذلك سيكون لها أثر قوى في تشكيل مستوى العلاقات المصرية الأمريكية بالذات والغربية بشكل عام، وكل هذا من قصة ملفقة حبكها مؤلفوها باحترافية فتحولت لما يشبه الحقيقة، وللأسف ببعض الضغوط المتوقعة، يمكن أن يتحقق بها أمور خطيرة.
وسبق أن تحدثت مع أطراف ما في ماهية التعامل المماثل، من خلال قصص مشابهة، مبنية على جزء من الحقيقة والباقي يشبه الحقيقة، من خلال خلفيات معلوماتية محترفة، في العديد من الملفات تحاك لصالح المصلحة المصرية في جنبات عدة، من خلال الصحافة والإعلام المصري، ويروج لها في الإعلام الإقليمى والدولى من خلال شركات العلاقات العامة العالمية الشهيرة، والتى يتم التعامل معها بالفعل أحيانا، وتخصص لهم ميزانيات ما، ورغم أن كل الأعداء وحتى الأشقاء يعملون بهذا النسق أو ما يشبهه لانزال نقف مكتوفو الأيدى حياله، رغم جودتنا واحترافيتنا في المواجهة، بل والمبادرة.
وها أنا أجدد الدعوة، مع هذه المناسبة، والتصور متوفر، ومن السهل تحقيق الهدف منه في وقت سريع، فقط بعض التخطيط الفورى، والأهداف تتحقق، دونما أية مسئولية مباشرة..ولدى التصور كامل، ولا يمكن كشفه، في العام، ولا يهم من ينفذه، فأفكار كثيرة اخذت منى، والمهم المصلحة المصرية العامة لا الخاصة، فلقد مضي عهد السكوت، ولا أدعو للمواجهة المباشرة بالطبع مع قوى عظمى بالذات في أزمتنا الاقتصادية الحالية، لكن لا يمكن الرد عليهم بطريقة أحمد موسي وخلافه، الذي يتهم الواشنطن بوست بإنها ممولة!