د. إسلام جمال الدين شوقي: تداعيات وأسباب انخفاض سعر الغاز العالمي واحتمالية الارتفاع
كتب: على طه
أرجع د. إسلام جمال الدين شوقي عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي السبب في انخفاض أسعار الغاز الطبيعي على مستوى العالم، إلى وفرة المعروض لانتهاء فصل الشتاء بجانب الجهود المبذولة لتقليل الاستهلاك مما خلق وفرة في الوقود على المستوى الآسيوي والأوروبي تضمن تغطية الاستهلاك خلال الأسابيع القادمة،
وأضاف شوقى فى تصريحات خاصة لـ “بيان” أن هذه الوفرة لم تتحقق منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والتي اضطرت أوروبا بسببها البحث عن مصادر بديلة لتعويض نقص الامدادات الروسية، وعادةً ما ينخفض الطلب على الغاز مع انتهاء فصل الشتاء بسبب الحاجة إلى التدفئة خاصةً في أوروبا ويقل الاستهلاك بدخول الصيف ويتم التجهيز والاستعداد لفصل الشتاء القادم عن طريق تخزين الغاز في مواقع التخزين، وعلى ما يبدو أن هناك وفرة في الإنتاج على مدى الأسابيع القادمة مما يحافظ على أسعار الغاز المسال وعدم الضغط لرفع السعر على الأقل في الوقت الحالي.
وواصل أن هناك عمليات إعادة تصدير للغاز الطبيعي المسال في الصين وسط انتعاش بطيء بعد رفع قيود كورونا، ولقد أدى انتعاش الإنتاج الأمريكي من الغاز إلى انتعاش الإنتاج العالمي لصادرات الغاز الطبيعي المسال في شهر مارس 2023 إلى أعلى مستوى على الإطلاق، كما تقوم اليابان ببيع شحنات لتجنب زيادة المعروض في الداخل، وبالانتقال إلى إنجلترا فإن صادراتها إلى أوروبا تشهد ارتفاعًا ملحوظًا بسبب افتقارها إلى مواقع للتخزين، وتمثل أسبانيا المركز الرئيسي لمعظم محطات الغاز الطبيعي المسال في أوروبا، والتي تمتلئ مخازنها بأكثر من 80% مما يعني التأثير على الأسعار الفورية في حالة تحول السوق الأسباني إلى طاقة فائضة.
طالع المزيد:
– د. إسلام جمال الدين شوقي يكتب: التقارير الدولية والتوقعات الجديدة بخفض قيمة الجنيه
– وزارة للاقتصاد وريادة الأعمال.. د. إسلام جمال الدين يقترح
وأوضح الخبير الاقتصادي أن تقرير تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين لمنظمة “أوابك” الصادر شهر مارس 2023 بأن صادرات الغاز الطبيعي المسال المصرية قفزت خلال الربع الرابع من عام 2022 إلى 2.6 مليون طن، وبهذا الأداء المرتفع للصادرات الذي تم تحقيقه على مدار العام من محطتي الإسالة في دمياط وإدكو، بلغ إجمالي صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال (لا يشمل صادرات الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب) خلال عام 2022 نحو 7.4 مليون طن، كما تصدرت تركيا قائمة الوجهات المستقبلة للغاز المصري بحصة 27%، ثم إسبانيا بحصة 21%، وهولندا بحصة 9%، وفرنسا بحصة 5%، وتوزعت الحصة المتبقية على عدة أسواق أوروبية وآسيوية أخرى.
ولفت شوقى أنه على الرغم من انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في آسيا وأوروبا عن أعلى معدلاتها السنة الماضية إلا أنها لا تزال أعلى بكثير من متوسط 10 سنوات الماضية مما يثير المخاوف والقلق من احتمالية انتهاء الوفرة الحالية سريعًا والعودة إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى نظرًا لأن انخفاض تكلفة الغاز من الممكن أن تخلق طلبًا إضافيًا، وتخطط أوروبا إلى إضافة المزيد من تركيب محطات استيراد الغاز الطبيعي المتنقلة والتي قامت بتركيب عدد منها بالفعل لتقليل الاعتماد على خط أنابيب الغاز الروسي لتفادي أي تخفيضات أو انقطاعات غير متوقعة.
وانتهى الخبير الاقتصادي إلى القول من المرجح بسبب استمرار الحرب الروسية الأوكرانية أن يمتد تأثيرها وتقوض من حركة المعروض للغاز المسال على المستوى العالمي على مدى العامين القادمين والذي سينعكس بدوره على الأسعار في العقود الآجلة والتي من المتوقع ارتفاعها خلال الأشهر القادمة خاصةً والحاجة إلى التدفئة مع حلول فصل الشتاء حيث سيستعد المستوردون للغاز لفصل الشتاء في خلق حالة من الطلب عليه مرة أخرى، مما يزيد من حدة المنافسة على شحنات الغاز الطبيعي المسال.