د. ناجح إبراهيم يكتب: شكراً .. شهر رمضان

كتب د/ ناجح إبراهيم مقالاً بعنوان”شكراً .. شهر رمضان”وتم نشره في جريدة الشروق وهذا هو نص المقال:
• سيدي الكريم/ شهر رمضان العظيم, تحية لكم سيدي الكريم, وشكراً جزيلاً علي كل ما قدمتموه لنا جميعاً من خيرات وبركات ونفحات, وسعت أرزاقنا, وأكرمت وفادتنا, وأوصلت أرحامنا, وأعدتنا إلي كتاب ربنا بعد طول هجران, وحدت كلمتنا, وجمعت أسرنا علي مائدة واحدة بعد طول غياب, ذكرتنا بديننا, شحنت بطارية إيماننا, قويت عزائمنا, ذكرتنا بالله,شجعتنا علي طاعة الله, وعلي التوبة من معاصينا, صفيت نفوسنا, أرحت قلوبنا ,قربتنا من ربنا, حفرت في نفوسنا أجمل الذكريات, أعدتنا لمساجدنا بعد طول هجران, أغنيت اليتامى والأرامل حررت العاني والعانية.
• أعتقت رقابنا ورقاب الآلاف من النار في لياليك, أعدت شبابنا للمساجد, وجعلتهم يملأون المساجد في قيام الليل والتهجد, أعدت البكاء من خشية الله بعد أن كادت الأمة أن تنساه.
• أشبعت الفقراء, سترت الغلابة, جعلت الخير والمال يتدفق إلي جيوب وبيوت الفقراء بعد أن نضبت منها طويلاً, أعدت التكافل الاجتماعي الحقيقي إلي أمتنا.
• سيدي الكريم, لم أجد أحداً في الكون كله إلا أحبك, كل أهل الأديان والملل والأجناس تحبك, كلٌ يجد فيك خيره وبره الديني أو كسبه الدنيوي, كلهم يفرح بقدومك, فرحة الأطفال فيك لا تعدلها فرحة, كل الناس المسلم والمسيحي والطائع والعاصي يزين شارعه ومتجره وعيادته ومنزله فرحا بك وأنساً بك, أكثر شهر يفرح به الأغنياء والفقراء معاً.
• وسعت علي التجار والصناع , كل التجارات تزدهر في عهدك المجيد, كل التجار والصناع يحبونك وينتظرون طلعتك البهية,كل شركات السياحة تعتبرك بشير خير لها.
• 9 ملايين معتمر نصفهم علي الأقل من شركات السياحة, وشركات الطيران تحبك وتعشقك ,فمنك يأتيها الخير والرفاهية.
• فيك يا سيدي يا شهر رمضان أكبر تجمع للعبادة في العالم كله, عدة ملايين معتمر في مكة والمدينة يتفرغون لعبادة الله وحده, لا هم لهم سوى الذكر والدعاء والبكاء من خشية الله, بهاؤهم وهم حول الكعبة يصلون تارة ويطوفون أخرى يشهد بعظمة هذا الدين,ليس هناك سوى التواضع لله ,لا رتب ولا نياشين لا تميز في الملابس, كلهم بدرجة “عبدٌ لله”وهي أسمى من كل رتبة ونيشان.
• دعوات المصلين في آخر القيام والتهجد تبكي العيون, تثير الشجون تذيب القلب الجامد, وتحيي القلب الميت.
• أما الدعاء في الحرمين الشريفين في القيام والتهجد فشيء آخر لا يستطيع قلم أن يسطر خشوعه وبكاءه ومشاعره, وصيحات قلوب المصلين المتجهة إلي الله راضية خاضعة تهز المشاعر.
• شكراً سيدي فأنت أعظم من تذكرنا بالمسجد الأقصى وتجمع فيه آلاف القائمين والذاكرين والمعتكفين .
• أما الشكر الأعظم لك سيدي شهر رمضان لأنك أهديتنا أعظم وأجمل ليالينا, ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر اختصرت لنا فضل وبركة الزمان في ليلة واحدة, تتنزل فيها الملائكة وروح القدس جبريل, يا سيدي لو أنك لم تفعل شيئاً سوى هديتك لنا بليلة القدر لكفى .
• سيدي : إنا علي فراقك لمحزنون,تعودنا عليك وعلي كرمك وفضلك, فلمن تتركنا؟, إلي الدنيا أم لشياطين الإنس والجن, أم تعيدنا إلي صراعاتنا ونزاعاتنا البلهاء علي الحطام.
• سيدي: عد إلينا بسرعة, قبل أن تنفذ بطارية إيماننا, وتضعف عزائمنا.
• سيدي شهر رمضان: نبثك محبتنا ومودتنا وألفتنا وأشواقنا, ننتظرك قريباً علي أحر من الجمر , يا سر سعادتنا عن ملايين المحبين.

اقرأ أيضا للكاتب:

د. ناجح إبراهيم يكتب: كيف سيحاسبنا الله سبحانه؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى