مصر.. القبضة الرباعية والإرادة الفولاذية

سردية تكتبها: أسماء خليل

قد تسمع كثيرًا من الأحداث تمر عليك مرور الكرام، أو تشاهد بانوراما لانتصارات كأنها فيلما يأخذك الشغف لتعرف ما يحدث، تزامنًا مع مشاعر وقتية ربما تزول بانتهاء العمل، ولكن ربما تكن بصدد معجزة حقيقية وأنت لم يصل إلى يقينك ذلك،،

تلقي الوسائل الإعلامية- بصورة دائمة -الضوء على انتصارات حرب أكتوبر وتحرير سيناء وما حدث من معجزات حقيقية، ولكن هل تأملت تلك الأحداث حقا؟!..

فلم تكن مصر تحت قبضة إسرائيل عقب حرب ١٩٦٧ منفردة؛ بل كانت مصر واحدة بين أربعة دول تحت القبضة الإسرائيلية باقتطاع جزءً من أرضها تحت الاحتلال، وكانت “مصر ” الناجية الوحيدة بتحريرها لأراضيها بعد حرب شهيرة تعود لعام ١٩٧٣..

مصر والقبضة الرباعية

في عام ١٩٦٧ ميلادية، وتحديدا بشهر نوفمبر، قام ملحق السفارة السوفيتية في مصر بإخبار مدير المخابرات المصرية بأن إسرائيل تبطن سوءً للمنطقة العربية، وبالفعل قامت باختشاد مجموعة من أهم عناصر جيشها على حدود سوريا، فقامت مصر من فورها بتصوير الحدود ومساندة الجيران التي تنتوي إسرائيل اقتحام مصر وغيرها من خلالهم، ولكن بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية بإمدادها بالأسلحة الثقيلة والخطط المحكمة، استطاعت إسرائيل أن تؤتي سؤلها،،

مُباغتة غير متوقعة

ولأن إسرائيل باغتت المنطقة العربية، ولم تكن هناك نية مُسبقة لدى العرب للحرب، استطاعت في ذلك اليوم الموافق 6 يونيو عام 1967ميلادية احتلت إسرائيل الآتي من المناطق:

– أرض سيناء بمصر.
– القدس الشرقية والضفة الغربية بفلسطين.
– هضبة الجولان بسوريا.
– أجزاء من الأردن.

“ الهضبة السورية في قبضتنا”

هي واحدة من أذرع القبضة – والتي ماتزال تحت وطأتها – حتى الآن – هضبة الجولان الواقعة ببلاد الشام، جزء من سوريا، حيث احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي أرضها عقب تلك الأحداث، وأصدرت ببيان لها تلك الكلمات “الهضبة السورية في قبضتنا”..

طالع المزيد:

ما يزال الوضع – حتى الآن- متأججًا، منذ عام ١٩٦٧ ميلادية وحتى ٢٠٢٣ ميلادية، ما تزال سوريا تطالب بإعادة حدودها كما كانت عليه من قبل، وما تزال تقاوم، وماتزال الأمم المتحدة- بشكل حيادي – تعترف بأن “ الجولان أرض سورية محتلة” ..تفاوضت إسرائيل بشروطها بأن يسود التطبيع وشروط أمنية أخرى، إلى أن وصل الأمر بالتفاوض بين الجهتين لطريق مسدود وحتى الآن،،

نكسة يونيو

منذ ذلك الحين وفرضت إسرائيل سيادتها على بعض المناطق بالأردن، فبعد أحداث ١٩٦٧، تبدى على السطح السياسي ما يسمى ب “ خطة آلون”، وتنص على تقسيم الضفة الغربية بين إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية، وكان الهدف الخفي منها هو ضم غور الأردن إلى إسرائيل ،،

وما بين رحيل ترامب الرئيس الأمريكي وغيره، ونتنياهو الإسرائيلي، وصولا لجو بادين، ما تزال الأمور معلقة، ومايزال الوضع قائمًا على ما هو عليه،،

القدس في قلب الحدث

مشكلة إنسانية تعود لسنوات أبعد من ذلك التاريخ، وهي جزء من الصراع العربي الإسرائيلي، تؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأكمله،سعيا نحو هدف منشود، وهو الاعتراف بدولة إسرائيل،،
وماتزال القضية مستمرة مرورا باقتراح حل المنطقة إلى دولتين، وهو اقتراح توافق عليه الكثير من الدول الأوروبية لأسباب أيديولوجية، بحيث يكون لإسرائيل دولة مستقلة بقلب فلسطين، وللمواطنين الفلسطينين دولة مستقلة، ولكل منها كيان تزامنا مع التطبيع بين الجبهتين، ما يرفض الكثير من العرب ذلك الحل، أو توطين الفلسطينيين خارج أرضهم وإنهاء حق اللجوء، وتلك الصفقة ترضي الدول الغربية..
وما يزال الوضع قائما على ما هو عليه،،

.. وأخيرًا

لم يكن انتصار مصر انتصارا عاديا، أو مجرد ذكرى عادية يحتفل بها المصريون كل عام بشكل عابر، ولكنها معجزة حقيقية مرورا بالخطة الاستراتيجية المحكمة والروح القتالية للجنود، والتحديات التي كان من المستحيل التصدي لها ……إلخ، إنها بحق عبرة وعظة تستفيد منها كل الأجيال .

زر الذهاب إلى الأعلى