إسلام كمال يكتب: أنهار شيمون بيريز !
في بلد التقاء النيلين،السودان، السودانيون عطشي!.
وفي بلد الرافدين، العراق، العراقيون لا يزرعون ولا يشربون، بعدما جفا بفعل الأتراك والإيرانيين.
وفي بلد نهر الليطانى،لبنان، اللبنانيون ظماء.
وفي بلد نهر اليرموك،الأردن، الأردنيون يشترون المياه من إسرائيل حتى لا يموتون من العطش رغم إن لهم نهرا بإسم مملكتهم!.
شيمون بيريز، الرئيس الإسرائيلي الراحل، واحد من أدهى الصهاينة في تاريخ الصهيونية لا إسرائيل فقط، ومن أباء البرنامج النووى الإسرائيلي، قال في كتابه الشرق الأوسط الجديد، الذي ينفذ بحذافيره منذ بداية الألفينات، أن مياه الشرق الأوسط ملك الجميع، وكان من ضمن أفكاره ما يشبه مشروع إليشع التاريخى الشهير، الذى عرقله بدهاء لم يعيه بعض الموتورين، بيريز طالب بتوصيل مياه النيل لإسرائيل وغزة، عبر أنابيب أو مجارى تحفر خصيصا!.
هل يأتى اليوم، الذي نطلب فيه ذلك بأنفسنا، حتى لا نموت عطشي، أو نشترى المياه كما يفعل الأردنيون من إسرائيل بوساطة أمريكية، حتى يكون مصيرنا كبلد الرافدين، الذي تحول مجرد كنية من الماضي، فهل تبقي مصر هبة النيل، كما قالها هيردوت نقلا عن المصريين القدماء، الذين قالوا له شعرا في هذا المجرى الثعبانى جالب الخير لشعوب عشر، ومن المحتمل أن تزيد للأسف، ليس بزيادتها من تسعة لعشرة مع إنقسام جنوب السودان، لكن لتحديات مصيرية أخرى!.
الأمر الوحيد الذي من الممكن أن ينقذنا هى العقدة التاريخية غير المستبعدة، التى يؤمن بها العلمانيون قبل الحاخامات من الاسرائيليين واليهود عموما، وهى أن إسرائيل لن تصل إلى عقدها الثامن، كما حدث في المرتين التى إنهارا فيهما كيانيهما التاريخيين السابقين، على يد السبي البابلى والغزو الرومانى، حيث في المرتين دمر كيانهما قبل أن يكملا الثمانين عاما.
إجمالا، أدرك بالطبع، مدى وجع كلامى، وكآبة تصوراتى، لكنى كمبصر يجب أن أنبه وأحذر، حتى نكون متيقظين، وكان الله في عون الدولة العميقة والقيادة السياسية والشعب المصري المثابر.