د. إيمان عبد الله تحاكم مسلسلات رمضان على ارتكاب هذه الجرائم (2من2)
كتبت: أسماء خليل
ما هو الأثر الذى تركته الدراما الرمضانية، نفسيا، واجتماعيا، وأخلاقيا، عند المشاهدين من أفراد الأسر المصرية، ؟.. كانت الإجابة على هذا السؤال مثار الجزء الأول من هذا الحوار الذى أجرته “بيان” مع الدكتورة إيمان عبد الله أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسري، وأكدت الخبيرة التربوية أن أكثر هذه الأعمال الدرامية تنقل فكرًا خاطئًا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وصدى ذلك ينعكس على المجتمع المصري باختلاف ثقافته وأعماره،،
وفى هذا الجزء نطرح عليها السؤال الذى انتهينا به فى الجزء الأول وهو: أين نحن فى هذه المسلسلات.. أين المجتمع العربى، وأين المشاهد الإيجابى ؟!.
خيانة وسرقة وشروع في قتل
وتجيب دكتورة، خبيرة الإرشاد الأسري، بقولها إن تلك المسلسلات قامت بتعميم السلوك الشاذ واللامبادئ، فهي تُصور أنه لا يوجد بيت واحد من بيوت المواطنين لا يوجد به خيانة أو سرقة أو شروع في قتل، إنها تضع السم في العسل، فتلك الدراما الجديدة البالية تجعل المواطن يتقمص ذلك الواقع المفروض عليه،،
تعميم الرذيلة
كما تشير أستاذ علم النفس، إلى عدم وجود أي مسلسل يناقش تعميق الوعي السياسي الجيد لدى المواطن، ما يجعله يفهم المعنى الحقيقي لقيمة جيش وشرطة بلده، إنها خرجت عن مألوف القيم المجتمعية، أصبحت الدراما هي التي تملي على المجتمع ما يقوم بفعله، فإذا كان المسرح هو مرآة الحياة، استقاءً من الواقع؛ فالآن مسرح الدراما هو ما يملي على البشر ما يفعلون،،
الهوية الرمضانية
تشير الخبيرة التربوية، إلى أن تلك الدراما تعزز دور ممارسة الإرهاب، فجعلت المواطن هش، فأصبح المجتمع جند مجند للرذيلة، جند مجند للشهوات والماديات، جند مجند لفقدان الهوية والكيان، يخرج عن الثقافة السائدة للشعوب، أصبح هناك تبني لأفكار غربية خارجة، بالإضافة إلى “ضياع الهوية الرمضانية”، فلم يعد هناك أغاني مميزة بالشهر الكريم، أو إظهار للشكل الفلكولوري للفانوس والمسحراتي والخيام الرمضانية،،
طالع المزيد:
– د. إيمان عبد الله تحاكم مسلسلات رمضان على ارتكاب هذه الجرائم (1من2)
تضيف د.إيمان بأن ما يحدث ما هو إلا محاربة للإبداع وترسيخ الفكر المشوه، فإذا كان الدين والقانون يهذبان ويضبطان سلوك المجتمع، فماذا لو أظهرنا رجال الدين بصورة تحتوي على السخرية، وتتضمن الدعابات استهانة ببعض القوانين واللوائح، هنا سيتم الضرب بجدار المجتمع في مقتل،،
سحر وشعوذة وجن
تستنكر أستاذ علم النفس مناقشة أفكار فات عليها مئات السنوات، من حيث تصديق العالم بها، فما معنى طرح أفكار السحر والشعوذة كأنها واقع، في الحين الذي تقدم فيه العالم صعودا للقمر والاكتشافات العلمية المذهلة، وفي الحين الذي يهذب الله- سبحانه وتعالى- عباده بالصوم، ويروًِح عن أنفسهم بصلاة التراويح؛ هناك من يظهر أن البعض لا يستطيعون العيش بدون مكيفات وفعل الفواحش، بدلا من تدعيم قيمة الصبر وتقوية الإرادة للقيام بصلاة التهجد وقيام الليل برمضان،،
المادة مقابل الفضائح
ترى خبيرة الإرشاد الأسري أن البرامج الرمضانية لا تقل تأثيرًا عن المسلسلات؛ فهي تقدم المادة مقابل الفضائح والعري والقبول بالتنمر والاستهزاء منهم؛ من أجل التسلية والترفيه المزيف، وكذلك المادة مقابل تجسيد المرأة بدور الخائنة والتي تحمل صفاتٍ لا تقدم أي قدوة للبنات والسيدات، وانتشار المخدرات، وهذا تجريد المشاهدات من القيم والإرادة فأصبح الحرام سهلا وهناك إباحة للمحرمات ..إن المشاهدة المتكررة تعطي ذريعة للمُتلقي بتكرار ما يشاهده، كما أن عرض السير الذاتية السيئة لبعض المشاهير لطبق رمضاني لا يقدم فائدة للغاية، حيث يقتدي بهم كثير من الشباب، إذن لابد على الجميع الاستفادة من ذلك الشهر بتقوية الجانب الروحاني وعدم تضييع الوقت فيما هو رث يضيع المجتمع وقيمه.