إسلام كمال يكتب: تصورى لمواجهة المهددات والتحديات غير التقليدية
حبا في وطنى، أدعو الدولة العميقة المصرية لإطلاق مؤتمر مصري استراتيجي خالص بمحاور مختلفة ما بين علنى وسري، على أرفع مستوى من الخبراء من كل الجهات المختصة والجامعات ومراكز الدراسات والأبحاث المصرية، حول تقييم شامل للتحديات المختلفة والمهددات المنوعة القريبة والبعيدة، يكون هدفه الأشمل هو إعادة النظر في معايير الأمن الاستراتيجي التقليدية، وتطوير الرؤية لمواجهة المشاهد الجديدة.
المؤتمر المقترح يأتى في ظل تحول الإقليم لأرض رخوة باستمرار غير آمنة مع استيطان وتنوع الفوضى والمهددات المختلفة، ومع المستجدات والمواقف المغايرة من بعض القوى الحليفة، وممن كانوا يسمون بالأشقاء، وأفعالهم ليست كذلك بالمرة..والنماذج للأسف ليست قليلة تحت عنوان المصالح الخاصة والأجندات المختلفة والضغوط الدولية، الأهم بالنسبة لنا أن المحصلة واحدة، معادية تماما ضدنا من دول وجهات كانت تعتبر في معايير الأمن القومى التاريخية إنها شقيقة وصديقة وحليفة.
وهذا التناول والاستعراض لن يقال في المحاور المعلنة بشكل مباشر.. لكن للأسف من الضرورى طرح الرؤية عامة الآن، والتصور الكامل جاهز، ولا غضاضة عندى من الاستفادة من أية جهة ما لصالح وطنى وشعبي وجيشي.
من ضمن أهم المحاور المستهدفة كبديل لتحولات الدول الشقيقة والصديقة، تفعيل أكبر للتحالفات الدولية من نوعية البريكس والكوميسا وجنوب المتوسط الأوربي والشرق أوسطى الأكبر وتطوير آخير للجامعة العربية، أو تحييدها بالمرة، لو فشل أى تطوير، دون مواجهات مباشرة بالطبع.
أعرف يقينا أن هذه الأطروحات صعبة القبول على العقيدة المصرية التاريخية، لكن التحديات والمهددات وتنوع مصادرها، حتى أنها تأتى من الشقيق قبل الحليف أو العدو، جعلتها أمرا ملحا، لمواجهة المشهد المتحور كالفيروس تماما، خاصة أن هناك العديد من التحديات في كل السياقات، ولا داعم حقيقي لنا، بل تحول الداعمون الاعتياديون أعداء بدون مبالغة، والأمثلة واضحة في عدة ملفات عسكريا واقتصاديا وأمنيا، بشكل تحولت معه هذه الجهات والدول إلى مصادر مباشرة للتهديد، ويجب ان نتجاوز الصدمة ونتعامل بشكل أكثر احترافية وأكثر مناورة، إلى حين يعود الأشقاء لرشدهم، وتدرك القوى الدولية المهددة لنا والضاغطة علينا مدى قوتنا.