سجائر كليوباترا.. مدخنو « كوكو الضعيف » يستغيثون

تقرير يكتبه: شريف عبد القادر

 

هل حقيقة تم وقف تصنيع السجائر “الكيلوباترا” أو توقفت “الشركة الشرقية للدخان والسجائر” المصنّعة عن طرح أى من منتاجاتها بالأسواق ؟!.. قبل أن نجيب على السؤال، إليكم رحلة سريعة فى تاريخ السجائر المصرية، وصناعتها، وتجارتها، وأزماتها.

عرفت الأسواق السجائر مصرية الصنع، وكانت فى بدايات تصنيعها فى المصانع المصرية ماركاتها: كايرو وبوسطن وهوليود وبلومنت وفلوريدا وكليوباترا وكانت فى الستينيات من القرن الماضى عبوات من عشر سجائر وتطورت ليصبح منها عبوات ذات عشرين سيجارة.

وكان بعض المدخنين من محدودى الدخل يشترون سجائر “فرط” أى سيجارتين أو أربعة، وأخرون ممن كان سعر السجائر يرهقهم كانوا يلجأون للسجائر “اللف” حيث كانوا يشترون علب دخان سجائر و “ورق بفرة” ليضعوا بها الدخان” ولفها ولصقها بألسنتهم لتصبح سيجارة موفرة يدخنونها.
ومع مرور السنين وتقريباً مع الانفتاح الاقتصادى بدأت تظهر السجائر الأجنبية المستوردة وكان يحملها كثيرون من العاملين بالخارج عند عودتهم لمصر لقضاء إجازاتهم.
وبدأ الإقبال على السجائر الأجنبية لسوء تصنيع السجائر المحلية كما أصبح تدخين السجائر الأجنبية من قبيل التفاخر وكثيرون كنت تجدهم أثناء سيرهم ممسكين بعلبة سجائر أجنبية فى أيديهم علامة على التميز، والثراء، وكانت محط انتباه البعض ووسيلة للتغرير بفتاة تطمح للارتباط بشاب ميسور، وكان حمل علبة سجائر أجنبية يوحى للبعض بهذه الصفات التى يملكها حاملها.
وفى نهاية سبعينيات القرن الماضى، إندثر مشترو السجائر “الفرط” لتحسن الدخل وأصبح كثيرون يدخنون السجائر الأجنبية لسعرها الذى أصبح فى متناول متوسطى الدخل.
ولكن الأمور لم تستقر حيث تم رفع أسعار السجائر الأجنبية من أجل دعم توزيع وبيع السجائر المحلية ثم أصبح المدخنون مستهدفين عند الحاجة لمساندة خزينة الدولة فى أسرع وقت، ومع تدنى الأحوال الاقتصادية واختفاء أنواع كثيرة من السجائر المحلية، صارت سجائر “كليوباترا” فى الصدارة، ولجأ إليها من قاطعوا السجائر الأجنبية لارتفاع أسعارها المتوالى.

ومنذ مدة من الوقت تم إطلاق اسم التدليل الساخر “كوكو الضعيف” على سجائر كليوباترا، وعلى الرغم ذلك ظل مدخنيها مستهدفين لمساندة خزينة الدولة.

ولم تكن الشركة المنتجة لسجائر “كوكو الضعيف” تكتب على علب السجائر تاريخ الإنتاج، أو السعر، حتى لا يضار التجار الذين يقومون بتخزين كميات كبيرة، وخاصة عندما تسرب لهم “مصادر مطلعة” بنية رفع الأسعار فى وقت محدد مسبقاً، ناهيك عن السجائر المصنّعة تحت “بير السلم” ويظهر اختلاف حجمها عن السجائر الرسمية، وكذا السجائر المهربة من الخارج وتباع ناحية ميدان رمسيس ويرتدى بائعوها طاقية الاخفاء حتى لا تراهم الرقابة.

طالع المزيد:

بيان من الشرقية للدخان حول زيادة اسعار السجائر

ومؤخراً قامت الشركة بطبع سعر السجائر على العلب فمثلاً كليوباترا بوكس مطبوع قيمتها ٢٢ جنيها ولكنها كانت تباع بسعر ٢٥ جنيها جهاراً نهاراً، ومع آخر زيادة تباع بـ 27 جنيها برغم عدم تعديل السعر المطبوع على العلبة.

أما السجائر الكليوباترة السوبر مطبوع قيمتها بـ٢٣ جنيها وتباع بـ ٢٧ جنيها ومع أخر زيادة تباع بـ٣٠ جنيها.

وعلى الرغم من تواجد الكثير من علب السجائر المتداولة بالسوق وتحمل السعر المطبوع عليها إلا أن ذلك يبدو أنه تسبب فى عدم ارتياح خفافيش صناعة وتجارة السجائر فطبعوا على علب السجائر فى مكان السعر عبارة مضحكة تقول ( لمعرفة سعر المستهلك أمسح QR ) ومسحت كتير ولم أعرف.

وما يتعرض له المدخن المصرى من تحمله مساندة خزينة الدولة طواعية يستدعى من الدولة حمايتة من سمسارة الصناعة والتجار اللصوص، الذين يحصلون منا على ما يفوق مساندتنا لخزينة الدولة .

وأخير نبعث برسالة طمأنة لعشاق “كوكو الضعيف” حيث أكد إبراهيم إمبابي رئيس الشعبة العامة للدخان والسجائر، باتحاد الصناعات المصرية، إنه لا صحة لتوقف الشركة الشرقية للدخان عن طرح أي من منتاجتها بالسوق المحلي، مشيرا إلى أن مصانع الشرقية للدخان تعمل بطاقتها الإنتاجية كاملة ولا يوجد لديها أي مصنع توقف عن الإنتاج، كما إنها تمتلك مخزونات من التبغ المستورد لتأمين انتاجها من كافة انواع السجائر.

وزيادة فى الخدمات التى نقدمها عبر موقعنا بـ “بيان” إليكم جدول بأسعار سجائر “كليوباتر” المختلفة، مع تمنياتنا أن تقلعوا جميعا عن التدخين.

زر الذهاب إلى الأعلى