صدام حسين خطط لتفجير سفينة لإغلاق قناة السويس.. اعترافات ضابط مخابرات عراقى

كتب: على طه

سالم الجميلي كان يشغل منصب المدير السابق لشعبة أميركا في مخابرات البعث العراقي، على عهد الرئيس العراقى الأسبق صدام حسن.
الجميلى فتح خزينة أسراراه لصحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية، وكشف الكثير من الأسرار، فى حواره مع غسان شربل، الصحفى بالجريدة، التى تنشر الحوار على حلقات.
وفى حلقة اليوم 11 من مايو الحالى تحدث، رجل المخابرات السابق فى عهد النظام “الخائف والمخيف” كما تصفه مقدمة الحلقة، وجاء ذكر مصر، وكيف لم يكن ليتورع “صدام” ونظامه فى فعل أى جريمة ضد الأعداء والأصدقاء، وما رواه رجله جعل محرر الصحيفة يؤكد: “أصابتني روايات سالم الجميلي، مدير شعبة أميركا في المخابرات العراقية، بنوع من الذهول”.. وأضاف المحرر:
لن أشرح الأسباب وأفضّل أن أتركه يروي.
ومن ضمن ما قاله الجميلى لصحيفة “الشرق الأوسط”:
” أعدت المخابرات العراقية أيضاً خطة لتفجير سفينة مفخخة في قناة السويس بهدف تعطيل الملاحة فيها، وها هو الجميلي يسترجع القصة.

سالم الجميلي المدير السابق لشعبة أميركا في مخابرات البعث العراقي
سالم الجميلي المدير السابق لشعبة أميركا في مخابرات البعث العراقي

تم إعداد مخطط لإغلاق القناة من خلال تفجير باخرة محملة بالحديد السكراب والإسمنت في منتصف قناة السويس لمنع مرور القوات الأميركية فيها. تم شراء الباخرة من ميناء مومباي في الهند من قِبل دائرة المشاريع في جهاز المخابرات بإشراف مدير الشعبة (س.ع.ت). كان من المقرر تحميلها بالإسمنت من ميناء عدن في اليمن، حيث تواجد الفريق المخابراتي المكوّن من 14 ضابطاً، بينهم ضابط انتحاري من دائرة العمليات الخاصة. وكانت الخطة تقضي بوضع 100 كلغ من المتفجرات شديدة الانفجار في مكان يؤدي إلى إغراق السفينة فوراً وسط القناة. استكملت كل مراحل التخطيط في ميناء عدن بإشراف ضابط المخابرات (ح.ك.ح) وكان يحمل اسماً مستعاراً هو سعد عبد العزيز.
خطط العراق لتفجير سفينة في قناة السويس لمنع القوات الأميركية من استخدامها (رويترز)

طالع المزيد:

شبيه الشيطان.. ابن صدام حسين الذى ليس من صلبه يروى حكايته المثيرة

«صدام حسين» في عيون أعدائه بعد مرور السنوات.. خبايا وأسرار

أشير هنا إلى أن الضابط الانتحاري كان قد ترك وصية تتعلق بالاهتمام بعائلته المكوّنة من زوجته وابنته في حال استشهاده، إلا أن مدير الجهاز أعطاه حق القفز في مياه القناة لحظة التفجير والتوجه إلى السفارة العراقية في القاهرة التي تسلّمت أمراً باستقباله وتسفيره فوراً إلى بغداد.
ووضعت خطة كي يكون الضابط في نقطة تسمح له بالقفز سالماً في لحظة الانفجار.

سالم الجميلي المدير السابق لشعبة أميركا في مخابرات البعث العراقي
سالم الجميلي المدير السابق لشعبة أميركا في مخابرات البعث العراقي

لم يكن الإسمنت متوافراً في اليمن؛ لذلك جرى تحميل السفينة بكميات كبيرة من الحديد السكراب، وكان ذلك من أسباب تأخرها عن التحرك في الوقت المحدد. قبل يوم من مغادرة السفينة باتجاه قناة السويس أمر الرئيس صدام حسين بوقف العملية. ونظراً لعدم وجود اتصالات بين بغداد والخارج اضطر أحد ضباط المخابرات (خ.ش) إلى السفر إلى عمان لتأمين الاتصال بالمسؤول عن العملية في عدن، والطلب إليه إعادة الباخرة إلى الميناء في حال كانت انطلقت منه؛ وذلك لأسباب تتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بوقف النار والتزام العراق بإيقاف كل الأعمال العدائية والإرهابية في الخارج. ولحسن الحظ كانت السفينة ما زالت في ميناء عدن. لو نفذت العملية لترتب على العراق دفع تعويضات بمليارات الدولارات.

بعد صدور أمر إيقاف العملية كانت المهمة الأصعب هي نزع المتفجرات من الباخرة والتخلص منها في البحر وإفراغها من الحمولة وتغيير اسم الباخرة، وقد استلزم ذلك نحو ستة أشهر. كان قبطان السفينة يونانياً وطاقمها هندياً، لكنهم لم يعرفوا ما يدور على السفينة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى