طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (6) إرتداء عبد الناصر وعامر للملابس المدنية ليلة الثورة 

بيان

ظل أعداء عبدالناصر ينتظرون طويلا، فرصة للتشكيك في دوره الهام والمحورى لقيام ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢، حتى أتت لهم فرصة اعتقدوا أنها ذهبية.
بصدور مذكرات قام بالتقديم لها أعدى أعداء عبدالناصر وهو المؤرخ الدكتور عبدالعظيم رمضان، بعنوان أوراق يوسف صديق وذلك عام ١٩٩٩ وصدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وتضمنت هذه المذكرات معلومة غريبة جدا لم يسمع عنها أحد من قبل.
ففى صفحة ١٠٩ من المذكرات (وهى المرفق الأول بهذا المقال) ، وردت عبارة يقول فيها يوسف صديق إنه وجد بعض ضباطه وجنوده يحيطون برجلين يرتديان ثيابا مدنية (قمصان بيضاء وبنطلونات)، وتجرى بينهم مشادة كلامية فلما اقترب صديق منهما ليتبين الوجوه فى الظلام رأى عجبا، فلقد كان الرجلان (جمال وعبدالحكيم).


والتقط كل أعداء عبدالناصر هذه الكلمات ليوسف صديق وطافوا الدنيا بها، ليؤكدوا أن عبدالناصر بعد إفتضاح أمر الثورة حاول التنصل من المسؤلية، وذلك بارتداء ملابس مدنية تنفى أى علاقة له بالثورة.

وقبل أن أقدم الأدلة الدامغة الموثقة (كعادتى) لابد من توضيح عدة أمور
الأمر الأول:
كانت تعليمات جمال عبد الناصر، لرجال الثورة تنص على القبض على ضباط الجيش بداية من رتبة بكباشى (مقدم ) ومايعلوها، إبتداءا من الساعة الواحدة من صباح يوم الأربعاء ٢٣يوليو ١٩٥٢، وهو تاريخ تحرك الضباط الأحرار للسيطرة على قيادة الجيش.
وجمال عبدالناصر بعد أن علم بكشف رجال الملك فى الجيش لأمر الثورة، تحرك هو وعبدالحكيم عامر قبل الثانية عشر ليلا، لمحاولة الاستعانة بقوات تابعةللأحرار، لاستباق قادة جيش الملك والقبض عليهم .
فلماذا يرتدى ناصر الملابس المدنية خشية القبض عليه من قوات الأحرار ولم يحن بعد موعد التحرك وهو الواحدة صباحا؟!.
الأمر الثانى:
كيف كان عبدالناصر وعامر سيدخلان أى قشلاق عسكرى بالملابس المدنية، كى يستعينا بقوات تسبق تحرك ضباط الملك؟
الأمر الثالث:
لماذا يقبض ضباط وجنود يوسف صديق على عبدالناصر وعامر طالما لايرتديان الملابس العسكرية؟
وهل من الممكن القبول باعتقال ضباط وجنود يوسف صديق لأشخاص مدنيين؟
الأمر الرابع:
كانت تعليمات عبدالناصر بالقبض على كل بكباشى أو أعلى منه فلماذا إذن يرتدى عبدالحكيم عامر الملابس المدنية ورتبته صاغ (رائد) وهى أقل من رتبة بكباشى؟
…………………………..
والآن أنتقل إلى الأدلة القاطعة التى تنفى أكذوبة إرتداء ناصر وعامر للملابس المدنية…..

الدليل الأول:

هذا الدليل قدمه بنفسه د.عبدالعظيم رمضان وفى مذكرات يوسف صديق ذاتها.
فقد أورد فى صفحة ١٢٩ من المذكرات مقال اللواء جمال حماد (وهو أشد المختلفين مع عبدالناصر) بعنوان: (لماذا التشويه في احداث ليلة الثورة) ، وهذه الصفحة مع صفحة ١٣٣ تمثل المرفق الثانى بهذا المقال.
ويؤكد جمال حماد فى صفحة ١٣٣ استحالة تصديق الإدعاء بأن عبدالناصر وعامر كانا بالملابس المدنية، وذلك نظرا لتفكير جمال عبد الناصر بالاتجاه إلى ألماظة للاستعانة بأقرب قوات، وهى قوات كمال الدين حسين، للانقضاض على قادة الجيش فى كوبرى القبة، وكان ذلك بالطبع قبل لقائهما بيوسف صديق.
وأضاف جمال حماد دليلا قاطعا فى نفس الصفحة ١٣٣ وهى أن الملازم ثان محمد متولى غنيم، والذى ألقى القبض على جمال عبد الناصر عند اقترابه من طابور كتيبة مدافع الماكينة الأولى، قال إن سبب القبض على عبدالناصر إنما يعود إلى رؤيته له مرتديا الملابس العسكرية برتبة المقدم، وكانت الأوامر الصادرة إليه من قائده يوسف صديق تقضى بالقبض على رتبة بكباشى فما فوق.
وهذا المقال لجمال حماد تم نشره في جريدة الأهرام بتاريخ ٢٣يوليو ١٩٩٠ صفحة ٧.
وهو المرفق الثالث بهذا المقال.

 

…………………………………….
الدليل الثانى:

وهذا الدليل قدمه أيضا بنفسه د.عبدالعظيم رمضان وأورده فى نفس مذكرات يوسف صديق ذاتها، وهو مقال للسيد خالد محيى الدين نشر في جريدة الأهالى بتاريخ ٢٤يوليو ١٩٩٦، وموجود بمذكرات يوسف صديق فى صفحة ١٢٦ و ١٢٧و ١٢، ويؤكد فيه خالد محيى الدين، استحالة تخلص عبدالناصر من المسؤلية في حالة فشل الثورة، عن طريق ارتداءه الملابس المدنية، لأن جمال عبد الناصر تورط أمام أعداد كبيرة من الضباط بصفته المسؤل الأول عن الحركة، ومقال خالد محيى الدين هو المرفق الرابع بهذا المقال.

……………………………..
الدليل الثالث:

هذا الدليل أورده الأستاذ حمدى لطفى فى كتابه بعنوان: ( ثوار يوليو الوجه الآخر ).
وذكر الأستاذ حمدى لطفى فى صفحة ١١٠ من الكتاب أنه أجرى حوار مع يوسف صديق عام ١٩٧١، ولكن يوسف صديق سمح له بنشره في يوليو ١٩٧٢.
وفى صفحة ١٢٢ من الكتاب يذكر يوسف صديق، أنه رأى أحد ضباطه وكان برتبة ملازم ثان واسمه (أحمد متولى غنيم )، يحاول القبض على جمال عبد الناصر لأنه برتبة بكباشى، أى أنه كان يرتدى الملابس العسكرية.
وفى صفحة ١٢٣من الكتاب يؤكد يوسف صديق أن جمال عبد الناصر تقدم طابور يوسف صديق فى سيارته الاوستن ليضيء الطريق، فكيف كان عبدالناصر سيتقدم الطابور وهو يرتدى ملابس مدنية؟
كتاب (ثوار يوليو الوجه الآخر تأليف حمدى لطفى والصفحات ١١٠ و١٢٢ و١٢٣)، هى المرفق الخامس بهذا المقال.

……………………………….
وهكذا.
قدمت بالأدلة القاطعة الموثقة نسف أكذوبة إرتداء عبدالناصر وعامر للملابس المدنية ليلة ثورة ٢٣يوليو….

……………………………………………………………………………………..طارق صلاح الدين

– الموضوع فصل من الكتاب المعنون بـ: ” عبدالناصر بلاتشويه” الجزء الأول، لكاتبه طارق صلاح الدين.

اقرأ أيضا فى هذه السلسلة:

طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (1).. مذبحة القضاء

طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (2).. منى عبدالناصر والسفير الإسرائيلى

طارق صلاح الدين يفند أشهر الأكاذيب التى تم إطلاقها على عصر عبد الناصر (3) حقيقة سرقة مجوهرات أسرة محمد على

زر الذهاب إلى الأعلى