منال قاسم تكتب: وحيدون داخل ذاتنا

تكنولوجيا التواصل الاجتماعي تمزق الروابط الاجتماعية.. كيف يتفاعل الناس مع التكنولوجيا وكيفية تأثير ذلك على العلاقات الإنسانية ؟
جميعا نمتلك هواتف ذكية وحسابات على مواقع التواصل فيسبوك وتويتر وانستجرام وغيرها، وأغلبنا على الأرجح قد يكون جالسا مع البعض فى مناسبات مختلفة متجاهلا أصدقائه أو أفراد من عائلته رغم وجودهم فى غرفة واحدة لماذا؟!.. لأنه منشغل تماما فى عالمه الخاص التكنولوجي الذى قد لايشعره بالوحده أو الملل أبدا، ولكنها ويالا السخرية من الممكن أن تجعلنا أقل انتباها لأقرب الأشخاص الينا وربما تجعل من الصعب علينا الاختلاء بأنفسنا ولو قليلا.
وكثيرين منا يخشون الاعتراف بذلك فنحيا بداخل أجهزتنا المحمولة التى نخشى إفساد علاقتنا بها إذا تعثر تطبيق ما أحد أهم التغييرات السلبية التى حدثت، ونلاحظها جميعا، إننا فقدنا القدرة على تحمل أوقات البقاء بمفردنا وبمجرد أن يكون لدينا لحظة فراغ سرعان ما نتجه للهواتف، فقدرة البقاء دون الهاتف تلاشت وانتهى زمن أحلام اليقظه أو تأمل ماحولنا أو حتى تأمل الذات.
انتهى بنا الأمر إلى أن ننظر للعالم من خلال شاشات المحمول، مشكلة تهدد جميع الفئات العمرية بقدر ماسهلت الكثير من الأعمال بقدر ما ابعدتنا عن بعضنا وعن أنفسنا، أصبحت الحياة بلا حوار مباشر مع الأهل والأصدقاء حتى مع النفس.
فالقدرة على البقاء مع نفسك هى أحد العناصر الهامة للنمو الذهنى والثبات النفسي، ربما لاتريد الناس أن تشعر بالملل، ولكن الحوار مع البشر لاغنى عنه الحوار مع إنسان وجها لوجه أفضل ألف مرة من الحوار من خلف الشاشات، فلا يجب أن نبخس العلاقات الاجتماعية قدرها، وإذا لم ننتبه لهذا الأمر، ونتوقف عنه لن يتطور لدينا الإحساس بالاستقلالية الذاتية ولن نستطيع إقامة علاقات شخصية أو مهنيه وسوف نفقد القدرة على التعامل مع الأمور الهامة في حياتنا.

اقرأ أيضا.. منال قاسم تكتب: نهر الحياة
وكيف لنا اتخاذ أى قرار إذا كنا نسند القرارات المتعلقة بحياتنا إلى جمهور الأصدقاء في مواقع التواصل؟!.
انتبهوا قبل أن ينفرط من بين أيدينا عقد الأيام قبل أن نحياها مع من نحب.

زر الذهاب إلى الأعلى