نصاب باع الترومواى ومغفل اشتراه.. حدث عندنا وليس فى إيطاليا
سردية يكتبها: شريف عبد القادر
بدأ عمل “الترام” فى إيطاليا عام ١٨٧٦ وفى هذا التاريخ، كانت يجره الخيول، وبعد 20 عام تقريبا، وفى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى بدأ عمل “الترام” بمصر عام ١٨٩٦ بالكهرباء ولا تجره الخيول مثلما بدأ فى إيطاليا.
كان “الترام” وسيلة نقل مريحة للركاب. ولكن فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى، لكن طقت فى دماغ الحكومة إلغاء الترام ورفع قضبانه بحجة توسعة الطرقات ومنع الإزعاج الذى يصدر عنه.
حتى مترو مصر الجديدة انقضوا علية ورفعوه من الخدمة ولم نقرأ تصريحا عن كيفية التصرف فى عرباتة، وقضبانه والقيمة التى تلقتها الحكومة لو كانت باعتة خردة.
كما اختفى قبل المترو، والترام، “التروللى باص”، أيضا فى ظروف غامضة.
وقبل أعوام قليلة، وخلال زيارة لكاتب هذه السطور لمدينة ميلانو الإيطالية، رأيت “الترام والتروللى باص” يشقان شوارع المدينة، ويعملان كوسيلة مواصلات بكفاءة كبيرة، ومظهر حضارى.
طالع المزيد:
– شريف عبد القادر يكتب: الموظف المرتشى ومديره
وعلى سبيل النزهة كسائح، استقليت الوسيلتين “الترام والتروللى باص”، فوجدت العربات من الداخل بحالة جيدة ومزودة بوسائل تدفئة تقى الركاب برودة الجو القارس.
ولم يصادفنى فى أى وقت أن رأيت فى هذه البلاد ولد شقى يقوم بجذب “السنجة” المتصلة بأسلاك كهرباء عالية، ليفصل عنه الكهرباء التى تشغله، أو تخرج “تلك السنجة من تلقاء نفسها” ويتوقف “الترام أو التروللى” كما كان يحدث عندنا، وكان ساعتها يضطر “الكمسارى” للنزول كى يضع السنجة فى مسارها، وتتصل بسلك الكهرباء، وتعود الوسيلة للعمل.
والمدهش أن محطات “الترام والتروللى باص” والاتوبيسات توجد بها يافطات استرشادية، مدون عليها أرقام كل وسيلة ووقت وصولها وتحركها، وكنت أنتظر غلطة وصول أو تحرك مختلف عن التوقيت المدون، لأقنع نفسى أن هذا يحدث فى كل البلاد، وليس عندنا فقط، إلا أن هذا لم يحدث، وفى كل مرة كنت أشعر بأسى لأحوال مواصلتنا.
وفى ذات الرحلة لمدينة ميلانو الإيطالية، كانت تذكرة مترو الأنفاق صالحة لمدة ساعتين ويمكن خلالها بعد مغادرة المترو استخدام التذكرة لركوب أى وسيلة نقل جماعى أخرى “أتوبيس أو ترام أو تروللى باص”.
وخلال اتصال فى وقت قريب بصديق مصرى يقيم فى إيطاليا منذ عقود سألته عن الترام والتروللى باص، فأجابنى بأنهما مازالا يعملان وتم تحديثهما لمواكبة العصر، وقام بإرسال عدة صور حديثة لهما.
وتندهش من الذى أقنع الحكومة المصرية فى وقت من الأوقات برفع “الترام والتروللى باص” من الخدمة بحجة توسعة الطرقات، فاختفت الوسيلتين، ولم ينته الزحام والتكدس، والذى حدث أن نصاب باع “الترومواى، ومغفل اشتراه، وهذه قصة حقيقية سجلتها السينما فى فيلم شهير.