للمحبطين.. د. إيمان عبدالله تضع خطة لاستعادة الشغف
كتبت: أسماء خليل
هناك فترات من الحياة يجد المرء نفسه نشطا طموحا، يتمنى لو كان اليوم أكثر من أربع وعشرين ساعة، وأحيانا يمر بفترات أخرى لا يجد فى نفسه أي دفعة معنوية داخلية، فيسير بالحياة مدفوعا بالفصور الذاتى، لا الطموح فى الحياة أو الإنجاز.
وربما يتنقل المرء من عمل إلى عمل، وكلما أنجز شيئا يقل شغفه فيه، ويحاول الانتقال إلى شيء آخر مبتدئا من نقطة الصفر، وحين الوصول يفقد الشغف مرة أخرى بالاستمرار،،
وفى الحديث الآتى تحاول “د.إيمان عبدالله” أستاذ علم النفس وخبيرة الإرشاد الأسري، التفريق بين فقدان الشغف والحماس المؤقت لـ “موقع بيان”، وتستهل حديثها بالقول:
“فقدان الشغف” يأتي بعد جرعة زائدة من الإنجاز والعمل ومن محاصرة النفس في عمل جاد جدا، أو إتمام المرور بتجربة جديدة كان بها نجاح، ثم بعد ذلك يخمد النشاط ويقل الشغف في الاستمرار ، ومن ثمَ نطلق على تلك الحالة انتكاسة،،
خطة لاستعادة الشغف
تطرح أستاذ علم النفس مجموعة من المُقترحات لعدم فقدان الشغف كالتالى:
– أولا : الجدول الزمني
حيث يستخدم ذلك الجدول الزمني للعلاج النفسي أيضا، فيتم به كتابة اليوم الذي سأبدأ به مشروعي أو العمل المُقدم عليه في تلك المرحلة، كأن يضع ٦ أشهر أو عام على سبيل المثال، لتكن فترة زمنية لتحديد شيء جديد سأقوم بعمله..
– ثانيا: مُرافقة المتحمسين
لا أبحث أثناء رحلتي لإنجاز أعمالي بذوي الطاقة السلبية المُحبطين، ولكن نبحث عن المتحمسين الذين يشجعون من حولهم بشغف،،
– ثالثا: الصبر والمرونة
حيث أن الاستعجال في الانتهاء من الأمر، يجعل الشخص لا يشعر بالاستمتاع حين الوصول ويقلل من شغفه، ويجعل ما يفعله ثقيلا عليه، وبالتالي لا يريد تكراره،،
– رابعا: شبكة العلاقات
إن شبكة العلاقات والصداقات المحيطة بالإنسان، دائما ما تشجعه وتثني عليه، ما يجعله يستمر ولا يفقد الشغف يوما،،
– خامسا: المقارنة السلبية
توجد مقارنة سلبية، وهي أن يقارن الشخص نفسه دائما بغيره، ويقلل قيمة نفسه، فتجده متسائلا بعد تمام أي عمل : “ماذا فعلت”؟!..فيجعله ذلك لا يكن متحمسا على الاستمرار، ولكن توجد مقارنة إيجابية، وهي أن يقارن الشخص نفسه بنفسه فيما مضى من حياته، ليرى ما تم إنجازه أفضل من فترات عمره السابقة..
– سادسا: مزيدا من الاهتمامات
لابد أن يخلق المرء مجموعة من الأشياء والنشاطات والتي لا يتوقف عنها، فيجد نفسه بعد إتمام أي عمل فريسة الفراغ فتسوء نفسيته ويصاب بالإحباط ويقل الشغف، ومن تلك الأنشطة القراءة، وعمل النقوش والزخارف وصناعة المحتوى بوسائل التواصل، وتطبيق ما يتعلمه بشكل عملي، والاستفادة من النقد البناء بشكل إيجابي، لكي يزيد من الشغف ..
– سابعا: عرض الإنجازات
لابد فور الانتهاء من أي إنجاز، عرض نتائجه على الناس وليكن عبر وسائل التواصل، فتزيد تعليقاتهم من ثبات الإنسان على ما يفعل، وعدم إصابته بالإحباط بل والاستمرار..
فقدان الشغف المرضي
تواصل خبيرة الإرشاد الأسري حديثها، بأن هناك نوع آخر ليس مؤقتا، بل يستمر لمدة طويلة؛ وهو “فقدان الشغف المرضي”، وتتبدى ملامحه بالفتور واللامبالاة من الاستمرار أو عمل إنجازات أخرى، فقدان الحماس والشغف بشكل دائم، وكره ممارسة أي أنشطة، وكذلك “التسويف المستمر”، ومن أهم السمات كذلك اليأس والعصبية، وعدم الرضا والانعزالية، وأيضا يؤدي الإرهاق المزمن والتعب المستمر إلى تأصيل تلك الحالة،،
الاحتراق النفسي
تشير د.إيمان إلى أن هناك مصطلح، قام بتأصيله، علماء النفس؛ وهو “ الاحتراق النفسي”، حيث يصبح أي عمل يقوم به الشخص في تلك الحالة عبء وثِقل على عاتق صاحبه، لمروره بظروف اجتماعية صعبة، وغياب التحدي.
وربما يكن من أسباب الاحتراق النفسي الإصابة ببعض الأمراض، أو المرور بتجارب سلبية أثناء تحقيق الهدف الأخير، تغير القناعات، هنا يكون المعنى الحقيقي لكل تلك الأعراض هو “الاكتئاب”، ولابد له من علاج نفسي، لكي لا يستمر الإنسان في الاحتراق النفسي، وبالطبع توجد علاجات مساعدة.
وللحديث بقية،،
اقرأ أيضا:
– رحلة داخل أعماق القاتل.. هل هو مختل عقليا ؟!.. د. إيمان عبد الله تجيب (1من2)
– رحلة داخل أعماق القاتل.. هل هو مختل عقليا ؟!.. د. إيمان عبد الله تجيب (1من2)