رفعت رشاد يكتب: تعذيب الأضاحي

بيان

هذه القضية التى يتناولها المقال التالى لم يتم تناولها بهذه الكيفية فى مصادر عربية، وكنا نطالعها فى الغرب، عندما يدافع بعض نشطاء حقوق الحيوان عن الضحية، بمحاولة إسقاط “السنة الإبراهيمية” كلية، وهو الأمر الذى يقابله المسلمون بالرفض، لكن يأتى هذا المقال لكاتبه الصحفى الكبير رفعت رشاد، ليناقش القضية بهدوء وروية، طالبا الرحمة للحيوان الأعجم، وهو ما يحث عليه ديننا، وكل العقائد الصحيحة.. طالع نص المقال فهناك تفاصيل وافية.بعد أيام يحل عيد الأضحى الذى يستمد اسمه من ارتباطه بالتضحية بكبش أو خروف أسوة بأبى الأنبياء إبراهيم.

يستهلك المسلمون فى عيد الأضحى ملايين الكباش والعجول بذبحها فى سبيل التضحية.

هذه الملايين من الخراف والمواشى تؤثر بشدة على الثروة الحيوانية بما يُنقص منها كثيراً، ليس فقط فى مجال اللحوم وإنما أيضاً فى مجال الألبان، وبسبب الأعداد الكبيرة التى تُذبح فإن أسعار اللحوم ترتفع بنسبة كبيرة، بل إن أسعار الذبائح وصلت هذا العام إلى أرقام مذهلة.

أتساءل: لماذا لا يتدخل رجال الدين لتقنين مسألة الأضاحى بما يتناسب مع صحيح الدين وفى نفس الوقت مع مصلحة الناس والدولة.

تستورد مصر كميات كبيرة من اللحوم ولم تصل من قبل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتى، نشاهد مقاطع من خطاب للرئيس الراحل جمال عبدالناصر يخاطب فيه الشعب المصرى قائلاً: «انتوا بتاكلوا لحمة من الصين والأكوادور والبرازيل ومن دول أخرى».

أى أن مشكلة توفير اللحوم تمتد إلى الماضى، فلماذا لا نفكر بطريقة مختلفة ونعالج هذه المشكلة بشكل يجعلنا نحقق الاكتفاء الذاتى؟، وفى ظل هذا الغلاء هل نتمسك بأن يضحى كل مواطن حتى لو لم يكن قادراً؟.

المشهد الأكثر إيلاماً فى يوم التضحية هو مشهد ذبح الخراف والعجول نفسه، حيث يتلذذ الجزارون بتعذيب الحيوانات. بعد تجميع الحيوانات أمام محال الجزارة فإن العجول خاصة يتم ربطها من رقبتها فلا تُترك لها مساحة ولو قليلة لتحريك الرأس، وهذا يحدث أيضاً عند نقلها فى سيارات نقل غير مجهزة، فيربطها الجزار فى حديد السيارة وتتخبط طوال الطريق.

تبيت العجول أمام محال الجزارة وفى الصباح عندما يبدأ الذبح تشاهد كل العجول رفاقها التى تُذبح أمامها وهى مسألة تخالف تعاليم الدين والرحمة.

إذا كان لدى الجزار عشرون عجلاً، فكلها تراقب كيف تم ذبح رفاقها.

العجول وكل الحيوانات تشعر وتحس وتتألم، بينما الإنسان الذى يحمل الرسالة والأمانة لا يشعر بمشاعر الحيوان ولا يرحمه حتى فى لحظاته الأخيرة.

عند اختيار عجل للذبح فإن الجزارين يتجمعون لشل حركته والسيطرة عليه لإسقاطه على الأرض، وهو يقاوم فزعاً محاولاً الهروب لإنقاذ روحه، وخلال ذلك يكون المشهد مؤلماً بدرجة عالية، فلماذا لا يكون الذبح بطريقة رحيمة ولا يكون الحيوان قد انتبه لما يُدبَّر له.

شاهدت مرة فيديو صوره أحدهم أثناء قيامه بالذبح ووجدته يتفاخر بأنه أسقط العجل الذى حاول الهروب!! بينما شعرت بألم لهذا الحيوان الذى لا ذنب له إلا أنه ضحية جزار أو مواطن مصرى ليست مهنته الجزارة وبالتالى يتسبب فى ألم الحيوان.

نتشدق بأننا رحماء نتصرف بمشاعر إنسانية ودينية راقية وهذا ما لا أراه فى مسألة ذبح الأضاحى. تتعامل دول العالم بطرق حديثة لذبح الحيوانات، بحيث لا تشعر تلك الكائنات التى خلقها الله بألم، ولا تتنبّه إلى مصيرها فيصيبها الخوف والفزع.

أطالب علماء الدين بإيجاد أرحم الطرق لذبح الأضاحى كما قال الدين.

وأطالب المحليات بأن تُلزم الجزارين بالذبح فى المجازر المجهزة لكى لا يتألم الناس من مشاهد الذبح، ولإنقاذ الشوارع من بحور الدماء التى تتخلف عن عملية الذبح؟، هذه ليست مشكلات صعبة، بل يمكن حلها إذا قام أولياء الأمر من علماء الدين والمحافظين بدورهم.

زر الذهاب إلى الأعلى