اختفوا فى ظروف غامضة.. حكايات ضحايا احتجاجات كولومبيا وأقوال ذويهم

كتبت: أسماء خليل

اختفى كثير من المتظاهرين في اضطرابات واحتجاجات كولومبيا؛ إذ بلغ عدد المختفين منذ اضطرابات أواخر إبريل حتى الآن سبعة وسبعين شخصًا.

وأفاد تقرير نشرته صحيفة “الجاردين” البريطانية أن تلك الأحداث تعود إلى خروج المتظاهرين إلى شوارع المدن الكولومبية في أواخر أبريل الماضى، مطالبين الحكومة بمعالجة عدم المساواة الراسخ ، وتم الإبلاغ عن مئات الأشخاص في عداد المفقودين، وظهر بعضهم في النهاية بعد احتجازهم لعدة أيام في حجز الشرطة خارج نطاق القضاء.

وأضافت الصحيفة أنه لم يُرَ آخرون مرة أخرى؛ فقد اختفى 77 شخصًا منذ بداية الاضطرابات. كان بعضهم من المتظاهرين ، ويبدو أن البعض الآخر لم تكن لهم صلات بالمظاهرات.

وأعادت حالات الاختفاء ذكريات أحلك أيام الحرب الأهلية في البلاد، والتي اختفى خلالها آلاف الأشخاص قسرا على أيدي الجيش والجماعات شبه العسكرية اليمينية والمقاتلين اليساريين.

ورصدت “الجارديان” مجموعة من حالات الاختفاء الغامضة، وذكرت الصحيفة حالة “دوفان باروس” البالغ من العمر 17 عامًا، فقبل اختفائه من منزله في حي مضطهد في بوجوتا لحضور مظاهرة مناهضة للفقر ، طلب من والدته، دولوريس باروس ، أن تعد له عصير فواكه، ورفضت قائلة: “سأنتظر عندما تعود لنكون سويًّا” كان ذلك في 5 يونيو ، ولم يعود أو يرى باروس منذ ذلك الحين.

وقالت “دولوريس باروس” أمه للصحيفة : “لقد ذهب إلى الاحتجاجات لدعم القضية ، والنضال من أجل حقوقه ، وهذا آخر ما أعرفه..“أنا فقط بحاجة إلى ابني.”

وأضافت “الجارديان” كما اعتقلت شرطة مكافحة الشغب في كولومبيا متظاهرًا في أواخر يونيو، حيث شوهد آخر مرة من قبل بعض أصدقائه في بورتال دي لاس أميريكاس ، وهي محطة حافلات في العاصمة الكولومبية أطلق عليها منذ ذلك الحين اسم Portal Resistencia من قبل المتظاهرين الذين دخلوا فى قتال ضد الشرطة كل ليلة تقريبًا منذ بدء المظاهرات.
وأوردت الصحيفة حالة أخرى فقالت: “كان يرتدي قميصًا أصفر اللون وبنطالًا أسود وقبعة سوداء وحذاءًا أسود”.

وواصلت: “قال أبيه : “أحتاجه هنا ، لا أعرف ما إذا كان قد أكل أم أنه بارد”.. “لا يمكن لأحد أن يتخيل مدى يأسى.”

ويبحث والده كل يوم، في الشرطة والمستشفيات والمشارح بحثًا عن أثر يدله على ابنه ، لكنه وجد أن السلطات لا تستجيب. قال له أحد ضباط الشرطة: “يموت الناس كل يوم في بوغوتا”

قال الرجل : “ أنا متأكد من أنه إذا كان لدي المال ، فإنهم سيبحثون عنه في كل مكان؛ لكننا في كولومبيا.”

ولا تزال نشرات الأخبار تظهر الشوارع المليئة بالدخان والمناوشات على أطراف المدن في جميع أنحاء البلاد.الأحداث كما هي؛ متظاهرون ملثمون في الخطوط الأمامية يقطعون الطرق ويطلقون الحجارة على شرطة مكافحة الشغب المدرعة التي ترد بالغاز المسيل للدموع . كما تم قتل 44 متظاهرًا على الأقل على أيدي الشرطة ، وفقًا لجماعات حقوقية محلية.

وفي البيانات الأخيرة ، صنف مكتبا المدعي العام في كولومبيا وأمين المظالم المعني بحقوق الإنسان المختفين على أنهم أشخاص لا مكان لهم. يقول نشطاء حقوق الإنسان إن اللغة الملطفة تعكس اللامبالاة المقلقة للقضية.

زر الذهاب إلى الأعلى