خبيرة علم نفس تكشف للحوار الوطنى أسباب زيادة العنف الأسري وتقدم توصيات وحلول
كتبت: أسماء خليل
ناقش الحوار الوطنى، المنعقد بقاعة المؤتمرات، موضوع “العنف الأسري”، بحضور لفيف من المتخصصين بعلم النفس والإرشاد الأسري والتربوي، وذلك من خلال لجنة التماسك الأسرى المجتمعى، التى شاركت دكتورة “إيمان عبد الله” أستاذ علم النفس- فى أحدث جلساتها، وأوضحت من خلال الكلمة التى ألقتها جوانب مشكلة العنف السرى المتزايد فى المجتمع المصرى، خاصة خلال السنوات الأخيرة، وطرحت بعض الحلول والتوصيات لمعالجتها.
وقدمت “عبد الله” مجموعة من الأسباب والتوصيات، التي من شأنها محاولة تقليل العنف الأسري، مرورا بنصائح هامة لكل أسرة مصرية؛ موضحة أن العنف الأسري تتم ممارسته كسلوك داخل الأسرة، وسلوك في العلاقات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية.
قالت “عبد الله” إن “لا أحد ينكر أن العنف موجود داخل الأسرة الواحدة، منذ القدم منذ وجود قابيل وهابيل على الأرض، ولكنه الآن وبالآونة الأخيرة، أصبح يدق ناقوس الخطر؛ حينما يكون هناك جريمه تسمى الجريمه الأسرية، فهذا يعني الكثير ومدعاة للتساؤل”.
ملفات شائكة
واستكملت أستاذ علم النفس، بأن ذلك الملف شائك يحمل في طياته العديد من القضايا، ضد الأسرة وضد الطفل.. ضد المرأة، كختان الإناث وحرمان المرأة من الإرث، وأيضا عدم تعليم الإناث، وهجر الزوج لزوجته، وترك المرأة وحيدة في الدنيا، أو بأحد السجون لكونها امرأة معيلة لبيتها، وكل تلك القضايا تتصدى لها الدولة، وعلى رأسها سداد ديون الغارمات.
ترى خبيرة الإرشاد الأسري، أن العنف يتم ممارسته كسلوك مُعتاد؛ بسبب مشاهدته بصورة متكررة أمام مرأى من الجميع بالشوارع، ووسائل السوشيال ميديا، وكذلك يوجد عنف شخصي خطير يتم ممارسته داخل الأسرة، حيث “الإهمال” الذي يجعل جيل بأكمله هشًّا من الناحية النفسية.
طالع المزيد:
– مع دخول الصيف.. د. إيمان عبدالله تحذر من «متلازمة الحرارة والحمى النفسية»
– للمحبطين.. د. إيمان عبدالله تضع خطة لاستعادة الشغف
وتشير د.إيمان إلى أشكال العنف المتعددة، وتصنفه إلى بدني ومعنوي، فسوء المعاملة والتعسف والإساءة داخل الأسرة، من أهم الملفات المطروحة للمناقشة، وكذلك ملف تشريد المرأة، فهي قد لا تجد مأوى وتظل شريدة مشردة، حتى تحكم المحكمة وتنفذ أحد القوانين الخاصة بها، وليس أسوء من استخدام الأطفال كسلاح في يد أحد طرفي الزوجين في حال الانفصال، وكذلك المفاهيم الخاطئة التي تحث على تدني شأن المرأة، من أمثلة اتباع المنهج التربوي الخاطئ “اكسر للبنت ضلع يطلع لها 24”.
أنواع العنف
وتردف أستاذ علم النفس، بأن هناك عنف مباشر وعنف غير مباشر؛ فالعنف المباشر كالقتل والإيذاء الجسدي والاغتصاب، وحرمان الزوجة من حقها الشرعي وعمالة الأطفال وتسريبهم من التعليم، أو الإساءة بشكل غير مباشر كالأفكار الخاطئة للمفاهيم الدينية عند بعض الناس، وخاصه تعدد الزوجات، الذي كان له تفسيرا مختلفا في الجاهلية، أما في الإسلام فهناك اختلاف تام؛ إذ استخدمه الرجل بشكل خاطئ في التعداد، ولم يكمل حكمة الله – سبحانه وتعالى- منه؛ إذ أن له شروطا، أهمها العدل وإن خاف الرجل فيكتفى بواحدة.
حلول وتوصيات
أوصت د.إيمان- على هامش الحوار الوطني- بعدة نصائح؛ أولها منع العنف الموجه للمرأة، والتأكيد على القوانين التي سنتها الدولة للتصدي لتلك المشكلة، وكذلك تعداد الزوجات الغير مبرر، لأن المرأة هي عماد البيت والأسرة، وعدم خصام المرأة من قِبَلِ الرجل وهما بنفس المنزل بهجرها، وكذلك الكف عن المشاحنات المستمرة، واستخدام الأطفال كسلاح، ولابد من وضع استراتيجية لحل المشاكل ما بين الزوجة والأبناء، فلا أحد يربي التربية الإيجابية بما توارثه من الكبار، إذ لابد على الجميع من السعي والبحث، ومشاركة المرأة في ذلك الدور التربوى، فلا ينبغي أن تجلس مثل المنضدة ولا تنبس بكلمة واحدة.
كن إيجابيًّا
وشددت أستاذ علم النفس، على ضرورة عدم التخاذل، وذلك بعدم السكوت عن الجرائم ولو البسيطة، بإخبار الأجهزة الرسمية،لأنها الجهات المسؤولة وتستطيع أخد القرار الصائب، وكذلك لتقويم الانحرافات الغير سوية والتي لا يمكن تجاوزها في المنزل بالسكوت عنها، كما ينبغي زيادة الوعي ومحو الجهل وارتفاع المستوى التعليمي والثقافي عند بعض الناس، لأن الجهل يجعلهم يتعاملون مع بعضهم البعض بشكل سيء جدا.
ونصحت استشاري العلاقات الأسرية بالبعد عن الإدمان، والانعزالية التي سببها الإنترنت؛ لأن كل فرد يجلس بمفرده ولا يشاركه أحد، ولابد – أيضا- من محو الأمية الإلكترونية كواحدة من أهم الأسباب، التي تقلل من العنف الأسري.
إعلام هادف
كما نوهت على محاولة مشاهدة الأفلام الوثائقية، التي تحث الشباب على الحماس وترك المخدرات، لا الأعمال الدرامية التي تساعد على النقيض، لأن الشباب يقضون معظم أوقاتهم اتصالا بالإنترنت، على وسائل التواصل الاجتماعي، وأكدت على ضرورة إنتاج أفلام قصيرة وأفلام كرتون تخص الأسرة المصرية الأصيلة، للوقايه من الخلافات وتداعياتها، وذهاب الأسرة إلى مراكز تدريب خدمات العلاج العائلي، وإنشاء مراكز لمحو الأمية، وصندوق للمتدربين، ومساعدة الأسر الفقيرة، كذلك عقد ندوات لكي يفهم الجميع مخاطر بعض المشكلات التي لا تتبدى لنا في الإعلام، سوى في الظاهر فقط، كأن يُظهر أحد المسلسلات أن الذي يتزوج اربعة نساء سعيدًا جدا، بينما لا يتم تسليط الضوء على شعور تلك الزوجات، اللاتي تشعرن بألم نفسي وتعانين كثيرًا.
وأكدت خبيرة الإرشاد الأسري، على ضرورة رفع الوعي الديني، وتوفير جهة رسمية يلجأ إليها كلا الطرفين الزوج أو الزوجة، وتكثيف الندوات والمحاضرات، لكي يتعرف الشباب حقوقهم وواجباتهم، من احترام متبادل وعدم التسلط بين الطرفين، ولابد من عدم الزواج إلا بعد وجود شهاده يكون فيها فحص كلي للطرفين، من الناحية العقلية والنفسية والطبية، ومنها الأمراض الوراثية التي ربما تتسبب في قتل زوج لزوجته يوم الدخلة.