مندوب فلسطين يناشد الأمم المتحدة بوضع إسرائيل على قائمة العار

كتبت – مونيكا مكرم الله

أكد السفير مهند العكلوك، مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية، أن جنين تقاوم، وأن الشعب الفلسطيني يتعرض كل يوم إلى حرب إسرائيلية شاملة، أمام أعين المجتمع الدولي القابع بين العجز المُزمن والانحياز الظالم، قائلا : “سيسجل التاريخ في صفحات مخجلة أن شعباً فلسطينياً مقاوماً مناضلاً يُصر على الدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته ومقدراته، ويخذله دُعاة القانون الدولي وحقوق الإنسان والشرعية الدولية، وأولئك ليسوا عمياً تماماً بل يرون بعين واحدة ومعايير مزدوجة” .

اقرأ أيضا.. عاجل.. استشهاد 3 أطفال في قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدينة جنين

جاء ذلك خلال الدورة ١٥٩ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوي المندوبين الدائمين ، والذي كان اجتماعا استثنائي على إثر الهجوم الاسرائيلي الغاشم على جنين وسقوط العديد من الشهداء والمصابين ، وذلك بحضور السفير محمد ولد اكيك الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون القانونية بجامعة الدول العربية ، والمندوبين الدائمين بالجامعة
وناشد مندوب فلسطين الدول العربية والغربية، أن تساهم في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، من خلال تقديم مرافعات قانونية خطية لمحكمة العدل الدولية قبل تاريخ 25 يوليو الموعد النهائي الذي حددته المحكمة لتلقي المرافعات في إطار عملها على إصدار رأي استشاري أو فتوى قانونية بشأن ماهية نظام الاحتلال الإسرائيلي وآثاره على الشعب الفلسطيني.

مندوب فلسطين يناشد الأمم المتحدة بوضع إسرائيل على قائمة العار

كما كرر مناشدته للمحكمة الجنائية الدولية، بالخروج عن صمتها، كما فعلت في أماكن أخرى حول العالم، والعمل بجد وبسرعة على إنجاز التحقيق الجنائي الذي فتحته قبل عامين في جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، بما فيها جرائم الاستيطان والضم، والعدوان وقتل واعتقال المدنيين والصحفيين والمسعفين، والتهجير القسري للفلسطينيين من بيوتهم وخاصة في مدينة القدس الشرقية المحتلة.

وقال العكلوك انه واهم من يعتقد أن الإدانات والمطالبات والدعوات وحدها ستنهي مشروع الاحتلال الإستعماري الإسرائيلي، لافتا الي ان إسرائيل تحولت وفق سياسات وممارسات عدوانية ممنهجة من منظومة احتلال غير قانوني تعمل على قتل وقمع واضطهاد الشعب الفلسطيني وتقويض حرياته وحقوقه، وتزوير هويته وسرقة روايته وتشويه تركيبته الديمغرافية، إلى نظام فصل عنصري مجرم، وثم إلى استعمار استيطاني، مستدلا بتصاريح نتنياهو منذ أيام، بأنهم سيحاربون فكرة الدولة الفلسطينية وأن الضفة الغربية يصفونها بـ “يهودا والسامرة” هي أرض الميعاد التي سيتوسعون بها ويضموها ويستوطنوها.

وقال العكلوك اليوم جنين تُذبح وتقاوم، تُقتل وتنهض، تُحرق وتكافح، كما تفعل القدس ونابلس وغزة وحوارة وترمسعيا، وكل المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية، كلهم فلسطين وكلهم أهداف تسيل لُعاب الشيطان وتستميل شهوة الشر والاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي. متابعا: جنين ليست وحدها المستهدفة، بل المستهدف هو القضاء على النضال الوطني الفلسطيني وتقويض أي إمكانية لتجسيد استقلال دولة فلسطين، وذلك في سبيل تثبيت نظام الفصل العنصري والإستعمار الإستيطاني الإسرائيلي على كل فلسطين. وهذا ما يقوله بالضبط أعداء السلام في حكومة الاحتلال الإستعماري الإسرائيلي، وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.

وفي سياق مساءلة الاحتلال عن جرائمه، وهي الطريقة التي يمكن أن تساهم في توفير الحماية للشعب الفلسطيني إزاء جرائم الاحتلال وأذرعه الإرهابية المختلفة، قال مندوب فلسطين نذكر المجتمع الدولي بأن مجلس حقوق الإنسان قد أنشأ عام 2021 لجنة تحقيق مستمرة مُكلفة بالتحقيق في الجرائم التي ترتكب في فلسطين المحتلة، وعلى هذا المجتمع الدولي أن يتحمل المسؤولية نحو دخول اللجنة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة والقيام بالمهام المنوطة.

وعن مساءلة الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه، ناشد العكلوك الأمين العام للأمم المتحدة بمتابعة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بخصوص حماية الشعب الفلسطيني ووضع الآليات العملية لتطبيق هذه الحماية، وأيضاً بوضع إسرائيل، قوة الاحتلال والفصل العنصري، وجيشها العدواني الهمجي على قائمة العار الأممية لقاتلي الأطفال، وأبدي العكلوك استغرابه من عدم وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه القائمة حتى الآن، خاصة مع استهداف المتعمد للأطفال الفلسطينيين، من خلال القتل والاعتقال والترهيب وتشويه الوعي، فخلال العقدين الماضيين قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي قرابة 2250 طفل فلسطيني، ومنع آلاف الأطفال من الوصول إلى مدارسهم بحرية وأمان، واستهدفت مئات المدارس والمراكز التعليمية، واعتقل آلاف الأطفال بطرق مروعة مدروسة وممنهجية، سواء من منازلهم أو مدارسهم أو من الملعب والشارع، ومازال يقبع في سجون الاحتلال اليوم أكثر من 160 طفل فلسطين.

وقال مندوب فلسطين إن القضية الفلسطينية هي الواجب المقدس الموضوع على طاولتكم منذ أكثر من 75 سنة. ففلسطين ليست قضية فلسطين فقط، بل قضية العرب والمسلمين، قضية المقدسات الإسلامية والمسيحية، قضية المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي ومعراجه، والذي يتعرض للاقتحامات اليومية وتقويض أساساته بالحفريات، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً باتت اليوم أقرب من أي وقت مضى. مطالبا العرب بخطو خطوات عملية تتفوق على اللغة التقليدية التي لم تعد تؤتي النتائج المطلوبة تجاه وقف العدوان الإسرائيلي بكل أشكاله وإنهاء الاحتلال الاستعماري ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.

زر الذهاب إلى الأعلى