هل تحسم «المسيرات» نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية؟!.. لواء د. سمير فرج يجيب

كتبت: هدى الفقى

عن تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب الطائرات المسيرة، والهجمات الأخيرة، بين الطرفين، أجاب اللواء والمفكر العسكرى د. سمير فرج، عن عدد من الاستفهامات بشأن: لمن سيكون التفوق في هذه الحرب المفتوحة الحديثة استيراتيجيا بالنسبة للجيوش، والقراءة فى النتائج، وتحديدا بعد حرب الجسور والموانىء التى احتدمت بين روسيا، وأوكرانيا، وآخر الهجمات باستهداف العاصمة موسكو؟!.

وقال المفكر الاستيراتيجى فى تحليله لأخر التطورات، من خلال تصريحات إعلامية ، إن الحرب الروسية الاوكرانية، دخلت فى شكل جديد خلال الشهور الأخيرة، وهى “حرب المسيرات” ، وكانت مفاجأة لنا “نحن العسكريين” لأننا نعرف أن الدفاع الجوى الروسى من أقوى الدفاعات فى العالم.

المفاجأة

وأضاف: وفي الشهر الماضي، في أول يوليو كان المفاجأة لنا كعسكريين انفجار اثنين طائرة مسيرة أوكرانية فوق مبني الكرملين، وبعدها بيومين (يوم ٩ يوليو) كان الاحتفال السنوي بالانتصار الروسي على النازية، وكان للأسف مدته أقل ما يكون (40 دقيقة)، ومنعت فيه الطيران، خوفا من الطائرات المسيرة، وبسبب ما سبق ردت روسيا بالطائرات المسيرة على كييف العاصمة الوكرانية، وبدأت روسيا تستخدم الطائرات المسيرة بدلا من صواريخ “اسكندر وكيجال” لأن الطائرات المسيرة أقل تكلفة وأسهل، وأكثر دقة، وصعب اعتراضها بوسائل الدفاع الجوى.
وأضاف فرج أن هذا الأسبوع (الحالي) تصاعد الموقف مرة أخرى، وبدأت روسيا تقصف كييف العاصمة ، ” النهاردة كل يوم بتنضرب تقريبا”، وبدأت تدخل على أوديسا وهو الميناء الرئيسي لأوكرانيا.

وواصل “فرج” موضحا أنه على الجانب الأخر بدأت أوكرانيا يوم الثلاثاء بالهجوم على موسكو بطائرتين مسيرتين، وأصابت بعض المناطق التجارية في موسكو ، وبدأت تهاجم شبه جزيرة القرم، ميناء “اسفيزتبول” المركز الرئيسى لأسطول البحر الأبيض السوفيتى.

طالع المزيد:

لواء د. سمير فرج يكتب: هل تصبح القنبلة العنقودية مفتاح نجاح الهجوم المضاد الأوكراني؟

لواء دكتور/ سمير فرج يكتب: في الحرب الأوكرانية.. الرابح والخاسر (نظرة تحليلية)

وفى الإجابة عن سؤال:هل تغير المفتاح الاستيراتيجى للحرب، وهو السلاح الجوى، وتم استبداله بالمسيرات التى تعجز الدفاعات الجوية عن التقاطها؟

إنها حرب مسيرات

أوضح اللواء د. سمير فرج أنها حرب مسيرات (بين الطرفين) ، مؤكدا أن أوكرانيا حتي الآن لم تحقق أي نجاح في الهجوم المضاد

وواصل: أوكرانيا تستخدم المسيرات، ضد موسكو، وضد جزيرة القرم لتستخدمها لرفع الروح المعنوية لجنودها ، وشعبها،
وتثبت للجانب الأوروبي أنها قادرة على فعل شيء، مؤكدا أن هذه المسيرات لا يمكن أن تنجح اعمال القتال الرئيسية،

وعلى الجانب الأخر، روسيا تستخدم المسيرات وتهاجم كييف، والجديد ميناء أوديسا والذي سيشكل خطورة كبيرة الفترة القادمة، والآن هذا الميناء هو الوحيد الذي ستصدر منه الحبوب الأوكرانية واذا تم قصفه، لن تكون لأوكرانيا أي فرصة لتصدير الحبوب، وأوكرانيا ليس لديها صوامع لحفظ الحبوب لأنها كانت تصدرها اولا بأول، ومع تكديس الحبوب لن تكون هناك فرصة للمزارع الأوكرانى أن يزرع العام القادم.

الهجوم المضاد

وأضاف فرج أن الأمر في النهاية هى حرب بين طرفين لأعمال معينة، ولكن هل ستنجح المسيرات في أعمال الهجوم
المضاد ؟!.. أجاب فرج بالنفى وأضاف لن ينجح (الهجوم المضاد) لإنه ليس لأوكرانيا سيطرة جوية في سماء أعمال القتال، وطائرات “أف16” لن تتحصل عليها أوكرانيا إلا فى نهاية العام، والدفاعات الروسية خلال فترة الشتاء، من الصعب اختراقها بقوات عادية دون غطاء جوى مناسب.

وفى النهاية لن تحقق حرب المسيرات نجاحات معينة للطرفين، ولن تحقق نجاحات للهجوم المضاد الأوكرانى، ولا أي نجاحات للجانب الروسي.

دخول المسيرات الإيرانية، والتركية

وسؤال أخر، تم توجيهه للمحل الاستيراتيجى سمير فرج، عن دخول المسيرات الإيرانية، والتركية، حبث تم تزويد روسيا بمسرات إيرانية، وضغوطات حلف الأطلنطى على تركيا لتزويد اوكرانيا بمسيرات “بيرقيدار” ، وغيرها فهل سنشهد حرب طويلة لعقود، تتوقف فيها الحرب التقليدية، ونشهد “حرب المسيرات” ؟!

قال “فرج” إن حرب المسيرات سيزيد ويطيل أمد هذه المعركة وهو حسب اعتقاد “فرج” هدف أمريكا من هذه الحرب واستنزاف الاقتصاد الروسي.

وفى ذات الوقت أكد “فرج” أن المسيرات بالنسبة لأوكرانيا لن تحسّن أعمال القتال ولن تحقق نجاح في الهجوم المضاد.

وبالنسبة للجانب الروسي، لن تحقق للجانب الروسي أي أعمال، غير أنه ينفذ مهامه على المستوى الاستيراتيجي، وهى منع اوديسا، أنها تصدر الحبوب ، والضغط على الشعب والحكومة الأوكرانية، لكن تبقى المسيرات لها دور كبير جدًا في أعمال الحرب ، وروسيا فى بداية الحرب لم تكن تعرف قيمة “المسيرات” وتعتمد على الصواريخ البالبستية، لكن مؤخرا من حوالى 6 شهور تيقنت أخيرا بقيمة “المسيرات” فى المعرك الجديدة، ومن أجل هذا طورت “المسيرات”.

النهاية

وأكد “فرج” أنه خلال الفترة القادمة سيكون هناك تطوير أكبر من قبل روسيا، في تصنيع المسيرات، ولكن في النهاية لن تحسم أعمال القتال.

وأوضح “فرج” فرق التكلفة بين استخدام الطائرة المسيرة، وطائرة مثل “أف 16” مثلا، وفترة التدريب وتشغيل الطائرتين، وانتهى إلى القول: “إن الدولتين المتحاربتين يستسهلان استخدام المسيرات التى تخدم تحقيق الأهداف القريبة من القتال، لكنها على المستوى الاستيراتيجى لن تحسم الحرب”.

زر الذهاب إلى الأعلى