قراءة فى آية الصدقات من سورة التوبة

بيان

قال تعالي في محكم تنزيله: “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”. صدق الله العظيم (التوبة 103).

عن فلسفة الصدقة فى الإسلام، يقول الكاتب يحيى سلامة إن قراءتي لهذه الآية الكريمة (رقم 103 من سورة التوبة) ولمعني الصدقات، تؤكد ارتباط الصدقة بالطهارة والتزكية، وهذا واضح جدا في الآية الكريمة.

يحيي سلامة
يحيي سلامة

يواصل الكاتب: ولكن ربما يتساءل البعض ماعلاقة الصدقة بالطهارة خاصة مع ارتباط الطهارة بالصلاة ومايسبقها من وضوء؟، وفى هذا الصدد أري من وجهة نظري أن الطهارة المرتبطة بالصدقة هي طهارة معنوية.. طهارة لقلب المسلم المؤمن من أطماع الدنيا ومن الغرور فالمسلم يعرف جيدا أن المال إنما هو مال الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، وأنه سبحانه وتعالي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، فالمسلم لم يؤتي المال علي علم عنده كما قال قارون فخسف الله به وبداره الأرض كما هو معروف، وما جاء من ذكره في القرآن الكريم.

طالع المزيد:

مفتى الجمهورية يحدد أوجه إنفاق الزكاة والصدقات المفضلة

نص خطبة عرفة لحج 1444هـ في مسجد نمرة

ويضيف سلامة أن هذه النظرة للمال إنما هي طهارة للمسلم ولقلبه، وحين يتصدق المسلم فإنما يكمل معني الطهارة للصدقة، وهو أن يؤتيها لمستحقيها من الفقراء والمساكين والغارمين وما إلي ذلك فيطهر بها ماله ويطهر بها قلبه ويطهر قلبه وقلوب المستحقين من اليأس والشعور بالدونية واليأس والسخط علي الحياة والقدر فيعلمون أن هناك أيادي تمتد لهم وتساعدهم علي تحمل أعباء الحياة وتعيد لهم الأمل فتتطهر قلوبهم وتصفو نفوسهم ليكتمل ويتحقق معني الطهارة بين الطرفين من يعطي الصدقة ومن يتلقاها.

وبهذه الطهارة تتحقق التزكية وهي النتيجة الثانية للصدقة كما أشارت إليها الآية الكريمة، فتتم التزكية عند الله سبحانه وتعالي من صاحب الصدقة الذي أدرك أن المال لله، وأنه مستخلف فيه وأن صدقاته ماهي إلا ابتغاءا للوسيلة والتزكية عند الله تعالي فالله سبحانه يزكي من يشاء.
ونفس الحال ينطبق علي من وقعت في يده الصدقة فهو بصبره واحتماله لما هو فيه من نوائب الدهر من فقر وديون وكذلك شكره لله سبحانه الذي شّرع الصدقات لكي يقف الناس ويتكاتفوا بجانبه ليعبر أزمته، إنما هو أيضا تزكية لنفسه وابتغاءا للوسيلة إلي رضا الله ورضوانه.

زر الذهاب إلى الأعلى