رفعت رشاد يكتب: علم مصر
يعد العلم أقوى رموز الدولة، يتوجب احترامه وتوقيره وهو محمي بنصوص دستورية وقانونية ومن يهن العلم يتعرض للعقوبة .
كان العلم دوما الرمز الذي يعبر عن قوة دولة ما، فالعالم كله يعرف شكل أقوى دول العالم وهي الولايات المتحدة ويعرف شكل علم بريطانيا العظمي وعلم فرنسا .. إلخ أعلام الدول القوية التي ظلت حقبا طويلة تسيطر على غيرها من دول العالم بالاستعمار والاحتلال .
والعلم المصري شهد مراحل عديدة من التغيير لأن مصر دولة قديمة فقد تغير شكل العلم حسب كل فترة زمنية وحسب شكل نظام الحكم فيها .
وبعد الاحتلال العثماني لمصر عام 1517 استقر شكل العلم ذو الأرضية الحمراء وبداخلها هلال كبير ونجمة سباعية .
استمر علم مصر بهذا الشكل لعدة قرون باعتبارها ولاية تابعة للإمبراطورية والخلافة العثمانية .
لما تولى محمد علي الحكم عام 1805 حرص على أن يسيطر على مقاليد البلاد بيد من حديد وكان يتطلع دوما للفكاك من طوق الدولة العلية في تركيا .
لذلك أدخل محمد علي تغييرا طفيفا على العلم المصري فصار بأرضية حمراء وهلال لكن صارت النجمة خماسية .
استمر العمل بهذا العلم من 1826 وحتى 1867 حيث قام الخديو إسماعيل حفيد محمد علي بتغيير العلم وجعل أرضيته حمراء وبداخلها ثلاثة أهلة كبيرة وبداخل كل هلال نجمة خماسية وجميع الأهلة والنجوم باللون الأبيض .
وعندما تولى ابنه توفيق أعاد العلم العثماني مرة أخرى ولكن بعد قيام الحرب العالمية الأولى وإسقاط التبعية العثمانية وإعلان الحماية البريطانية على مصر أعاد السلطان حسين كامل علم الخديو إسماعيل مرة أخرى .
استمر خضوع العلم المصري للتغير حسب رغبة كل حاكم ولما تولى الملك فؤاد بعد أن صارت مصر ملكية واعترفت بريطانيا باستقلالها قرر أن يكون العلم بأرضية خضراء رمزا للنماء وبها هلال بداخله ثلاث نجوم وجميعها باللون الأبيض وفسر البعض تلك النجوم بأنها ترمز إلى الأديان السماوية الثلاثة .
واستمر العمل بهذا العلم حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952 حيث قامت الثورة بعد ستة أشهر بتغيير العلم ليصير بألوان ثلاثة هي الأحمر والأبيض والأسود ويتوسط نسر صلاح الدين الذي اتخذ شعارا للجمهورية اللون الأبيض .
لم يستمر الأمر طويلا، فبعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا وضعت نجمتان خضراوان على اللون الأبيض بدلا من النسر، والنجمتان تعبران عن مصر وسوريا وبقى هذا العلم في مصر وسوريا، بقى في مصر إلى ما بعد تولي أنور السادات الحكم وبقى في سوريا حتى الآن.
وقد غير السادات العلم بعد إعلان الوحدة مع سوريا وليبيا بالإبقاء على الأرضيات الثلاث ولكن بتغيير النجمتين بالصقر وهذا العلم خاض به الجيش المصري حرب أكتوبر .
استمر هذا العلم إلى عام 1984 حين قرر الرئيس حسني مبارك الإبقاء على الأرضيات بألوانها مع تغيير الصقر وإحلال النسر مرة أخرى محله .
كل الدول تحترم علمها ومنها مصر بالطبع، لكن كنت أشاهد برنامجا عن مشروعات ومبان جديدة وأظهرت الكاميرا العلم على أحد المباني فوجدته علما مهلهلا بهتت ألوانه وتمزقت أطرافه فحزنت لحالته رغم أن الأمر غير مكلف وغير معقد، فهو رغم أنه مجرد قطعة قماش إلا أن كل مواطن مستعد أن يفديه بروحه ودمه فهو رمز الوطن والوطنية .
أتمنى ان تُراجع دائما حالة العلم على المباني الحكومية وغير الحكومية.