أحمد رجب يكتب: هنا فلسطين.. أرض العرب
الخط دا خطي، والكلمة دي ليا، غطي الورق غطي بالدمع ياعنيا.. شط الزيتون شطي والأرض عربية، نسايمها أنفاسي وترابها من ناسي، وأنا روحت أنا ناسي ماهتنسانيش هي، الخط دا خطي والكلمة دي ليا.
اقرأ أيضا.. لواء دكتور/ سمير فرج يكتب: هل يتحقق حلم الوحدة الفلسطينية في العلمين
كلمات دونها الفاجومي، أحمد فؤاد نجم ضمن أشعاره، وغناها الشيخ إمام بصوته المليء بالشجن، كونت صورة ذهنية قريبة للواقع بما يكفي؛ فبمجرد أن تسمعها تتذكر فلسطين “أرض العرب” ـ وإن كانت لا تغيب عن العقل والوجدان، كما يأتي فى ذهنك المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذى ينير مدينة الزيتون، مهد الديانات.
لن أتحدث كثيرًا فى مسألة أن فلسطين عربية، فهذا حقيقة ثابتة منذ فجر التاريخ لا جدال فيها ولا يمكن إنكارها أو الالتفاف حولها، لكن الاحتلال رفض أن يعترف بها رغم أنها واضحة كشعاع الشمس الذي يلمع وسط سماء صافية، وكرث نفسه وكل إمكاناته وأجياله عبر سنوات لمحاولة إثبات العكس، وفشل فى ذلك، وفى النهاية “عاد بخفي حنين”.
والحقيقة أن فلسطين عربية وستظل عربية إلى يوم يبعثون، فالكلام وأن كان معسولًا لا ولن يغير التاريخ، والجرائم التى ترتكبها قوات الاحتلال فى فلسطين وخاصة القدس الشريف لن تُغير من الحقيقة شيئًا، فأمس واليوم وغدًا “فلسطين عربية”.
فلسطين كل أهلها مناضلون من أصغر طفل حتى أكبر شيخ، حتى نسائها، فكل فرد فيها ثائر وكل قصة فيها بطولة وكل شهيد فيها تاريخ يُكتب بالدماء، فسلامًا لأرض خُلقت للسلام وما رأت يومًا سلاما.
وأنا على أعتاب عام جديد، أمنيتي فيه أن تُحرر فلسطين من بطش قوات الاحتلال وأن تكون فلسطين للفلسطينيين فقط، فهي وطنهم وهم أولادها، وأعلم أنها أمنية الملايين، فلست وحدي، كما أنه حلم قديم لكنه مازال حيًا ويقاتل، وأعلم أيضًا أن الأحلام لا تسقط بالتقادم، وأنا من مكاني هذا أُرسل قبلة على جبين كل طفل وكل شاب وكل سيدة وكل شيخ فى هذا الوطن الأبي، الذى رفض أن يستسلم ومازال يرفض ويقاوم، ورغم أن الحياة ليست عادلة لكن القضية الفلسطينية عادلة وستنتصر ولو بعد حين، ونحن عندما نترك هذا العالم وتستقر أجسادنا داخل القبور، ستأتي أجيالًا تتشبث بالحلم وتناضل، لتبقى دائمًا “فلسطين عربية”..