عاطف عبد الغني يكتب: الدين والسياسة (٤) البهائية سلاح وفكرة استعمارية
إبراهيم عيسى يطالب بالاعتراف بالبهائية كديانة، ويروج لها فى فضائية “الحرة” الأمريكية، الناطقة بالعربية، والموجهة للمنطقة، والقناة أحد أهم الأذرع الإعلامية لمخطط الربيع العربى، والمخطط قائم، لم ينته، بدليل أن الفضائية موجودة، وتجد من يحمل عنها أفكارها من العرب، أدعياء الليبرالية والحرية، والأموال الساخنة، مازالت تنفق بدم بارد، وأشخاص معندهاش دم تقبض وتدفع بمجتمعاتها إلى ما يريده أعدائها.
أنهيت المقال السابق من هذه السلسلة بالعبارة التالية: “واعتبر يا أخ عيسى هذا المقال مقدمة، وانتظر إجابات البهائية في مقال تال”.
يقول رب العزة: بسم الله الرحمن الرحيم (و كان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض و لا يصلحون) (النمل 48) صدق الله العظيم.
ونحن نقول إننا لا نطارد عدوا خفيا اسمه البهائية والبهائيون و لكن هذا العدو هو الذي يطاردنا!!
نعم “البهائية” أفكارا وسلوكا.. عدو، و يقف وراءها عدو أكثر خطورة و أكبر شرا.
ليس الاستعمار الغربي أو الصهيوني فقط ما أقصده، ولكن تلك القوي الشيطانية، التى تريد أن تقود العالم إلي هدف محدد يحقق أهدافها، و هو إنشاء “حكومة عالمية”، يسلم لها كل أتباع الأديان و يتبعوا عقيدتها التي لا تؤمن بالله الواحد الأحد، الذى دعت إليه الأديان السماوية.
والبهائية، ودعاة الحكومة العالمية يسعيان لأن تتخلي الشعوب عن المقاومة، والجيوش عن أسلحتها، بدعوي نشر السلام العالمي، والحقيقة حتى يسهل علي هذه القوى اقتحام البلدان، وسياسة أهلها مثلما يسوس الراعى قطعان الماشية.
وانطلاقا إلي هذا الهدف تريد قوى الشر التى تخدّم عليها البهائية، أن تقوض أسس الأديان السماوية تحت دعوي نبذ الاختلاف و الفرقة.
ونحن المسلمين نؤمن أن الاختلاف سنة الله في الأرض (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة وحدة، ولا يزالون مختلفين) (هود – 118).
وسنة الله الاختلاف، و ليس الفرفة و التناحر والبغضاء و الحروب.
والأديان المستهدفة بحرب البهائية، ومن يقف ورائها، فهي المسيحية والإسلام، فنحن لم نسمع عن طائفة دينية خرجت (حديثا) عن اليهودية لتحاربها، ولكن سمعنا، ورأينا، وقرأنا، وعرفنا طوائف “شهود يهوه” و “الأدفندست”، (السبتيون)، اللذان يحاولان بدأب اختراق المسيحية، و يدعيان إلي حكومة عالمية تحكم العالم ألف سنة، فينا عرف، واشتهر بـ (عقيدة الألفية) تحت راية المسيح، لكنهما يربطان تحقيق هذا بقيام مملكة اليهود فى فلسطين، وخلاص المسحيين بدخولهم فى اليهودية، أو يفسرون الخلاص المسبحى بهذه الطريقة، وهي فكرة يهودية لحمة و سدي تروج لمملكة اليهود الأرضية، التي سوف تعيد لليهود أمجاد المملكة القديمة؛ مملكة داود و سليمان (سلام الله عليهما)، مع التوضيح الواجب هنا و هو أن داود وسليمان لم يكونا يهوديين، لا بالمعني الذي يتطرق إليه الذهن اليوم عن اليهود، ولا بالحقيقة، لأن الدين الذي دعيا إليه نبيا الله داود و ابنه سليمان سلام الله عليهما ليس هو اليهودية التي نعرفها اليوم، و لم يكن اتباعهما في هذا التاريخ يطلق عليهم يهودا.
وعندما دعا اليهود عيسى ابن مريم سلام الله عليهما، أن يقيم لهم هذه المملكة، وأن يعلن نفسه ملكا وقائدا حربيا، ورد عليهم بقولته الشهيرة: “مملكتى ليست من هذا العالم” سعيا إلى قتاله وقتله وصلبه كما كان شائعا فى زمانه.
وإذا كانت طائفتا “شهود يهوه” و “الأدفندست” قد قصد بهما طعن جسد المسيحية، فقد قصد بالبهائية طعن الإسلام، لكن الغريب أن كثيرين من المسيحيين يعتنقون البهائية وينضمون إليها، وأن ذيوعها وانتشارها النسبي أكبر في البلاد المسيحية الغربية.
والبهائية تبشر مثلها مثل شهود يهوه و غيرهما من الطوائف، مما يطلق عليها الأديان الجديدة في المجتمعات التي لا تحتمي بغطاء ديني قوي، سواء أكانت مجتمعات غير متماسكة (مجتمعات يكثر فيها المهاجرون)، أو مجتمعات الفترة (حسب التعبير الإسلامي)، وهى المجتمعات البدائية التي لم تصلها رسالات السماء، وتكتفي بالأفكار الفطرية الساذجة، والأعراف و التقاليد بديلا عن الأديان ورسالات السماء.
و نعود إلي البهائية لنتابع حركتها منذ مؤسسيها الأولين الذين لم يسلموا من الصراع علي الزعامة، والاتهامات بالقتل والحرب داخل أسرة البهاء نفسه، المؤسس للحركة وإلي اليوم، ومرورا بعلاقتها بالمستعمر الغربي إبان احتلاله بلاد المشرق، وانتهاءا بالحركة الصهيونية ودولة إسرائيل.
ونسأل أنفسنا و نسأل البهائيين؛ ماذا حققتم إلي اليوم؟ هل اكتفيتم بدعوتكم للسلام العالمي؟ و هل المسيحية والإسلام – كديانتين – لاتدعوان لأكثر مما تدعو اليه البهائية؟!
ونقول للبهائيين: أنتم تدعون إلي إنشاء قوي عالمية تجمع السياسيين.. ونسأل: هل نجحت الأمم المتحدة في جمع السياسيين؟! أو أوقفت هذه المنظمة ظلم المعتدي القوي علي الضحية والضعيف؟!.
هل تريدون إنشاء جيش عالمي ليفض المنازعات؟!.. حسنا، لكن لمن تكون قيادة هذا الجيش؟ لدول الغرب مثل “الناتو” ؟!.. أو لمنظمتكم العالمية؟! أو لزعيمكم ورئيسكم مباشرة مثلا، علي اعتبار أنكم أنتم الذين تدعون إلي السلام؟ ومن يضمن ألا تتحول دعوتكم إلي ديكتاتورية البهائية والبهائيين، فتجبروا الناس على اتباع مذهبكم والتصديق بالبهاء رسولا و نبيا وربا كما تدعون؟!
ألا ترون أنها أفكار ساذجة لا تقود إلا إلي دروب مهلكة؟!
وعرفنا من وقف وراء البهائية، منذ البداية، الروس الذين حاربوا إيران الفارسية، ومن بعدهم بريطانيا المحتلة لبلاد المسلمين والعرب، وتريد أن تؤد عن طريقهم مقاومة المستعمرات، وسلمت قيادهم لإسرائيل لتستخدمهم لذات الهدف، فدائما هناك أصحاب مصالح يمولون هذه الأفكار و يغذونها، ويحاولون فيما مضى – والآن- أن يدفعوا البهائيين لصدارة المشهد، وخاصة في الدول الإسلامية، وبالتحديد مصر قلب العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، وقبلة الثقافة العربية و عمودها الفقري.
وعلي المستوي الرسمي، أن تعترف بهم الدولة، والسماح لهم بالتبشير، دون خشية المساءلة القانونية أو الملاحقة القضائية، أو المضايقة الأمنية.
وحكايات الدين والسياسية لا تنتهى.. فانتظرونا.