لواء دكتور/ سمير فرج يكتب: تأمين سيناء يأتي من التنمية
بيان
على مر العصور كانت سيناء أو ما يطلق عليها الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى هي مصدر التهديد لمصر منذ هجوم الهكسوس منذ أربعة آلاف سنة ثم قمبيز والتتار وحتى الحروب الصليبية ثم الهجوم الإسرائيلى عام 56 و67 وأخيرا جاء الإرهاب لذلك عندما تولى الرئيس السيسى مقاليد البلاد وضع استراتيجية هامة أن تامين سيناء يأتى بالتنمية ولا يجب أن تترك سيناء خالية من البشر والتنمية لذلك بدأ بأولى الخطوات بدمج سيناء مع الوطن الأم في الدلتا.
وذلك بإنشاء الأنفاق والكبارى وأصبح الدخول إلى سيناء يستغرق بضع دقائق بعد أن كان في الماضى يستغرق عدة ساعات من خلال الكبارى المتحركة التي تنتظر عبور القوافل في قناة السويس. والحقيقة عندما نعبر إلى سيناء الآن عبر هذه الأنفاق نشعر بالفخر. لما أنجزه المصريون بهذه الروعة حيث إنها خرجت بطريقة تنافس أنفاق أوروبا سواء في التصميم أو الإنشاء.
وبعدها جاء إنشاء شبكة الطرق الطولية طبقا لأحدث النظم العالمية، المحور الشمالى الساحلى من بورسعيد إلى بورفؤاد حتى العريش ثم المحور الأوسط من القنطرة والإسماعيلية إلى العريش. ثم المحور الجنوبى من السويس إلى ممر متلا ونخل والكونتلا. مع ربط هذه المحاور الطولية بمحاور عرضية. سهلت الحركة والتنقل. داخل سيناء.
ثم بدأت أفكار مشروعات التنمية أولا بتطهير بحيرة البردويل التي تعتبر من أغنى خمس بحيرات في العالم. من حيث نوعية الأسماك البورى والدينيس وسمك الموسى. حيث تم تطهير البحيرة وصفر أعماقها على مستويات مختلفة طبقا لطبيعة معيشة أنواع الأسماك وتم تطهير البوغاز لدخول المياه وتجديدها من البحر المتوسط وتمت إزالة كافة التعديات من المزارع السمكية العشوائية، كل ذلك تم تحت إشراف الفكر والدراسة اليابانية المتخصصة في هذا النوع من الاستثمار. وتم إنشاء مصنع للثلج ومصنع للفوم ثم مطار البردويل لتصدير المنتجات.
وأخيرا المدرسة الثانوية السمكية مع إنشاء قرية متكاملة لمعيشة العاملين في المنطقة وأصبح منتج البحيرة من الأسماك عندما تصل مراكب الصيد مع فجر كل يوم يتم تصنيفه وتعبئته وتطير به الطائرات إلى أوروبا لتقدم المطاعم هناك هذه الوجبة الرائعة من أسماك البردويل الطازجة في وجبات العشاء.
ومن هذا المنطلق أيضا قامت مصر بتصنيع 100 سفينة صيد على أحدث مستويات التكنولوجيا واستخدام الرادارات في العالم في ترسانة قناة السويس في الإسماعيلية لاستغلالها في أعمال الصيد في البحار المصرية في البحر المتوسط والبحر الأحمر.
وفى منطقة الجفافة تم عمل منطقة صناعية جديدة لتصنيع الرخام السيناوى. وهو أجود أنواع الرخام في العالم حاليا، حيث أمر الرئيس السيسى بعدم تصديره في هيئة بلوكات كما كان يتم في الماضى. وأصبحت هذه المصانع تعمل بأيدى أبناء سيناء. ولا ننسى مصانع الأسمنت الثلاثة التي أصبحت مركزا هاما للتصدير، خاصة إلى سوريا وتركيا بعد أحداث الزلازل الأخيرة التي حدثت هناك. كما أقامت الدولة ثلاث مدن جديدة في سيناء في شرق بورسعيد وشرق الإسماعيلية ورفح الجديدة. لاستيعاب السكان الجدد القادمين من الدلتا المصرية.
وفى مجال الزراعة تمت زراعة نصف مليون فدان يتم ريها من محطة بحر البقر التي تعتبر أكبر محطة معالجة مياه في العالم، هذه المياه من الصرف الصحى وكان يتم صرفها في بحيرة المنزلة، والتى كانت تهدد الثروة السمكية المصرية. وأصبحت الآن مصدر غذاء وتنمية في سيناء، من خلال 17 تجمعا زراعيا، منها 11 في شمال سيناء. وخلقت ثلاثة آلاف فرصة عمل لعدد ألفى أسرة مصرية، سيتم نقلها من الدلتا المصرية إلى سيناء لتقوم بزراعة هذه الأرض.
وهكذا سيتم تغيير التركيبة السكانية في سيناء من أجل إعادة إعمارها. ولا يجب أن ننسى مشروع توطين بدو سيناء. حيث كان في الفترة الماضية يتم بناء قرى للبدو دون اعتبار لمطالبهم في المياه والزراعة. ولكن عندما تولى الرئيس السيسى مسؤولية أمن سيناء عندما كان مديرا للمخابرات الحربية أعلن أنه سيتم حفر الآبار في منطقة وسط سيناء أولا. وبعد خروج المياه يتم بناء القرية البدوية حول البئر.
ويخصص لكل أسرة بدوية 9 أفدنة لزراعتها. وبهذا بدأ استقرار بدو سيناء لأول مرة. وحققت لهم الدولة المصرية الاستقرار بعد معاناة لسنوات عديدة خاصة فترة الاحتلال الإسرائيلى لسيناء، مع وجود مدرسة الفصل الواحد في كل قرية ووحدة صحية.
كذلك اهتمت الدولة لأول مرة بإنشاء المدارس الثانوية في المناطق المحرومة من سيناء مثل التمد ونخل وتمادا والشيخ زويد، وأصبح الآن خريجو هذه المدارس يلتحقون بالكليات العسكرية والشرطة والطب والهندسة وغيرها من الكليات ليصبح أبناء سيناء في الفترة القادمة هم من يديرون أمور هذه المنطقة. وجاء إنشاء الجامعات في سيناء في شمال بورسعيد والإسماعيلية والعريش وجنوب سيناء والتى تم إنشاؤها لكى تخدم مطالب البيئة السيناوية. وأصبح المواطن السيناوى يدرس في جامعته في بلده ولا يضطر إلى الذهاب إلى القاهرة والاغتراب.
وجاءت الضربة القوية بتطوير ميناء العريش، حيث أمر الرئيس السيسى بأن يكون في المستقبل من أهم الموانئ في البحر المتوسط. حتى يدخل منظومة تجارة الحاويات مع ميناء شرق بورسعيد الجديد، الذي أصبح ترتيبه العاشر عالميًا، متخطيا ميناء هونج كونج الشهير. وبالتالى يكون مع ميناء العريش وطابا عبر خط السكة الحديد الذي سيخترق سيناء ويتم إنشاؤه حاليا لكى تصبح سيناء مركزا لتجارة الحاويات في الشرق الأوسط.
ولدينا في منطقة جبل على في دبى مثال واضح لأهمية هذه التجارة. وبذلك وحتى لو تأخرنا ولكن هذا التخطيط في منطقة سيناء سينعش آمال التقدم والازدهار لأهالى سيناء بالكامل. كما سيتم افتتاح مطار العريش الدولى للطيران هذا العام بعد تطويره ليصبح أيضا مركزًا رئيسيًا للمواصلات في سيناء.
ولقد كان القضاء على الإرهاب في الفترة الأخيرة هو أساس إعادة الاستقرار والأمان إلى شعب العريش بنجاح الشرطة والجيش وبدو سيناء حيث تم القضاء على العناصر الإرهابية، كل ذلك أعطى الأمان للاستثمار لأن يعود مرة أخرى إلى سيناء المستقرة، وهكذا تمضى الأيام نحو سيناء جديدة تؤمن الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى في حدود مصر والتى لن تعود مهددة لأمن مصر بعد الآن. بل ستصبح منطقة استثمار جاد يحقق الرخاء لأهل سيناء وشعب مصر العظيم.
اقرأ أيضا للكاتب:
– اللواء دكتور/ سمير فرج يكتب: أحداث النيجر تزيد التقارب الأمريكى نحو إفريقيا