لواء د. سمير فرج يكتب: مع شباب الجامعات المصرية
بيان
مع بداية شهر أكتوبر، من هذا العام، قررت أن أطوف جامعات مصر، لأحدث طلبتها عن حرب أكتوبر المجيدة وأحداثها، خاصة أن حقيقة انتصارنا فى تلك الحرب قد تعرض للعديد من الآراء الخبيثة والهدامة. فوجدته لزاماً عليّ، وأنا أحد المشاركين فيها، أن أوضح لشبابنا ما قدمه الآباء والأجداد، حتى تحقق لمصر أعظم انتصاراتها فى العصر الحديث.
ورغم انطباق تلك الآراء على البعض منهم، إلا أن تعميمها خطأ كبير، والحقيقة أننى لا أعفى أجيالنا من مسئولية ما وصل إليه بعض الشباب، بابتعادنا عنهم، وتسليمنا بأنهم غير مهتمين إلا بمتابعة المحتوى الفارغ على منصات التواصل الاجتماعي. فعندما اقتربت من هؤلاء الشباب، وجدت منهم الكثيرين ممن يسعون إلى الحقيقة، من خلال الاستماع والمناقشة، وهو ما حرص عليه السادة رؤساء الجامعات، خلال كل اللقاءات، بإفساح المجال للطلاب لطرح الأسئلة والنقاش فى وجهات نظرهم.
تزامنت لقاءاتى مع شباب الجامعات مع بدء معركة غزة، بين حماس وإسرائيل، فهالنى حجم التعاطف الذى أبداه شباب مصر مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وكنت أظن أننا نحن، جيل عبد الناصر، آخر الأجيال المهتمة بالقومية العربية، فإذا بى أفاجأ بقوة الجينات المصرية، وقد امتدت للأجيال اللاحقة، الذين يدركون انتماءهم للأمة العربية، ويحملون على أكتافهم هموم الوطن العربي، والقضية الفلسطينية.
فاستمعت لانفعال الشباب لما يتعرض له الشعب الفلسطينى من عقاب جماعي، واستمتعت بكم المعلومات التاريخية التى يعرفونها عن القضية الفلسطينية، ولمست تقديرهم لدور الرئيس عبد الفتاح السيسى الرافض لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأراضى المصرية فى سيناء، وإدراكهم للثوابت القائم عليها الموقف المصري.
وكان أظرف تعليق سمعته من أحد الطلاب، «أن ما يحدث فى فلسطين جعلنا ننسى سعر البصل والطماطم»، فرغم بساطة التعليق، إلا أنه يعكس أصل الشعب المصري، ووعيه بأولويات الأمة، وضرورة الاصطفاف وراء حماية الأمن القومى المصري، دون إخلال بتوجهات القومية العربية. وخرجت من كل تلك اللقاءات وأنا مطمئن أن المستقبل رائع، بإذن الله، مادام فيها هذا الشباب، فهنيئاً لمصر شبابها الوطني، المتحضر، الواعي.