“الإباحية”.. اعترافات وأقوال بعض الشباب حول إدمانهم للإباحية (١)
كتبت: أسماء خليل
لابد من توجيه تلك الرسالة – في البداية – لكل مدمن للإباحية: “ تخيَّل أن روحك شيء منفصل عن جسدك، ونفسك شخص غريب عنك، وانظر ما تفعله بذلك الشخص؟!.. إنك تعتدي عليه، بل على ذاتك، تتسبب لها بالضرر النفسي والجسماني، وإذا تم سن قوانين تخص هذا الشأن؛ سيتم سجنك لإيذاء نفسك بنفسك”.
إنَّ جسد مُدمني الإباحية يميل مع الزمن إلى مشاهدة أمور ذات محتوى أقوى؛ لكي يشعروا بنفس المتعة التي حصلوا عليها من قبل، وهذا بسبب تغير كيميائية الدماغ ونقص مستقبلات الدوبامين في الدماغ، فيشعر دائمًا ذلك الشخص بالاكتئاب لعدم وجود متعة بالحياة تُعادل تلك المُتعة.
العجب
وهناك ما يدعو للعجب حقًّا، فمشاهدة الصور ومتابعة المواد الإباحية، ليست مشكلة يعاني منها الأطفال أو من هم في سن المراهقة المبكرة فقط، بل هي شبح ومرض إلكتروني يجتاح العالم من أدناه إلى أقصاه.
آثار “الإباحية” على النفس
توجد أرقام وإحصائيات مُرعبة لعدد الأشخاص الذين يدمنون الإباحية؛ وللأسف تنقص مشاهدة الإباحية من نسبة الرضا عن الذات، وعن العلاقة مع الزوجة، والصحة العاطفية بشكل عام، وقد ربطت الإباحية مع إصابة الرجال بالقلق الاجتماعي حول شكل أجسامهم والميل بشكل أكبر للإصابة باضطرابات الطعام، وبالإضافة لذلك تقل مشاعر الأمان العاطفي لديهم بشكل عام مقارنة مع الرجال الذين لا يشاهدون الإباحية.
وأجمع الباحثون على أن الانتشار الكبير لظاهرة مشاهدة الأفلام الإباحية على الإنترنت بين أفراد هذه الفئة العمرية قد يكون المسبب الفعلي لمشكلات الأداء الجنسي، وخاصة في وجود تقارير تؤكد تحسن الأداء بعد التوقف عن مشاهدتها.
إحصائيات
وتعد ظاهرة العجز الجنسي بين الشبان اليافعين تحت سن الأربعين من الظواهر التي فاجأت الأوساط الطبية والعلمية في السنوات الأخيرة وأخذتهم على حين غره، وتواترت التقارير في الأوساط الطبية، سواء من باحثين أو أطباء ممارسين أو اختصاصيّين عن زيادة كبيرة وغير مبررة في أمراض العجز الجنسي بشتى أنواعها في فئة الشباب واليافعين، وبدرجة لم تعهدها الأوساط الطبية من قبل، بل وفاقت في بعض الدراسات نسبتها في الفئات العمرية الأكبر سنًّا، ففي عام 2011م كانت نسبة العجز الجنسي لدى الرجال الأوروبيين في سن 18-40 عامًا تتراوح بين 14-28%، ووجدت دراسة سويديّة شملت شبّانًا في سن 18-24 عامًا أن نسبة العجز الجنسي تصل إلى 30%، وفي دراسة أخرى أجريت في كندا عام 2014م صرَّح 53.5 % من المراهقين في سن 16-21 عامًا بأنهم يعانون من أعراض توحي بوجود مشكلات جنسية.
اعترافات وآراء
يقول “س. م” :“ كنت بتفرج على أفلام إباحية من وانا عندي 15 سنه لدرجة إن الموضوع تحول معايا لأدمان والفتره الأخيره الموضوع بقى صعب جدا عليا ومبقتش قادر استحمله حاولت كتير إنى ابطل ولكن للأسف كل مره كنت بفشل فقررت انى أبدأ رحله علاجى بتشجيع من الناس اللي حالتهم مشابهة لي وبدأت ابحث عن حد يساندني”.
ويقول “د. ن” وهو طالب جامعي :“ هذه الإباحية سنسميها المخدرات الجنسية لأنها تدمر الدماغ كما أن التدخين يدمر الجهاز التنفسي والله الشباب يعاني دمار في الخفاء من هذه الظاهرة الغريبة على فطرتنا وديننا والحل الوحيد هو اللجوء إلى الله بالدعاء والتضرع”.
ويذكر “ل. خ” اعترافه ورأيه قائلًا : “ إنني تبت ولله الحمد من تلك الإباحية المُدمِرة، بعد أن تأملت وفكرت مع نفسي؛ استنتجتُ أنه مهما تكن طبيعة المرحلة التي وصل إليها الشخص في عادة استهلاك المواد الإباحية، سواء أكان يشاهدها من حينٍ لآخر، أو أنها أصبحت نشاطا يوميّا روتينيّا، أو أنه وصل إلى مرحلة الإدمان، فإن الإقلاع عنها كفيل بإصلاح حاله، ولا تقلق عزيزي فمهما كان سنك طفلاً مراهقاً، أو شابّاً في مقتبل العمر، أو حتى في سن أكبر، فإنه بالتأكيد سوف تلاحظ تحسنًا واضحاً في جميع مناحي حياتك بعد الإقلاع عن الإباحية” .
رأى العلم
يرى الدكتور “ نورمان دويدج ”في كتابه ” الدماغ الذي يغير نفسه” أن المواد الإباحية تعد متعة زائفة وخادعة وتوحي للمدمن أنها تخفف من التوتر الجنسي، ولكنها في الحقيقة تفضي إلى الإدمان، و التعود ، و يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى انخفاض في المتعة المزيفة نفسها، و بالطبع في المتعة الحقيقية التي بين الأزواج بدرجة أكبر،
فمنذ فترة طويلة جدًّا و الأطباء والباحثون يعتقدون أنه من أجل أن يكون هناك إدمان، يجب أن يكون منطويا على مادة خارجية تدخل إلى الجسم مثل السجائر والكحول، أو المخدرات. لكن هذه النظرة تغيرت بعد دراستهم لإدمان الإباحية حيث إن التأثير واحد و الضرر فادح.
وللحديث بقية لتوضيح مزيد من الاعترافات والأقوال وتوضيح كيفية التغلب على إدمان الإباحية.