أمريكا علّقت دورياتها في سوريا.. واستهدفت دمشق والسويداء ودير الزور لحفظ ماء الوجه
تقرير: أشرف التهامي
ذكرت مصادر إعلامية أن غارات إسرائيلية استهدفت مطار دمشق الدولي، في الهجوم الـ 15 على مواقع الجيش السوري والقوات الإيرانية منذ بداية طوفان الأقصى بثلاثة انفجارات هزت محيط دمشق، مشيرة إلى أن قصفاً إسرائيلياً استهدف مطار دمشق الدولي.
كما أعلنت إذاعة “شام إف إم” المحلية إن “دوي أصوات انفجارات سُمع في بعض المناطق قرب العاصمة، يرجح أنها من جهة الجنوب في محيط منطقة السيدة زينب، دون معرفة مصدرها أو سببها حتى اللحظة”.
وذكرت مصادر محلية أن الدفاعات الجوية للجيش السوري تصدت لغارات إسرائيلية على بعض مناطق ريف دمشق، بما فيها منطقة السيدة زينب بريف دمشق، التي تعتبر المعقل الرئيسي للقوات الإيرانية.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع للميليشيات الإيرانية في المزارع الممتدة بين بلدتي عقربا والسيدة زينب جنوبي العاصمة دمشق.
الهجوم رقم 15
ويعتبر هذا الهجوم الـ 15 على مواقع الجيش السوري وإيران منذ بداية الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وتسببت هذه الهجمات بخروج مطاري دمشق وحلب الدوليين عن الخدمة عدة مرات خلال الأسابيع الماضية، وكان آخرها في 25 من أكتوبر، حيث أغارت الطائرات الإسرائيلية على مطار حلب بعد ساعات من إعلان الدولة السورية إعادته للخدمة.
قصف إسرائيلي يستهدف السويداء جنوبي سوريا
قالت وزارة الدفاع بالحكومة السورية إن الجيش العدوالإسرائيلي نفذ عدوانًا جويًا من اتجاه بعلبك بلبنان مستهدفًا بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية، دون تحديد المنطقة الجغرافية التي طالها الاستهداف بدقة.
و عن مصدر عسكري لم تسمّه الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، مساء الأربعاء 8 من نوفمبر، ، أن الهجوم خلّف أضرارًا مادية، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن القصف حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن اثنين من المنشقين العسكريين عن الجيش السوري وصفتهما بالمطلعين على الأمر، أن الضربات استهدفت قاعدة دفاع جوي تابعة للجيش السوري ومحطة رادار في تل قليب وتل مسيح في محافظة السويداء.
أما موقع “السويداء 24” المتخصص بتغطية أخباء محافظة السويداء جنوبي سوريا، فقال إن مقاتلات إسرائيلية أغارت على مواقع عسكرية في السويداء وريف دمشق، في وقت متأخر من مساء الأربعاء.
وأضاف أن القصف أسفر عن تدمير نقطتي رادار وإنذار مبكر في تل قليب وتل مسيح بريف السويداء الشمالي الشرقي، تبعه تصاعد ألسنة اللهب من الموقعين.
أما“المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض فقال إن القصف أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من “حزب الله” وثلاثة جرحى آخرين مجهولي الهوية والجنسية كحصيلة أولية.
ومنذ منتصف أكتوبر الماضي، تكررت الاستهدافات الإسرائيلية لمناطق من الجنوب السوري، لكن جيش الاحتلال كان يعلن مسؤوليته عن هذه الاستهدافات على أنها جاءت ردًا على مصادر إطلاق نار من الأراضي السورية.
وفي 30 من أكتوبر الماضي، قالت وزارة دفاع بالحكومة السورية، إن قصفًا إسرائيليًا مصدره الجولان السوري المحتل طال موقعين لقواتها المسلحة في ريف درعا أسفر عن بعض الخسائر المادية.
ونشر المتحدث للإعلام العربي في الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر “إكس”، أن عدة قذائف أُطلقت من داخل الأراضي السورية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة سقطت في مناطق مفتوحة.
وتصاعد التوتر في المناطق الجنوبية السورية إثر تكرار الاستهدافات الإسرائيلية للمنطقة منذ إطلاق عملية “طوفان الأقصى” من قبل “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) في 7 من أكتوبر الماضي.
قصف منشأة لـ” الحرس الثوري الإيراني”
قالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، إنها نفذت غارة جوية على منشأة في سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات التابعة له دون معلومات عن حجم الأضرار التي خلفها الهجوم.
وأضافت عبر حسابها الرسمي في “إكس”، مساء الأربعاء 8 من نوفمبر، أن الهجوم جاء في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن القوات العسكرية الأمريكية نفذت بناء على توجيهات من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضربة “دفاع عن النفس” على منشأة شرقي سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات التابعة له.
وأضافت أن طائرتين أمريكيتين من طراز “F-15″ نفذتا الهجوم ضد منشأة لتخزين الأسلحة، ردًا على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل جهات تابعة لـ”فيلق القدس الإيراني”.
ونوّهت إلى أن أولوية الرئيس الأمريكي هي سلامة الموظفين الأمريكيين، وجاء التحرك العسكري، الأربعاء، لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها، بحسب “البنتاجون”.
ترقب واستهداف
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر عسكري كبير لم تسمّه، أن الجيش الأمريكي كان يراقب الموقع المستهدف في محافظة دير الزور لبعض الوقت، وهو “واثق” من عدم سقوط ضحايا بين المدنيين.
وقال المسؤول إن الجيش تعقب اثنين من الأشخاص بالقرب من المنشأة خلال الليل، على الرغم من أنه لا يعتقد أنهم مدنيون، وأن التحليل جارٍ لمعرفة ما إذا كان أي شخص قد قُتل، بحسب “رويترز”.
ويعتبر الهجوم هو الثاني من نوعه منذ بدء الاستهدافات المتفرقة للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق بشكل شبه يومي بدءًا من منتصف أكتوبر الماضي.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن أن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين قصفتا منشآت للأسلحة والذخيرة تابعة لإيران في شمال شرقي سوريا، في 27 من أكتوبر الماضي.
رسالة ردع
وعلّق وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على الهجمات الأمريكية على المنطقة حينها بقوله، “إن هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل القوات المدعومة من إيران والتي بدأت في 17 من أكتوبر”.
وفي 7 من نوفمبر الحالي، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إن بلاده وجهت رسالة “ردع عالية ومباشرة” لإيران بشأن استعدادها لحماية أفرادها ومصالحها بقوة.
طالع المزيد:
27 هجوما على قواعداها فى سوريا والعراق: أمريكا تدعم قواتها في المنطقة بـ 300 جندي
– 19 إصابة دماغية للقوات الأمريكية في سوريا والعراق
وذكر باتيل خلال إحاطة صحفية، أن واشنطن ستتخذ أي خطوات ممكنة لحماية موظفيها ومصالحها في المنطقة، إلى جانب أنها كانت واضحة لدول المنطقة فيما يتعلق بحرصها على ضمان حل “الصراع” القائم بالمنطقة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضاف خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين، أن هذه الهجمات ذات أهمية بالنسبة لواشنطن، وهي أحد الجوانب التي أثارتها بلاده مباشرة مع الحكومة العراقية، إذ وصف رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، هذه الهجمات بأنها غير مقبولة.
وتصاعدت الهجمات على قواعد امريكية في العراق وسوريا بعد “طوفان الأقصى. في السابع من أكتوبر الماضي.
إيران تنفي مسؤوليتها
سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، قال، في 7 من نوفمبرالحالي، إن بلاده لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.
وجاءت التصريحات التي أدلى بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، ردًا على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.
إرافاني وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن الولايات المتحدة تحاول “إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية غير القانونية في سوريا”، وأن الادعاءات بأن إيران تشارك بهجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ”تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.
وسبق أن نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن تكون طهران مسؤولة عن هذه الهجمات.
وفي 9 من أكتوبر الماضي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.
وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.
أمريكا تعلّق دورياتها
تزامناَ مع استهداف متكرر لقواعدها عبر صواريخ وطائرات مسيّرة، علقت القوات الأميركية تسيير دوريات في مناطق شمال شرقي سوريا خشية تعرضها لهجمات برية.
قال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا المعارض إن “القوات الأميركية علقت تسيير دوريات في محافظة الحسكة ودير الزور من جراء تزايد التهديدات والهجمات على قواعدها”.
وأشار إلى إن “القوات تخشى من شن الميليشيات المرتبطة بإيران هجمات على الأرض تستهدف دورياتها وجنودها في مناطق الحسكة ودير الزور”.
وعادة ما تسير القوات الأميركية دوريات شبه يومية في مناطق حقول النفط والشريط الحدودي مع تركيا بمحافظة الحسكة ودوريات أخرى في منطقة المعامل وبمحيط حقل العمر والتنك في ريف دير الزور.
وبات تحرك القوات الأميركية على الأرض مقتصراً في الوقت الحالي على مرافقة قوافل الشاحنات المحملة بالمواد اللوجستية والعسكرية القادمة من إقليم كردستان العراق إلى قواعد التحالف الدولي في سوريا، وفق المصدر.
مصادر محلية في الحسكة ودير الزور أكّدت تراجع تحركات القوات الأميركية في المنطقة بشكل واضح خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مقارنة بالفترة السابقة.
التواجد الأميركيهو الهدف
وتعرضت القوات الأميركية للهجوم ثماني مرات، منذ صباح الجمعة الماضية، بطائرات بدون طيار هجومية ووابل من الصواريخ في العراق وسوريا، تبنت غالبيتها ميليشيا عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق”.
وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة تعرضت القوات الأميركية لعشرات الهجمات في سوريا العراق، وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بدعم أميركي مطلق.
وكانت السكرتيرة الصحفية للبنتاغون، سابرينا سينغ، قد قالت الثلاثاء إنه منذ 17 أكتوبر، تعرضت القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا للهجوم 40 مرة على الأقل بالصواريخ وهجمات الطائرات دون طيار .
والإثنين الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بات رايدر، إن الهجمات تسببت بإصابة 46 جندياً أميركياً، أي أكثر من ضعف الإصابات المبلغ عنها سابقاً، مشيراً إلى أن الإصابات تتضمن “الشظايا، والصداع، وثقب طبلة الأذن، وطنين الأذن، ولف الكاحل، إلى جانب إصابات الدماغ المؤلمة”.