صاروخ بركان التابع لحزب الله .. من ساحات القتال في سوريا إلى جنوب لبنان

 ترجمة: أشرف التهامي

نشر مركز “ألما” الإسرائيلي للدراسات الأمنية والعسكرية والاستخبارية تقريرا حديثا عن استخدام حزب الله لصاروخ أطلف عليه اسم “بركان” في القتال الدائر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ضمن معارك عملية طوفان الاقصى.

ويكشف تقرير “ألما” إمكانيات وقدرات الصاروخ التدميرية وكيفية استخدامه واستهداف وإبطال قدراته.

ونقدم لكم فى التالى ترجمة نص التقرير:

استخدام حزب الله لصاروخ بركان برأسه الحربي الضخم في الهجمات الأخيرة على شمال إسرائيل يدل على تصعيد كبير في نوع الأسلحة التي يستخدمها حزب الله ويذكرنا بقدرة حزب الله على تهديد الأهداف العسكرية والمدنية في إسرائيل بشكل كبير.
وما دام حزب الله قادراً على تهديد المجتمعات المدنية القريبة من الحدود الشمالية لإسرائيل بهذه القوة النارية وبرؤوس حربية بهذا الحجم، فهناك شك حقيقي حول قدرة المدنيين الشماليين من هذه المنطقة على العودة إلى منازلهم.

فقط اعتراض هذه القدرة قصيرة المدى والمميتة بشكل خاص، إلى جانب إبعاد نشطاء القوة الحمراء عن الحدود، سيسمح بعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بالقرب من الحدود اللبنانية.
وفي 4 نوفمبر، أطلق حزب الله صواريخ بركان على قاعدة عسكرية شمال البلاد.

لقطات لحزب الله تظهر إطلاق صاروخين من طراز بركان على قاعدة بيرانيت في 20 نوفمبر 2023
لقطات لحزب الله تظهر إطلاق صاروخين من طراز بركان على قاعدة بيرانيت في 20 نوفمبر 2023

وفي 20 نوفمبر، أعلن حزب الله مسؤوليته عن إطلاق صواريخ بركان على قاعدة للجيش الإسرائيلي في بيرانيت في الشمال. ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات، لكنه تسبب في أضرار جسيمة في موقع سقوط الصاروخ.

مواصفات بركان

ويواصل التقرير الإسرئيلى يوضحح مواصفات الصاروخ “بركان” فيقول:

“بركان” هو صاروخ يصل مداه إلى 10 كيلومترات، ويتميز برأسه المتفجر الثقيل للغاية، والذي يمكن أن تتراوح زنته بين 100 كجم إلى 500 كجم من المتفجرات.

يمكن للصاروخ أن يسبب دماراً واسع النطاق في دائرة نصف قطرها 150 متراً من نقطة الارتطام.

معهد CERS السوري متخصص في إنتاج مثل هذه الصواريخ خلال الحرب الأهلية السورية.

واستخدمت صواريخ بركان من قبل جيش الأسد وحلفائه من المحور الشيعي الإيراني خلال الحرب الأهلية وكانت جزءاً من تكتيكات حرب الحصار ضد قوات المتمردين والسكان المدنيين، وخاصة في المناطق الحضرية، حيث تسببت في دمار هائل.

تجدر الإشارة إلى أن النسخة الجوية من بركان تأتي على شكل براميل متفجرة يتم إلقاؤها من المروحيات على المستوطنات.

سلاح رخيص ذو فعالية كبيرة

يتم إطلاق صاروخ بركان من شاحنات صغيرة أو قاذفات أرضية، ووفقاً لتقرير صادر عن صحيفة “النهار” (اللبنانية) ، يمتلك حزب الله، اعتباراً من عام 2016، مئات من صواريخ بركان، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ ما بين 300 إلى 400 دولار، فهو سلاح رخيص ذو فعالية كبيرة

وتشير تقديراتنا إلى أن حزب الله يمتلك اليوم ترسانة أكبر من هذا النوع من الصواريخ، ربما بالآلاف، ومن المحتمل جدًا أن يتمتع حزب الله بالقدرة على الإنتاج الذاتي.

طالع المزيد:

تقرير إسرائيلى عن القوة البحرية لحزب الله وتحذير: في حالة تأهب للانتقام

ويستطيع حزب الله تشغيل صاروخ بركان في سيناريوهين:
الأول، إطلاق النار على المستوطنات.
الثاني، كما هو الحال اليوم، إطلاق النار على القواعد العسكرية الإسرائيلية (أو تجمعات القوات العسكرية)، في محاولة لضرب أهداف تقع بالقرب من الحدود اللبنانية.

إذا اندلعت حرب واسعة النطاق، يمكن لحزب الله أن يستخدم صاروخ بركان لإطلاق النار على قوات الجيش الإسرائيلي التي تناور في الأراضي اللبنانية، مع التركيز على المناورات في المناطق المبنية.

تجدر الإشارة إلى أنه في قطاع غزة، وفقًا للتقييمات عشية هجوم 7 أكتوبر، تمتلك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني أيضًا صواريخ بركان في ترسانتهما.

 “البركان” على الحدود الشمالية

ويمثل ظهور “البركان” على الحدود الشمالية مرحلة جديدة في تطور تهديد حزب الله. ونضيف إلى ذلك التحدي المتمثل في اعتراض هذه الصواريخ بسبب قصر مداها وارتفاعها المنخفض نسبيًا أثناء تحركها نحو الهدف.
وجاء فى منشور صدر في 22 نوفمبر من قبل الدكتور يهوشوا كاليسكي، أحد كبار الباحثين في معهد دراسات الأمن القومي، أنه: “من المهم ملاحظة أن المدى القصير للصاروخ يشكل تحديا للاعتراض الحركي، على سبيل المثال، عن طريق القبة الحديدية.
إلى جانب الخيار الهجومي، وهو تدمير شاحنات إطلاق بركان، هناك خيار معقول آخر لاعتراض الصاروخ وهو استخدام مدفع ليزر، والذي يطلق شعاع ضوئي عالي الطاقة على الهدف في أجزاء من الثواني، مما يؤدي إلى “حرق” الأجزاء المهمة من الصاروخ أثناء تحليقه، مما يؤدى إلى عطل هيكلي وسقوطه بعيداً عن الهدف المرسل إليه”.

لقطات لحزب الله تظهر إطلاق صاروخين من طراز بركان على قاعدة بيرانيت في 20 نوفمبر 2023

 

زر الذهاب إلى الأعلى