نصر الله كان على حق.. هكذا حوّل نتنياهو إسرائيل إلى “بيت العنكبوت”
ترجمة: أشرف التهامي
نشرت صحيفة معاريف العبرية مقالا “للكاتب الصحفي ران أدليست، حمل عنوان: “نصرالله كان على حق… هكذا حوّل نتنياهو إسرائيل إلى “بيت العنكبوت”.. فعلًا “أكلناها” .
وتحدث الكاتب فى مقاله عن ضعف إسرائيل التي أخذها نتنياهو من القوة الكاذبة إلى نسيج خيوط العنكبوت المهترئ وكيف كان حسن نصر الله امين عام حزب الله محقا” في وصف إسرائيل بيت العنكبوت.
وفى التالى المقال بلسان حال الكاتب العبري والذي يعج بآنات خيبة الأمل و حالة اليأس التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي بكافة طوائفه وانتمائته:
نص المقال
أيها الأصدقاء، أكلناها. فحيثما نظرتم حولكم في هذه الحرب اللعينة، الضرورية حتى النهاية وغير الضرورية بشكل قاطع، بما في ذلك بهجة القتال لدى الشباب المندفعين في الهجوم والجنرالات الذين يخططون للانتصار على العدو بشكل متكامل وكأنها مقطوعة موسيقية، أكلناها. واضح أننا سننتصر مثلما هو واضح كيف ولماذا أكلناها.
الدولة التي تتدهور إلى الهوة
وهذه ليست الحرب التي يمكن ان ننتزع من ثمنها الرهيب تغييراً وأملاً، وهؤلاء ليسا الجيش والمجتمع المدني اللذين يؤديان مهماتهما اليوم. هذه هي الدولة التي تتدهور إلى الهوة بينما تتناثر أشلاؤها في كل صوب. فيما الملك وهو في طريقه إلى التحطم يأخذ معه الدولة، وهو ليس وحيداً، إنما حوله جوقة متزلفين ينهشون جثة الدولة بضحكات صاخبة.
“بيت العنكبوت”
بعد الانسحاب من لبنان، ألقى نصر الله خطاب “خيوط العنكبوت” الذي قدّر فيه بأن إسرائيل في الطريق إلى التفكك. وقال إن “إسرائيل تبدو قوية من الخارج، لكنها سهلة على الهدم والهزيمة. مثل خيوط العنكبوت تبدو كصاحبة قوة عسكرية عظمى وتفوق تكنولوجي، لكن المجتمع الإسرائيلي لن يصمد أمام هجمات إرهاب وعمليات مسلحة وكاتيوشا؛ فقد تعب من الحروب، وليست لديه المتانة والمناعة للصمود في صراع دموي وتكبد الإصابات”.
بحق كان يمكن أن نتعاطى مع أقواله كترّهات تامة. إسرائيل، رغم الخلافات، كانت قلعة صلبة في الغابة. ربما صلبة أكثر مما ينبغي. صلبة لدرجة أنه كان بوسعنا السماح لأنفسنا بانتهاج سياسة وقحة وعديمة المسؤولية. كان واضحاً للجميع بأننا نملك القوة لأن نفرضها. ويا لويلنا.
“الحكومة الغبية الحالية”
هكذا حتى صعود اوسع حكومة يمين. عندما استيقظنا لواقع جديد. ليس الجميع وليس فوراً بما في ذلك نصر الله. في خطابة في شباط الماضي تحدث عن “الحكومة الغبية الحالية” التي تدفع نحو المواجهة في داخل إسرائيل، وبين إسرائيل والفلسطينيين، مع إمكانية كامنة لخلق اشتعال إقليمي. وماذا تعرفون؟ الرجل محق. حتى ذلك الحين، كانت خيوط النسيج السياسي قوية ومرنة بما يكفي لمنع الاشتعال. مع صعود الائتلاف الحالي، أصبح النسيج متصلباً ومتطرفاً دينياً في صالح اليمين المجنون وإحباط محاكمات نتنياهو. النتيجة: شهران من القتال دون أفق معقول.
بعد ضغط متناسب من جانب الأمريكيين، فهم نتنياهو بأنه ملزم بتوضيح كيف ترى حكومته إنهاء القتال واليوم التالي. النتيجة: مناورة مكشوفة لكسب الوقت. فقبل شهر، أقيم “طاقم سري” لفحص اليوم التالي بينما لا يمكن بعد رؤية نهاية اليوم الحالي.
المخطط الأمريكي لليوم التالي
بالمناسبة لم تكن السرية عن الجمهور أو عن العدو، بل عن الجيش الذي يؤيد المخطط الأمريكي لليوم التالي، أي إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة والإعداد للدولتين. الجيش الإسرائيلي لم “ينشر” رأيه.
جانتس تحدث باسم رئيس الأركان عن “تسليم الحكم”، ولم يفصّل، لكن واضح من الذي قصده. هكذا؟
نتنياهو يضحي بجسده: “لن تقام دولة فلسطينية في غزة ولو على جثتي الميتة”.
يبلغ عدد الجثث الحقيقية حتى الآن عشرات الآلاف، لنا ولهم.