فقد والدته منذ 3 أعوام فروى عطش المارة على روحها.. تعرّف على قصة “نصار” الوفي لأمه
كتب: إسلام فليفل
يخرج من بيته كل يوم قاصدا الثواب من الله، والدعاء لوالدته، حاملاً جركن مملوء بالمياه المثلجة وأكواب بلاستيكية يقف على قارعة الطرق السريعة فى نطاق محافظته، نصار عامر، المقيم بالقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، اعتاد المواطنين المارين بطريق القناطر باسوس رؤيته يوميًا، يقترب منه كل من يطلب شربة ماء دون مقابل.
3 أعوام قضاها «نصار عامر» البالغ من العمر 38 عامًا، فى الوقوف على الطرق يحمل إناء الماء البارد، يقف ويتجول في زحام السيارات من الساعة 12 ظهرا وحتى الساعة الرابعة عصرا؛ لسقاية المواطنين المارين بالطريق، بهدف أن تكون صدق جارية على روح والدته التي توفيت منذ 3 أعوام، وأن ظروفه المادية لم تكن تسمح بعمل صدقة جارية لها فلجأ إلى تنفيذ فكره تقديم المياه الباردة مطالبا من المواطنين الدعاء لأمه.
لم يخف نصار عامر، على حياته من سرعة السيارات بل يخاطر بها لتوزيع المياه على المواطنين بالطرق السريعة، مطالبهم بالدعاء لوالدته التي رحلت منذ ثلاث سنوات عنه وشعوره بالفراق، مؤكداً أن فكرته جاءت من أجل كسب الثواب والدعاء لوالدته لأنها كانت أغلى مايملك، وأن ظروفه المادية لم تكن تسمح لعمل صدقة جارية لها.
وأشار إلى أنه يشعر بالراحة والسعادة لوصول الدعوات لوالدته، وأنه سيستمر في مواصله فكرته حتى آخر يوم في عمره.
وبملابس مهندمة وبلغة هادئة، تحدث نصار عامر، عن قصته، قائلا :”كل يوم هتلاقيتي هنا في الصيف، وبقالي ثلاث أعوام تقريبا، واوزرغ المياه على المارة في الطريق”.
وعن سبب ما يفعله، رد نصار، قائلا: “كل ده عشان امي اللي كنت مليش غيرها، وحبي لها كبير، ولو قدرت اعمل اكتر من كده هعمل، والموضوع كله بماء مفلتر ولوح ثلج بيكلفني ٤ جنيها فقط، وربنا يرحمها”.