«مزارع الكرام» نموذج ملهم لمبادرة شبكة المدن العالمية «صفر نفايات»

كتبت: نشوى مصطفى
تصوير: نادر محفوظ

نظم المركز الإقليمي للتدريب ونقل التكنولوجيا للدول العربية “بازل” بالتعاون مع جمعية المرصد المصري للتقنيات البيئية ندوة تعريفية حول مبادرة شبكة المدن العالمية “صفر نفايات” في إطار اتفاقية بازل وأهداف التنمية المستدامة وذلك بمزراع الكرام مركز بدر البحيرة، وحضر الندوة لفيف من العلماء والمتخصصين في مجال البيئة.

وفى كلمته التى ألقاها فى الندوة قال الدكتور جمال مختار الخبير الاقتصادي: “إننا لابد أن نكون مؤثرين في مجتمعنا ولا ننظر إليه نظرة سلبية”.

وأضاف: “مشروع الكرام تجربة قائمة على الملاحظة والمشاهدة، وسر نجاحه كلمة “بابا”، حيث بدأت بعدد من الأحواض الخرسانية بها مياه جوفية يربى فيها سمك، والأسماك تعتبر مستخدمة للمياه وليست مستهلكًا لها، لافتًا إلى أن كل كيلو جرام علف يُرمى للسمك في المياه ينتج عنه 125 جرام أسمدة مذابة بمعدل 12.4%، فاذا استهلكت 100 طن علف، ينتج عنه 12 طنًا ونصفًا أسمدة، والأرض تستفيد من هذه الأسمدة.”

وأضاف د. مختار أن 85% من إنتاج مصر من الأسماك يعود للقطاع الأهلي، والحكومة تعمل على تسهيل الإجراءات، لافتًا إلى ضرورة وجود مرونة للتكيف مع أي وضع خاصة مع التغييرات الحالية من غلاء أسعار الأعلاف إلى غيره من الظروف التي تواجه أي مستثمر، لابد أن يكون جاهزًا لإيجاد بدائل ولا يتوقف، فمصر مشهورة بالبدائل.

الدورة كاملة

وتابع د. مختار أن “نظام الكرام” يعمل على التوالي، حيث يستخدم النظام وحدة المياه الواحدة في أكثر من نشاط، ويبدأ النظام بضخ المياه الجوفية من الآبار العميقة إلى أحواض استزراع أسماك البلطي النيلى، موفرة بيئة نظيفة للاستزراع.

وبعد ذلك تصرف المياه بعد استخدامها في استزراع البلطي النيلى ليعاد استخدامها مرة أخرى في استزراع أسماك القراميط.

ثم يعاد استخدام مياه تربية القرميط المحملة بالعناصر الغذائية المخصبة للتربة في ري البرسيم الحجازي والمحاصيل الزراعية الأخرى.

ثم يستخدم البرسيم الحجازي كعلف أخضر لتربية الأغنام والماعز.

وتستخدم وحدة بيوجاز لتحصيل المخلفات الحيوانية إلى وقود منخفض التكلفة يتمثل في غاز الميثان بالإضافة إلى سماد عضوي معقم.

وأخيرا توفر الغلاية المبتكرة المياه الدافئة اللازمة للمفرخ، وبذلك نصل إلى أن وحدة مياه واحدة في نظام الكرام تحقق ثلاث وحدات في النظام الشائع.

الري باستخدام مياه تربية الأسماك

وأشار د. مختار إلى أن الري باستخدام مياه تربية الأسماك يؤدي إلى زيادة في إنتاج البرسيم الحجازي بما يعادل ثلث إنتاجه المعتاد، بالإضافة إلى انخفاض احتياجات البرسيم من مياه الري بنسبة 30% من المعدلات المعتادة، وهذه إضافة أخرى.

طالع المزيد:

وأكد د. مختار أن ما سبق يؤدي إلى زيادة عدد الأغنام والماعز التي يمكن تربيتها على نفس وحدة المساحة من المراعي الخضراء، لافتًا إلى أنه فى هذا المشروع، مخرجات كل مرحلة، تمثل مدخلات آمنة للمرحلة التالية.

تغيير الإسلوب

وفي سياق متصل قال الدكتور عبد الحكيم مختار المدير التنفيذي لـ “مشروع الكرام”: “إن مصر تعيش حالة اقتصادية تستدعي تغيير الأسلوب في كل القطاعات، لابد أن نتحرك ونبحث عن البدائل”.
وأشار المدير التنفيذي لـ “مشروع الكرام” إلى أن البيئة تؤثر علينا وعلى أولادنا، فإذا كانت البيئة غير نظيفة يعود ذلك علينا في صورة تلوث، فالبيئة لابد أن تكون محل اهتمامنا مثل التعليم”.

وواصل: “إننا اليوم بصدد تجربة محلية بسيطة ولكنها توفر الكثير، ونتمنى أن تكون هذه التجربة دولية لمكاسبها، فالمتابعة سر نجاح أي مشروع، لأن المتابعة تجعل الملاحظة تتم إن وجدت بالتالي يحقق نتائج إيجابية.”

فكرة صديقة للبيئة

ومن جانبه قال الدكتور مصطفى حسين وزير البيئة الأسبق: “إن فكرة الكرام فكرة صديقة للبيئة، المشروع قائم على الاستدامة، وهذا أهم محور من محاور التنمية الذي تسعى الحكومة في تحقيقه.

ولفت وزير البيئة الأسبق، إلى أننا لابد أن نسعى في تعميم مثل هذه الأفكار الإيجابية التي تساهم في التنمية الاقتصادية من زيادة فرص العمل وزيادة إنتاج الأسماك بآليات بسيطة، وهذه هي توجهات القيادة السياسية لعام 2030.

زر الذهاب إلى الأعلى