بلا عقيدة ولا أرض ولا قضية ويحاربون فى غزة.. المرتزقة الساديون في جيش إسرائيل
تقرير: أشرف التهامي
أصدر العقيد متقاعد الصهيوني أليعازر إسحاق الخبير العسكري والمحاضر في عدد من المعاهد العسكرية، فى وقت سابق دراسة بعنوان “المرتزقة في الجيش الإسرائيلي”، وفى هذه الدراسة ألقى إسحاق الضوء على هذه الظاهرة التي بدأت في الانتشار بقوة داخل الجيش.
وتقع الدراسة في 230 صفحة وتنقسم إلى فصلين: الأول بعنوان: “المرتزقة في الجيش.. لماذا؟”، والثاني بعنوان: “المشاكل الاجتماعية للمرتزقة”.
والدراسة تنقلنا إلى الوضع الحالى، الذى يحارب فيه عدد ليس قليل من المرتزقة داخل صفوف الجيش الإسرائيلى، من جنسيات وأعراق، وحتى ديانات غير اليهودية
“المرتزقة في الجيش الإسرائيلي”.. دراسة عبرية
لم يكن تجنيد المرتزقة من حول العالم للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في الحروب والعمليات العسكرية ضد الفلسطينيين فكرة جديدة، حيث سبق أن أطلقت الحركة الصهيونية والعصابات اليهودية مشروع تجنيد المرتزقة واليهود من حول العالم للقتال في فلسطين، بداية أربعينيات القرن الماضي، من خلال منظمة “ماحل” (متطوعون من الخارج إلى إسرائيل ).
منظمة “ماحل”
ويواصل الجيش الإسرائيلي، منذ النكبة وحرب 1948، الاعتماد على المرتزقة في تطوير القوات العسكرية والوحدات القتالية، للمشاركة في الحروب أو القتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، مقابل أجور عالية ومزايا ومخصصات نهاية الخدمة، حيث تم مأسسة فرق المرتزقة من خلال مشاريع “الجندي الوحيد” أو “الجنود مزدوجو الجنسية”.
وتمكنت “ماحل” عام 1947 من تجنيد أكثر من 3 آلاف متطوع من 37 دولة من أوروبا وأميركا، غالبيتهم العظمى من اليهود الذين تم تدريبهم على القتال، وجاؤوا إلى فلسطين خلال عام 1948 للقتال إلى جانب العصابات والتنظيمات اليهودية المسلحة، ومساعدتها في “إقامة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني”.
نشط مبعوثو “ماحل” في السر بين الشبان اليهود، ووجهوا نداءهم بشكل خاص إلى قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، بينما وجد متطوعون آخرون من أوروبا طريقهم إلى القائمين على التجنيد بمبادرة منهم، حيث تم إنشاء مركز للتجنيد في باريس.
واستغل المتطوعون المرتزقة إقامتهم في المعسكرات بفرنسا للتدريب الأساسي، تحت إشراف مرشدين من الحركة الصهيونية، حيث كان اليهود ينتظرون دورهم للهجرة إلى فلسطين، ووصل جميع المرتزقة والمتطوعين اليهود فلسطين عام 1948، وشاركوا بالحرب وتهجير شعب فلسطين.
وبرز حضور المرتزقة ممن جندتهم الحركة الصهيونية في الجيش الإسرائيلي بعد النكبة، وكانوا الحجر الأساس لسلاح الجو والبحرية والبرية، وبعد تأسيس الجيش وانتهاء الحرب غادر الكثير منهم فلسطين.
وعام 1952، تم إنشاء حي “نيفي مال” وهو مجمع سكني يضم 100 شقة، ويقع شرق تل أبيب، وكانت تسكنه عائلات من المرتزقة من إنجلترا والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.
“الجنود الوحيدين” في الجيش الإسرائيلي
وبحسب معطيات وزارة الأمن الإسرائيلية ووحدة البحث والمعلومات بالكنيست، بلغ عدد “الجنود الوحيدين” في الجيش الإسرائيلي قرابة 6 آلاف جندي، تم تجنيدهم من 70 دولة، وتبلغ نسبة اليهود منهم 20% فقط، بينما 80% أتوا بمفردهم ودون عائلاتهم، مما يعني أن النسبة الأكبر من الجنود الوحيدين الأجانب مرتزقة.
ويشارك “الجنود الوحيدون” إلى جانب قوات الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة والمعارك البرية، حيث يخدم نصفهم في وحدات قتالية، ويتميزون بالشراسة والخطورة في القتال.
ويحصل “الجندي الوحيد” على العديد من المزايا، مثل منحة شهرية ثابتة تقدر بآلاف الدولارات بالإضافة لأجره، وبطاقات الهدايا في أمسيات الأعياد، ومنحة الزواج، ومنح الطرود الغذائية، ومزايا مالية متنوعة، وتمويل رحلة جوية لزيارة الوالدين بالخارج، ومساعدة في الإيجار، وتمويل صيانة الشقة، والإعفاء من الضرائب.
أعداد وجنسيات المرتزقة
وقد كشفت تسريبات هكرز المقاومة الإسلامية عن أعداد وجنسيات الجنود الذين يحاربون في غزة كالتالي:
3804 من فرنسا.
3142 من بريطانيا.
2584 من الولايات المتحدة الامريكية.
2051 من المانيا.
1720 من الهند.
1635 من إيطاليا.
1580 من إثيوبيا.
1462 من جنوب السودان.
1158 من بولندا وأوكرانيا (اوكران لاجئين في بولندا).
945 من السلفادور.
810 من هندوراس.
416 من الارجنتين.
379 من كندا.
114 من كردستان (إقليم شمال العراق).
74 من تايلاند.
بالإضافة إلى الإسطول البحري الأمريكي وفرق المشاة البريطانية وحاملتي الطائرات الأمريكية، ويوجد على متن الحاملتين 10 آلاف بحار، والغواصة الصاروخية النووية الامريكية.
وتحدثت صحيفة “جلوبس” عن تقرير جديد صدر قبل أيام من الجانب الروسي، يفيد بأن المرتزقة الذين قاتلوا في أوكرانيا ضد الجيش الروسي “حزموا أمتعتهم وتحركوا للقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في غزة.
كما كشف الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” النقاب عن آلاف المهاجرين الجدد الذين فروا من أوكرانيا وروسيا بسبب الحرب، وحشدوا للتطوع في قواعد الجيش الإسرائيلي للقتال وجمع التبرعات والمعدات لصالح الجنود، ويقدر أن نحو 1500 مهاجر جديد من روسيا وأوكرانيا لديهم قدرة على القتال والخدمة العسكرية.
مواقف دولية من الارتزاق لصالح إسرائيل.
جنوب أفريقيا
وزارة الخارجية فى دولة جنوب أفريقيا هددت مواطنيها الذين يعيشون بإسرائيل، وحذرتهم من الانضمام لجيش إسرائيل بالحرب على غزة، وأكدت أن ذلك يعرضهم لخطر الملاحقة القضائية في البلاد بتهمة انتهاك القانون الدولي.
يأتى هذا مع ملاحظة أن هناك الآلاف من مواطني جنوب إفريقيا يعيشون في إسرائيل.
وجنوب إفريقيا من بين خمس دول تقدمت بدعوى قضائية لدى محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في ارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة، كما أن رئيس البلاد، سريل رامافوزا، وصف جرائم الجيش الإسرائيلي في غزة بأنها “إبادة جماعية”.
كما طالب النائب توماس بورتس، عن حزب “فرنسا الأبية” اليساري، بمحاسبة هؤلاء المجندين مزدوجي الجنسية والمرتزقة، وإدانة مشاركتهم في جرائم الحرب بأكبر قدر من الحزم.
الخلاصة
يؤكد الخبراء العسكريين والسياسيين أن عددالمرتزقة الأجانب في جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من سبعة آلاف مرتزق ويخدمون في أغلب الوحدات العسكرية، يقتلون العرب في سادية وتوحّش بلا رحمة، ولا هدف لهم إلا جمع المال فقط بغض النظر عن أي اعتبار آخر، وينتشرون في جميع أنحاء الكيان الصهيوني بدءاً من صحراء النقب أقصى جنوبه وحتى الحدود الشمالية المشتركة مع لبنان.
ووفق المرصد الأورو المتوسطي لحقوق الإنسان، الذي يوجد مقره في جنيف، هناك برامج في إسرائيل تسمح لأي شخص يهودي للخدمة في الجيش، بغض النظر عن جنسيته الأصلية.
لكن ليس وحدهم يهود الشتات من يسمح لهم بالقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي، بل يوجد أيضا مرتزقة من ديانات مختلفة تم تجنيدهم مقابل المال، وفق شهادات وتقارير.
ورغم كثرتهم وتوحشهم وإغداق المال عليهم، الا أنهم بلا عقيدة و بلا أرض و لا قضية، بعكس مقاتلي المقاومة الإسلامية الأقل عددً و محددي الإمكانيات، لكنهم يملكون العقيدة والأرض والقضية، وتلك هي المقومات الحقيقية للنصر.
طالع المزيد:
– ليبيا تشدد مقاطعتها لإسرائيل وتحرمها من دخول أراضيها
– إسرائيل ترصد 9 مليارات شيكل لفاتورة رواتب قوات الاحتياط في موازنة 2024