رؤية حماس وآمالها لليوم التالي للحرب في غزة
كتب: أشرف التهامي
أفادت مصادر مقربة من قيادة حماس إنها تنوي المطالبة بالإفراج عن منفذي عمليات بارزين من أجل تقويض السلطة الفلسطينية ومحمود عباس في الضفة الغربية.
وفى هذا الصدد كشفت صحيفة “رأي اليوم الأردنية”، اليوم الأربعاء، عن اهتمام حركة حماس بإطلاق سراح كبار المعتقلين لدى إسرائيل، المدانين بجرائم قتل، والذين يشكلون معارضة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عقب الحرب مع إسرائيل.
خلق واقع جديد
وتهدف هذه الخطوة إلى خلق واقع جديد في الضفة الغربية واستبدال القيادة الفلسطينية الحالية.
وقال مصدر مقرب من قيادة حماس إن الحركة تصر على إدراج إطلاق سراح شخصيات بارزة في صفقة إطلاق سراح الرهائن القادمة، ومن بينهم:
1- مروان البرغوثي المعتقل حاليا في إسرائيل.
2- أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤولة عن اغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2001.
ووفقا للتقرير، لا تزال حماس تعتبر إطلاق سراح حوالي 2500 معتقل ومنفذ هجوم فلسطيني أولوية قصوى. لكن المرحلة السياسية التالية للمكتب السياسي للحركة هي الوعد بالإفراج عن البرغوثي وسعدات كجزء من الخطوة الأولى في إطار سياسي جديد تسعى حماس إلى تأمينه.
ماذا تريد حماس؟
وتريد حماس بشكل أساسي إعادة بناء السلطة الفلسطينية، وتعتقد الحركة أن إطلاق سراح البرغوثي وسعدات سيساعد بشكل كبير في “التأثير على مشروع وطني جديد”.
ووفقا للسيناريو الموضح في التقرير، فمن المقدر أن صفقة إطلاق سراح الرهائن التي تشمل جنودا إسرائيليين ستشمل أيضا “نخبة واسعة من جميع الفصائل الفلسطينية والقادة البارزين في الضفة الغربية”، مع التركيز على الشخصيات التي ترفض سياسات عباس وينظر إليها على أنها كمعارضة للسلطة الفلسطينية.
وبهذه الطريقة تعمل حماس بفعالية على الترويج لإنشاء سلطة فلسطينية جديدة، حيث أن إطلاق سراح الشخصيات الفلسطينية المتحالفة مع المعارضة من شأنه أن يمنح حماس المزيد من الشرعية.
وفي هذا السياق، في آخر استطلاع شعبي أجري في الضفة الغربية وغزة، حصل البرغوثي على دعم كبير كخليفة محتمل لعباس.
غير قابل للتفاوض
وبحسب التقرير الأردني، يقال إن المفاوضات الجارية تتجاهل الخلافات التي نشأت حتى الآن بشأن فئات الأسرى الإسرائيليين الذين حددتهم إسرائيل.
كما لوحظ أن الإفراج عن قادة محددين في حركة فتح، وعلى رأسهم مروان البرغوثي، هو أحد المواضيع التي تم اتخاذ قرار بشأنها، بل وتم نقله إلى زوجته فدوى البرغوثي عبر وسيط.
ونقلت الصحيفة الأردنية تأكيد مصدر مقرب من قيادة حماس، أن البرغوثي وسعدات هما شخصيتان “مطلوبتان” من قبل حماس عند مناقشة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
ويأتى ذلك لأنهما يعتبران معتقلين “ذوي أولوية قصوى”، والإفراج عنهما سيكون بمثابة زيادة شرعية حماس وتقويض جهود السلطة الفلسطينية وعباس في نظر الفلسطينيين.
ومن وجهة نظر حماس – حسبما ورد فى التقرير – أن إطلاق سراح البرغوثي وسعدات “لن يكون قابلاً للتفاوض في اللحظات الحرجة”.