أبوالغيط : نحذر من توسيع الحرب في الشرق الأوسط وفرض واقع جيوسياسي جديد
كتبت: مونيكا عياد
اجتمع أمس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية ، في اجتماع طارئ عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” مع أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية ، لبحث اخر التطورات والمستجدات التي طرأت على الساحة العراقية، وايضا تداعيات إبرام مذكرة تفاهم بشكل غير قانوني بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، والتي تحصل بموجبها أديس أبابا امتياز استغلال 20 كيلومترا شمال غربي الصومال في البحر الأحمر.
وأدان أبو الغيط القصف الإيراني الذي استهدف مناطق عراقية في أربيل مساء 15 يناير، مؤكدا ان قرارات الجامعة العربية ومواقفها واضحةٌ وقاطعة في إدانتها لانتهاك سيادة العراق في وقائع سابقة، لافتا ان الدول العربية تتعامل مع جيرانها وفق مبدأ حسن الجوار، وتتطلع إلى المعاملة بالمثل.
وقال الأمين العام للجامعة العربية:” إن الساحة العراقية لا يجب أبداً أن تصير مجالاً لتصفية الحسابات أو تحقيق المكاسب الإقليمية، وإننا نحذر من الانزلاق إلى توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط على نحو يُعرض أمن المنطقة وشعوبها للخطر الشديد، معلنا التضامن الكامل مع الحكومة العراقية في أية إجراءات تتخذها حفاظاً على سيادة البلد وأمنه” .
فيما وصف أبو الغيط التهامها مذكرة التفاهم بين جمهورية إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، انقلاب صارخ على الثوابت العربية والأفريقية والدولية المستقرة، ومخالفة واضحة للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية النافذة، لافتا ان هذه المذكرة لاقت رفضا عارما في جميع أنحاء الصومال على المستويات الأهلية والشعبية والرسمية من رئاسة وحكومة وبرلمان
واعلن الأمين العام رفض أي اتفاقيات أو مذكرات تفاهم تخل أو تنتهك سيادة الدولة الصومالية، أو تحاول الاستفادة من دقة وهشاشة الأوضاع الداخلية الصومالية أو من تعثر المفاوضات الصومالية الجارية بين أبناء الشعب الصومالي بشأن علاقة أقاليم الصومال بالحكومة الفيدرالية ، واصفا مذكرة التفاهم المزعومة “باطلة ولاغية وغير مقبولة”.
وأكد أبو الغيط أن الأوضاع الأمنية والسياسية التي تعصف بالمنطقة صعبة للغاية ، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة لأكثر من مائة يوم، تعد محاولات متواصلة لصناعة واقع جيوسياسي جديد يتجاهل المصالح العربية ، لافتا ان منطقة القرن الأفريقي ليست استثناء من هذه المحاولات.
وأوضح أبو الغيط ان السماح بأي محاولات بإحداث الوقيعة بين المكونات الصومالية الوطنية، واستغلال انشغال الدولة بتحدياتها الداخلية من أجل تحقيق مآرب سياسية وعسكرية او اقتصادية، على حساب سيادة الدولة سيكون بمثابة السماح بانتصار سياسة “فرض الأمر الواقع” وخرق لمبادئ القانون الدولي ، يمكن ان يدخل المنطقة في دوامة من العنف والتطرف.
وقال أبو الغيط: “في هذا الوقت الحرج والدقيق، أدعوكم وبكل حرص المواجهة هذه المحاولات الخطيرة والتضامن مع الموقف الصومالي الرسمي، واتخاذ ما يلزم من أجل دعم مساعي احترام الوحدة الترابية للدولة الصومالية ومساندة الصوماليين على التوصل إلى ما يجمعهم والتوقف عن التحريض على فصل أجزاء من بلادهم، في منطقة تعاني أصلاً من نزعات انفصالية لا تتوقف”.
وأضاف: “كما أناشد الجميع بضرورة استمرار دعم مساعي الصومال في استعادة عافية مؤسساته الوطنية واستقراره ووحدته ومواجهة كافة التحديات الأمنية والإنسانية والبيئية، والذي كان ولا يزال موضوعا رئيسيا تسعى الجامعة العربية إلى تحقيق غاياته بالتعاون الوثيق مع المنظمات الدولية والإقليمية”
طالع المزيد:
– الرئيس الصومالي يتوجه إلى القاهرة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية
ومن جانبه أعلن السفير إلياس شيخ عمر أبو بكرٍ سفير المندوب الدائم لجمهورية الصومال بجامعة الدول العربية ، أن الاجتماع لمناقشة تداعيات مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال ، جاء بناء على طلب الصومال وتأييد أكثر من 12 دولة عربية.
وقال مندوب الصومال الدائم إن بلاده تقدمت بطلب إلى الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات إبرام مذكرة تفاهم بشكل غير قانوني بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، مؤكدا على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد للرد على الانتهاك الصارخ الذي قامت به إثيوبيا ضد سيادة ووحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية.
وأكد أبو بكر أن تلك الإجراءات الأحادية الجانب من قبل إثيوبيا تشكل تهديدا للأمن القومي العربي والملاحة في البحر الأحمر، وهي محاولة تهدف للنيل من سيادة وإستقلال ووحدة جمهورية الصومال الفيدرالية، داعيا الدول العربية للوقوف بجانب الصومال في الدفاع عن سيادته وسلامة أراضيه وفقا للقرارات والقوانين الدولية.