محمد أنور يكتب: السيطرة على الإنسان
بيان
تنبع ظاهرة التدخل للسيطرة علي حياة الإنسان وسلب إرادته عن تنازل الغالبية أما طواعية أو كرها عن جزء من حرياتهم الشخصية لفرد أو عدد من الأفراد ليقوموا بإدارة المجتمع أو المحافظة عليه، ووضع الضوابط الدقيقة التي تحد من حرية الأفراد، أو بمعنى آخر هى محاولة فرد أو مجموعة أفراد السيطرة على الباقيين واستغلالهم واستخدامهم وتحوير سلوكهم بحيث يكونون مسيرين لا يملكون اية حرية لا في القول ولا فى العمل.
كانت فئة الحشاشين هى الأعنف عبر التاريخ كمثال في سلب إرادة الأفراد والسيطرة عليهم، وقد استخدم الحشيش وغيره كوسيلة للسيطرة على الإنسان كأداة من الأدوات الطيعة في يد المسيطر عليهم، الذى كان يدفع هولاء الأفراد لقتل أى ضحية، و هناك أيضا فريق آخر استغل الدين للسيطرة على الاتباع، ولكن الأسلوب الاعم كان ومازال اغداق النعم والأموال على فريق من الناس لاستخدامه في أغراض متعددة.
ولن يترفع الناس أبدا عن استغلال من هم دونهم قدرات وإمكانات استغلالا بشعا قد يكون شبيها باستغلال الإنسان قديما للحيوان المدجن، فهذه هى الطبيعية الإنسانية سواء أكانت ذات قدرات فوق المعتاد أم لا، ويجب أن نتساءل: ماذا لو أصبح بالوسع إعطاء عقاقير معينة للحوامل وأثر كل منها في إنجاب طفل عبقرى في ميدان ما؟ إذا فكر الإنسان في هذا التساؤل فإنه يشعر بالرهبة من إساءة الإنسان استخدام التقدم التكنولوجي والفتح العلمى فى مآسي والآما لا ترقى إليها كل الآلآم التي سببها الظلم والاستعباد في تاريخ الإنسانية.
يبدو أن كل تقدم علمى على خطأ فاحشا من وجهة نظر دينية وخلقية، عملا لا يمكن الدفاع عنه من وجهة إنسانية، يعتبر هذا التقدم العلمى تدخل واضح في السيطرة على الإنسان وسلب إرادته، ومن هنا كانت خشية العلماء أن يتمكن مجتمع متقدم ما من تحوير الصفات فى أطفال مجتمع آخر بحيث ينمون إلى عباقرة علميين او رياضيين أو موهوبين أو ذوى اجسام قوية وقدرات عالية فوق مستوى البشر العاديين.
يعنى هذا أن بعض المجتمعات ستقوم بالسيطرة على المجتمعات الأخرى، سيطرة لا فكاك منها، حيث أكد العلماء أن من الممكن تغيير الصفات الوراثية بقدرة محددة لا عشوائية، وفى الاتجاه الذي يقررون، وقد هال بعض العلماء الباحثين في هذا الميدان المضاعفات التي يمكن أن تنشأ عن إنتاج ما فوق الإنسان كفرد وكمجتمع.
وأول هذه المضاعفات أن هذا النوع من المجتمعات لن يكون بالوسع إنتاجه إلا من قبل بعض المجتمعات المتقدمة علميا وتكنولوجيا، أى أن هذه المجتمعات ستفوق غيرها بمراحل عديدة، وهذا سيؤدي بالطبيعة إلى سيطرة هذه المجتمعات المتقدمة على المجتمعات الأخرى.