ضغوط أمريكية لنقل المساعدات إلى غزة عبر معبر اخر غير رفح
كتب: أشرف التهامي
كشفت مصادر إعلامية أن ضغوطا أمريكية وأوروبية، تمارس على إسرائيل لنقل المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر معبر أخر غير معبر رفح.
وكشفت المصادر أنه سيتم نقل المساعدات إلى قطاع غزة إلى ميناء أشدود عبر قبرص، ومن هناك سيتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر كرم سالم (كيرم شالوم) على المثلث الحدودي بين إسرائيل ومصر وقطاع غزة.
وفى هذا الصدد قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها الاثنين الماضى إن مسؤولين أمريكيين وبريطانيين وأوروبيين يضغطون على إسرائيل للسماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة مباشرة عبر ميناء أشدود، من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقال أحد المصادر التي تحدثت للصحيفة إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن دفع من أجل ذلك خلال المحادثات التي أجراها خلال زيارته لإسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر.
المسار المقترح
وبموجب الاقتراح الذي يتم الترويج له في الولايات المتحدة وأوروبا، سيتم نقل المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة إلى ميناء أشدود عبر قبرص، ومن هناك سيتم إدخالها إلى قطاع غزة عبر معبر كيرم شالوم. هذا المعبر، الواقع على المثلث الحدودي بين إسرائيل ومصر وقطاع غزة، افتتحته إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة الشهر الماضي – بعد ضغوط أمريكية أيضًا – والآن تدخل شاحنات المساعدات عبر كرم أبو سالم ومن خلال معبر رفح على الحدود. جنوب قطاع غزة مع مصر.
لكن المساعدات نفسها لم تصل حتى الآن إلى هذين المعبرين إلا عبر مصر، والهدف بحسب التقرير هو خلق بديل لذلك مع الحفاظ على مطالب إسرائيل بإجراء فحص أمني صارم للمعدات التي يتم إدخالها إلى القطاع.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز إلى أن خطوة صغيرة نحو فتح ميناء أشدود أمام المساعدات لغزة جاءت يوم الجمعة، عندما أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل وافقت على نقل شحنات الدقيق إلى غزة عبر الميناء.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بعد ذلك الإعلان من البيت الأبيض: “نحتاج إلى استمرار هذه الشحنات وأن يظل هذا الميناء مفتوحا أمام المساعدات”.
إسرائيل مترددة
وبحسب الصحيفة التي نقلت عن مصدر إسرائيلي مطلع على التفاصيل، لم يتم إخطار القدس رسميا بقرار نقل شحنات الدقيق عبر الميناء، ورفض مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعليق، لكن مجلس الوزراء الدفاعي “وافق بهدوء على ما يخطط.” وذكر المصدر أن “إسرائيل كانت مترددة في فتح الميناء بسبب الخوف من أن يؤدي نقل مساعدات إضافية عبر أراضيها إلى إثارة رد فعل شعبي في وقت لا يزال فيه الأسرى محتجزين لدى حماس في قطاع غزة”.
في هذه الأثناء، نشرت وحدة تنسيق العمليات في الحكومة الاسرائيلية في المناطق، المسؤولة، من بين أمور أخرى، عن نقل المساعدات المدنية إلى قطاع غزة، يوم السبت بيانات رسمية محدثة من بداية الحرب تظهر أن أكثر من 9500 شاحنة دخلت إلى قطاع غزة منذ 22 أكتوبر، وهو التاريخ الأول الذي تدخل فيه المساعدات إلى قطاع غزة بعد 7 أكتوبر.
بيانات إسرائيلية
دخل إلى قطاع غزة حتى الآن 175 ألف طن من المساعدات الإنسانية. ومن بين الشاحنات دخلت 5328 شاحنة تحمل 112120 طناً من المواد الغذائية؛ 1106 شاحنة معدات طبية تحمل 12,930 طناً من المساعدات؛ 920 شاحنة مياه تحمل 18120 طناً؛ 1393 شاحنة مع معدات الإيواء تحمل 11640 طنًا؛ و785 شاحنة أخرى بمساعدات “مختلطة” تحمل 11640 طناً.
وقال الجيش الإسرائيلي: “حربنا هي ضد حماس، وليس ضد الناس في غزة”.
وفي الأيام الأخيرة، تم نشر مقاطع فيديو لسكان يشهدون على الجوع في غزة. وتقول الأونروا، وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين العاملة في غزة، إن 800 شاحنة تحتاج إلى دخول القطاع يوميًا لمدة ثلاثة أشهر لتلبية احتياجات السكان.
وتحذر الأمم المتحدة مرارا وتكرارا من أزمة إنسانية خطيرة في قطاع غزة. وبحسب المنظمة فإن 1.9 مليون من سكانها – 85% من إجمالي السكان المقدر بـ 2.3 مليون نسمة – نزحوا من منازلهم ويواجهون ظروفا صعبة في جنوب قطاع غزة.
طالع المزيد: